أسواق المال تترقب بعد رفع واشنطن الرسوم الجمركية على الصين إلى 104%

أعلن مسؤول في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستبدأ فرض الرسوم الجمركية بنسبة 104% على السلع الصينية بدءًا من الساعة 04:01 بتوقيت جرينتش الأربعاء.

وجاء القرار بعد امتناع بكين عن رفع الرسوم الجمركية المضادة على البضائع الأمريكية بحلول الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ظهر اليوم الثلاثاء.

إعلان

ووسط تلك القرارات المتبادلة بين أكبر اقتصادين في العالم، يتبين أن الحرب التجارية التي تظهر ملامحها جليًا في أفق الاقتصاد العالمي، غير قابلة للانحسار في الوقت الراهن، رغم الاستقرار المؤقت الذي حققته أسواق الأسهم عالميًا اليوم الثلاثاء، بعد سلسلة من الخسائر الكبيرة.

الصين: قرارات ترامب بشأن الرسوم الجمركية “تنمر اقتصادي”

وفي وقت سابق، وصفت وزارة الخارجية الصينية القرار الأمريكي بأنه تصرف أحادي وتنمر اقتصادي.

وقال المتحدث باسم الوزارة، لين جيان، في مؤتمر صحفي: “هذه الرسوم لا تخدم سوى مصلحة واشنطن على حساب باقي الدول”.

وأضاف أن بكين ترفض أسلوب التهديد والضغط، معتبرًا أنه لا يمثل الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين.

فيما أعلنت وزارة التجارة الصينية معارضتها الشديدة لتهديد ترامب بتصعيد الرسوم الجمركية، وتعهدت باتخاذ إجراءات مضادة لحماية حقوقها ومصالحها.

ارتفاع إجمالي الرسوم الأمريكية على الصين إلى 104%

يأتي هذا القرار بعد أن فرض ترامب الأسبوع الماضي رسومًا إضافية بنسبة 34%، لتصل الرسوم الجمركية الإجمالية المفروضة على الصين هذا العام إلى 104%.

وشملت هذه الخطوة أيضًا شركاء تجاريين آخرين للولايات المتحدة، مما أثار توترات واسعة في أسواق المال العالمية.

ترامب ينتظر اتفاقًا مع الصين حول الرسوم الجمركية

من جانبها صرّحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بأن ترامب يرى أن “على الصين التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة”.

وأضافت أن الرئيس الأمريكي سيكون “كريمًا للغاية إذا بادرت بكين بالتواصل”، ولكن سيظل ملتزمًا بمصلحة الشعب الأمريكي أولاً.

في سياق متصل، كشفت ليفيت أن 70 دولة تتواصل مع واشنطن لبحث تأثير الرسوم الجمركية ومحاولة عقد اتفاقيات ثنائية، بشرط أن تحقق تلك الاتفاقيات مصالح العمال الأمريكيين وتعالج العجز التجاري المتفاقم.

أسواق المال تعود للمنطقة الحمراء والخسائر تطال المعادن والعملات

أدى إعلان فرض رسوم جمركية بنسبة 104% على الصين إلى تراجع مؤشرات الأسهم الأمريكية رغم أنها سجلت ارتفاعًا ملحوظًا في بداية تداولات الثلاثاء.

وفي ذات السياق، تراجعت مؤشرات مثل “ستاندرد آند بورز 500”.

ردة فعل الأسواق العالمية جاءت سريعة، حيث فقدت مؤشرات الأسهم الأمريكية مكاسبها خلال جلسة الثلاثاء، بعدما سجلت بداية تداول قوية.

بينما شهدت أسعار النفط انخفاضًا حادًا، وقلّص الذهب مكاسبه في التعاملات الفورية، كما تراجع اليوان الصيني إلى أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل الدولار، في ظل تصاعد التوترات.

الاتحاد الأوروبي يدعو للتهدئة وتجنب التصعيد

وفي سياق ردود الفعل الدولية، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى التهدئة والحوار، مؤكدة خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ على أهمية إيجاد حلول تفاوضية بعيدًا عن التصعيد.

وأشارت إلى ضرورة إصلاح النظام التجاري العالمي بما يضمن العدالة وتكافؤ الفرص، وشددت على أهمية التعاون بين الصين وأوروبا لحماية النظام التجاري المتعدد الأطراف.

اقرأ أيضًا .. رسوم ترامب تواجه عاصفة من الانتقادات… وماسك في الصف الأول

آفاق قاتمة للاقتصاد العالمي

يمثل التصعيد الأمريكي الصيني الأخير تعزيزًا للقلق من اندلاع موجة جديدة من التوترات التجارية العالمية التي قد تعرقل تعافي الاقتصاد الدولي، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها الأسواق بعد سنوات من الأزمات الصحية والجيوسياسية.

بينما تشير المؤسسات الاقتصادية الدولية إلى أن استمرار الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم سيؤدي إلى تباطؤ النمو، وزيادة الضغوط على سلاسل الإمداد، وتهديد استقرار العملات والأسواق الناشئة.

في ظل توقعات بأن غياب أي بوادر عن حلول وتسويات لأزمة الرسوم الجمركية، قد يؤدي لزيادة حالة عدم اليقين، ويسبب تداعيات بعيدة المدى على التجارة الدولية والنظام المالي العالمي ككل.

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
error: Content is protected !!