أزمة الساحل السوري تصل مجلس الأمن.. ما القصة؟

تشهد مناطق الساحل السوري توترات متزايدة على خلفية العملية العسكرية والأمنية التي تنفذها القوات الحكومية لملاحقة فلول النظام السابق، والتي ترافقت مع انتهاكات ارتكبتها مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، الأمر الذي أثار ردود فعل داخلية ودولية.

وأعلنت الدولة السورية التزامها بمحاسبة المتورطين في تلك التجاوزات، وسط تحركات سياسية وعسكرية مكثفة لاحتواء التصعيد المتواصل، خاصة في محافظتي اللاذقية وطرطوس.

اجتماع طارئ لمجلس الأمن

في ظل تزايد العنف في المنطقة، طلبت كلٌّ من الولايات المتحدة وروسيا عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين، وفق ما نقلته وكالة “رويترز” عن مصادر دبلوماسية مطلعة.

وتأتي هذه الخطوة في إطار المساعي الدولية لمناقشة تداعيات الأزمة المتفاقمة، وسط تباين المواقف بين القوى الكبرى بشأن سبل التعامل مع الأوضاع في سوريا.

العمليات العسكرية في الساحل السوري

على الصعيد الميداني، أكد المسؤول الأمني في الساحل السوري، ساجد لله الديك، تحقيق تقدم في تفكيك الخلايا المسلحة التابعة لفلول النظام المخلوع.

وأوضح أن القوات العسكرية والأمنية تمكنت من تطهير عدة مناطق استراتيجية، بما في ذلك جبلة وأجزاء واسعة من اللاذقية، مشيراً إلى استمرار العمليات حتى القضاء على جميع التهديدات المحتملة.

ورغم التقدم العسكري، أقرّ الديك بسقوط عدد من الضحايا في صفوف القوى الأمنية نتيجة الكمائن التي نصبتها المجموعات المسلحة، مستغلّةً التضاريس الوعرة للمنطقة.

كما أشار إلى استهداف بعض الحواجز الأمنية والمنشآت الحيوية بتمويلٍ إيراني، ما تسبب في وقوع خسائر مادية وبشرية قبل أن تنجح القوات في احتواء الهجمات.

تحقيقات رسمية في أحداث الساحل السوري

لمواجهة تداعيات الأزمة، أعلنت رئاسة الجمهورية السورية تشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي، تهدف إلى التواصل مع أهالي الساحل وضمان أمنهم واستقرارهم.

وتضم اللجنة شخصيات بارزة من بينها الدكتور أنس عيروط، وحسن صوفان، والدكتور خالد الأحمد، الذين أوكلت إليهم مهمة الإشراف على تنفيذ أهداف اللجنة ومعالجة القضايا العالقة.

كما سبق ذلك صدور قرارٍ رئاسي بتشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في أحداث السادس من آذار، حيث ستعمل على كشف ملابسات التصعيد، والتحقيق في الانتهاكات التي تعرّض لها المدنيون، وتحديد الجهات المسؤولة عن الاعتداءات. ومن المقرر أن تقدم اللجنة تقريرها النهائي خلال ثلاثين يوماً إلى رئاسة الجمهورية.

رسالة الرئيس إلى السوريين

في سياق متصل، وجّه الرئيس السوري أحمد الشرع، مساء الأحد، كلمةً إلى الشعب السوري تناول فيها تطورات الأحداث الأخيرة، محذّراً من محاولات فلول النظام السابق، بدعمٍ خارجي، لإثارة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد.

وأكد الشرع أن الدولة لن تتسامح مع أي جهة تسعى لزعزعة الأمن، مشدداً على ضرورة تسليم المطلوبين أنفسهم للقانون. كما تعهّد بمحاسبة كل من تورط في انتهاكات ضد المدنيين أو استغل سلطته لتحقيق مكاسب شخصية، مؤكداً أن لا أحد فوق القانون.

وختم الرئيس كلمته بالتشديد على رفض أي تدخل خارجي أو دعوات تهدد وحدة سوريا، مؤكداً أن البلاد ستظل موحدة بجهود شعبها وقوة جيشها.

اقرأ أيضا

أقرب إلى انقلاب منظم.. تفاصيل جديدة حول بداية الأحداث في الساحل السوري

زر الذهاب إلى الأعلى