أكبر 10 دول منتجة لطاقة الرياح في العالم.. نمو قياسي عام 2024
عام 2024، شهد قطاع طاقة الرياح العالمي إنجازاً تاريخياً بتركيب 117 جيجاوات من الطاقة الجديدة، مسجلاً رقماً قياسياً غير مسبوق وفقاً للتقرير السنوي الرائد الصادر عن المجلس العالمي لطاقة الرياح (GWEC).
بذلك، وصل إجمالي الطاقة الإنتاجية العالمية إلى أكثر من 1170 جيجاوات – وهو دليل على الدور المحوري لطاقة الرياح في التحول العالمي في مجال الطاقة.
ومع ذلك، تكمن وراء هذه الأرقام القياسية قصة تناقضات صارخة: فبينما تُدير حفنة من الدول معظم المنشآت الجديدة، فإن عدم استقرار السياسات والعقبات اللوجستية تُهدد بإبطاء التقدم المُستقبلي.
الصين تُهيمن على النمو العالمي
رسّخت الصين مكانتها كقوة عالمية رائدة في مجال طاقة الرياح عام 2024، حيث قامت بتركيب توربينات رياح جديدة بقدرة مذهلة بلغت 86.9 جيجاوات، وهو ما يُمثل 72% من إجمالي القدرة الجديدة عالميًا.
بحلول نهاية العام، تجاوزت القدرة المُركّبة لطاقة الرياح في الصين 561 جيجاوات، أي أكثر من ثلاثة أضعاف قدرة الولايات المتحدة، التي لا تزال ثاني أكبر سوق بقدرة 154.6 جيجاوات بعد إضافة 4.2 جيجاوات فقط هذا العام، وهو أبطأ نمو لها منذ عقد.
استكملت ألمانيا قائمة الدول الخمس الأولى عالميًا، حيث أنهت عام 2024 بقدرة مُركّبة بلغت 72.7 جيجاوات (بزيادة 3.2 جيجاوات)، ووصلت الهند إلى 48.2 جيجاوات (بزيادة 3.4 جيجاوات)، وارتفعت البرازيل بسرعة إلى 34 جيجاوات (بزيادة 5.4 جيجاوات، محققةً معدل نمو بلغ 19%).
للمرة الأولى، تفوقت البرازيل على إسبانيا والمملكة المتحدة لتصبح خامس أكبر سوق لطاقة الرياح في العالم.
أكبر 10 دول منتجة لطاقة الرياح حسب إجمالي القدرة المركبة (2024)
ترتيب الدولة – إجمالي القدرة (ميجاواط) – القدرة الجديدة (2024، ميجاواط) – معدل النمو
1. الصين – 561492 – 86892 – 18.3%
2. الولايات المتحدة – 154609 – 4154 – 2.8%
3. ألمانيا – 72683 – 3208 – 4.6%
4. الهند – 48163 – 3427 – 7.7%
5. البرازيل – 34000 – 5420 – 19.0%
6. المملكة المتحدة – 32360 – 2324 – 7.7%
7. إسبانيا – 32007 – 1210 – 3.9%
8. فرنسا – 24383 – 909 – 3.9%
9. كندا – 18435 – 1449 – 8.5%
10. السويد 17266 – 1015 – 6.2%
آسيا والمحيط الهادئ والمناطق الناشئة تسجل مكاسب قوية
بينما كانت الصين رائدة في هذا المجال، نمت منطقة آسيا والمحيط الهادئ ككل بنسبة 7% على أساس سنوي، وشهدت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا زيادة ملحوظة بلغت 107%، مع مساهمات ملحوظة من مصر والمملكة العربية السعودية. وصعدت أستراليا إلى قائمة العشرة الأوائل عالميًا من حيث المنشآت الجديدة، بإضافة 3.3 جيجاواط.
أوروبا: دعم سياسي، لكن بنمو أبطأ
حافظت أوروبا على سمعتها كدولة رائدة في مجال طاقة الرياح، مع تصدر ألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا قائمة الدول الرائدة. ومع ذلك، تباطأ النمو الإجمالي، حيث أضافت العديد من الأسواق الرئيسية، بما في ذلك فرنسا والسويد، قدرات أقل مقارنةً بالسنوات السابقة.
أبقت المفوضية الأوروبية على دور مصادر الطاقة المتجددة في صميم سياسات الطاقة والصناعة، ولكن كما يحذر المجلس العالمي لطاقة الرياح، فإن التأخير في إصدار التصاريح، وتجزؤ المزادات، وعدم اليقين في السوق، لا تزال تُقيد إمكانات القطاع.
أمريكا الشمالية والجنوبية: تباين في الثروات
توقف نمو الولايات المتحدة بسبب عدم اليقين التنظيمي والتوجهات السياسية الجديدة، بينما قامت كندا بتركيب 1.4 جيجاوات، ليصل إجمالي إنتاجها الآن إلى 18.4 جيجاوات. في المقابل، جعل التوسع السريع للبرازيل منها الرائدة بلا منازع في أمريكا اللاتينية وأحد أسرع أسواق طاقة الرياح نموًا في العالم.
الرياح البحرية: آفاق جديدة
بلغت طاقة الرياح البحرية مستويات قياسية جديدة في عام 2024، حيث مُنحت 56.3 جيجاوات عالميًا في مزادات – 23.2 جيجاوات في أوروبا و17.4 جيجاوات في الصين. ومن المتوقع أن يتسارع نمو قطاع طاقة الرياح البحرية أكثر، ليشكل ما يقرب من 18% من الطاقة الإنتاجية الجديدة بحلول عام 2030.
حصة طاقة الرياح من الكهرباء العالمية – وقادتها
تُوفر طاقة الرياح الآن أكثر من 10% من احتياجات الكهرباء العالمية، متجاوزةً الطاقة النووية. وتُولّد إحدى عشرة دولة – بما في ذلك الدنمارك وألمانيا والمملكة المتحدة والبرتغال وهولندا وأيرلندا وأوروغواي – أكثر من 20% من كهربائها من طاقة الرياح، وتتصدرها الدنمارك بأكثر من 50%.
أقرا أيضا.. مشروع القرن بتكلفة 167 مليار دولار.. الصين تبدأ بناء أكبر سد للطاقة الكهرومائية في العالم
نمو على المدى القريب وشكوك على المدى الطويل
تتوقع المجلس العالمي لطاقة الرياح (GWEC) زيادة في سعة طاقة الرياح بما يقارب 1 تيراواط (1000 جيجاواط) بحلول عام 2030، مع معدلات نمو مركبة متوسطة تقترب من 9%، وتوقع تحقيق أرقام قياسية جديدة سنويًا. إلا أن تقلبات السوق، والنزاعات التجارية، والمقاومة السياسية قد تعيق طموح القطاع في مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول نهاية العقد.
يحثّ جيريش تانتي، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة سوزلون ونائب رئيس مجلس إدارة المجلس العالمي لطاقة الرياح، قائلاً: “تُمكّننا طاقة الرياح من الجمع بين الجدوى الاقتصادية والهدف المناخي. تُعدّ زيادة مصادر الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري من أكثر الحلول فعاليةً لمكافحة تغير المناخ، ولكن يجب علينا التحرك الآن. لا يوجد كوكب بديل.”