أرباح البنوك السعودية.. نمو تاريخي وثقة متزايدة تعكس متانة الاقتصاد المالي

تشير النتائج المالية المعلنة من كبرى البنوك السعودية للربع الثاني من عام 2025 إلى نمو ملحوظ في الأرباح، يعكس متانة القطاع المصرفي وتطور استراتيجيات التمويل والاستثمار.

وبينما تفاوتت نسب الزيادة من بنك لآخر، إلا أن القاسم المشترك بينها كان الارتفاع في صافي دخل العمليات وتنوع مصادر الدخل، رغم بعض التحديات المتعلقة بزيادة المصروفات التشغيلية ومخصصات الائتمان.

بنك البلاد.. نمو تدريجي ومستدام بدعم من العمليات التمويلية

أفصح بنك البلاد عن ارتفاع صافي أرباحه بنسبة 14.16% على أساس سنوي، مسجلا 765.8 مليون ريال في الربع الثاني من 2025، مقارنة بـ670.8 مليون ريال في الفترة نفسها من 2024. كما ارتفعت أرباحه على أساس فصلي بنسبة 9.33%.

وأرجع البنك هذا الأداء الإيجابي إلى ارتفاع صافي الدخل من الموجودات الاستثمارية والتمويلية بنسبة 8%، مدفوعا بزيادة في العائد من هذه الموجودات بنسبة 7%، في حين ارتفعت العوائد على الودائع والمطلوبات المالية بنسبة 5%.

وحققت إجمالي دخل العمليات زيادة نسبتها 9%، بفضل نمو دخل الأتعاب والعمولات ومكاسب تحويل العملات الأجنبية وتوزيعات الأرباح.

ورغم ارتفاع إجمالي مصاريف العمليات بنسبة 4%، إلا أن صافي مخصص خسائر الائتمان انخفض بنسبة 41%، نتيجة لتحسن جودة المحفظة الائتمانية، مما خفف من تأثير زيادة المصاريف.

بنك الرياض.. توسع في مصادر الدخل ومواجهة حذرة للمخاطر

أعلن بنك الرياض عن صافي ربح قدره 2.59 مليار ريال في الربع الثاني من 2025، بارتفاع نسبته 10.68% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

كما ارتفعت الأرباح بنسبة 4.45% مقارنة بالربع السابق. وسجل البنك أرباحا نصف سنوية بلغت 5.08 مليار ريال، بنمو 15.24%.

وجاء هذا النمو نتيجة ارتفاع صافي دخل المتاجرة، دخل العمولات الخاصة، وصافي المكاسب من بيع الاستثمارات، في حين واجه البنك زيادة في مصاريف العمليات، لا سيما مخصص خسائر الائتمان، واستهلاك الموجودات.

مصرف الراجحي.. قفزة في الأرباح بثقة تمويلية واستثمارية

حقق مصرف الراجحي أرباحا قوية في الربع الثاني من 2025، بلغت 6.15 مليار ريال، بزيادة 30.9% مقارنة بـ4.7 مليار ريال في الفترة المقارنة. وقد تجاوزت النتائج توقعات وكالة بلومبرج، التي قدرت الأرباح بـ5.76 مليار ريال.

وأرجع المصرف هذا النمو إلى ارتفاع إجمالي دخل العمليات بنسبة 25.7%، نتيجة صعود دخل التمويل، رسوم الخدمات البنكية، وتحويل العملات الأجنبية. ورغم ارتفاع المصروفات بنسبة 13.7%، إلا أن الأداء القوي للأنشطة الأساسية ساهم في تحقيق نمو ربحي كبير.

البنك السعودي للاستثمار.. تنويع المصادر وتحسن الائتمان

كما سجل البنك السعودي للاستثمار أرباحا قدرها 595.9 مليون ريال في الربع الثاني، بنمو 22.6% على أساس سنوي. وبلغت أرباح النصف الأول 1.015 مليار ريال، بزيادة 9% مقارنة بعام 2024.

وأشار البنك إلى أن الأداء الإيجابي جاء نتيجة زيادة إجمالي دخل العمليات بنسبة 5.1%، وتحسن صافي دخل العمولات الخاصة، بالإضافة إلى انخفاض صافي مخصص خسائر الائتمان بنسبة 12.8%، مما يعكس تطور إدارة المخاطر لدى البنك.

البنك السعودي الأول.. استقرار في الأرباح وسط تحديات الائتمان

وأعلن البنك السعودي الأول عن صافي ربح بلغ 2.127 مليار ريال في الربع الثاني، بزيادة 5.4% مقارنة بـ2.018 مليار ريال في العام الماضي. كما ارتفعت أرباح النصف الأول بنسبة 5% لتبلغ 4.3 مليار ريال.

وجاء هذا الارتفاع بدعم من نمو إجمالي دخل العمليات، رغم زيادة مخصص خسائر الائتمان، وهو ما يدل على اتباع البنك لنهج محافظ في مواجهة مخاطر السوق.

البنك السعودي الفرنسي.. نمو مزدوج في التشغيل وصافي الأرباح

وحقق البنك السعودي الفرنسي أرباحا بلغت 1.4 مليار ريال في الربع الثاني من 2025، بنمو 24.27% مقارنة بنفس الفترة من 2024. وسجل البنك نموا نصف سنوي بنسبة 20.27% ليبلغ صافي الربح 2.74 مليار ريال.

وجاء هذا النمو مدفوعا بارتفاع إجمالي الدخل التشغيلي بنسبة 14.3%، وخاصة من صافي دخل العمولات الخاصة، دخل الصرف الأجنبي، والعمولات. في المقابل، ارتفعت المصاريف التشغيلية بنسبة 2.4%، غير أن تحسن إدارة مخصصات الائتمان دعم صافي الأرباح.

اقرأ أيضا.. انطلاقة استثمارية تاريخية بـ 15 مليار ريال.. السعودية تعود إلى سوريا بخطة اقتصادية كبرى

ثقة في القطاع المصرفي السعودي واستشراف لنمو مستمر

وتكشف نتائج الربع الثاني من عام 2025 عن أداء قوي ومستقر للقطاع المصرفي في السعودية. ويجمع المحللون على أن النمو المدفوع بأنشطة التمويل والاستثمار، إلى جانب إدارة فعالة للمخاطر، يعزز من جاذبية البنوك السعودية على المستويين المحلي والدولي.

ويرى خبراء ماليون أن استمرار هذا النمو مرتبط بقدرة البنوك على تنويع مصادر دخلها، تقليص مخصصات الائتمان دون التأثير على جودة المحفظة، وتوسيع نطاق الخدمات الرقمية والتمويل الأخضر.

زر الذهاب إلى الأعلى