ألمانيا تتفاوض مع أمريكا لتزويد أوكرانيا بهذا السلاح.. نقطة قد تصنع التفوق في حربها أمام روسيا

دخلت ألمانيا في مفاوضات مكثفة مع الولايات المتحدة لتأمين منظومات دفاع جوي من طراز “باتريوت” لصالح أوكرانيا، لتعويض النقص الناتج عن تجميد واشنطن لشحنات صواريخ حيوية.
ألمانيا تتحرك بشكل عاجل لدعم أوكرانيا بالتفاوض مع أمريكا
كشفت وكالة بلومبرغ، في تقرير لها، أن حكومة المستشار الألماني فريدريش ميرتس بدأت تحركاً سريعاً لسد ثغرات الدفاع الجوي الأوكراني، بعد هجوم روسي واسع شمل أكثر من 100 صاروخ وطائرة مسيّرة، وصف بأنه الأعنف على العاصمة كييف منذ بدء الحرب، وأدى إلى مقتل أكثر من 40 مدنياً.
شراء مباشر أو الاستعانة بمخزونات “الناتو”
أكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان كورنيليوس، أن برلين تدرس “خيارات متعددة” لتوفير أنظمة “باتريوت” لأوكرانيا، سواء عبر الشراء المباشر من الولايات المتحدة أو من خلال أطراف ثالثة داخل حلف الناتو.
وتأتي هذه الجهود في أعقاب تسليم ألمانيا ثلاث بطاريات “باتريوت” سابقاً لأوكرانيا، أثبتت فعاليتها في التصدي للتهديدات الجوية الروسية.
سباق لتدارك العجز بعد قرار البنتاجون
تأتي هذه التحركات بعد قرار البنتاجون هذا الأسبوع تعليق تسليم 30 صاروخ “باتريوت” لأوكرانيا، بسبب انخفاض المخزون الأمريكي.
وهو ما دفع ألمانيا إلى تنسيق جهودها مع مجموعة الاتصال الدفاعي الخاصة بأوكرانيا (مجموعة رامشتاين) للبحث عن شركاء يملكون أنظمة فائضة يمكن نقلها لكييف.
دعم أوروبي موسّع .. والولايات المتحدة تتراجع
حتى الآن، حصلت أوكرانيا على سبع بطاريات “باتريوت” من شركاء غربيين: ثلاث من ألمانيا، واثنتان من الولايات المتحدة، وواحدة من هولندا، وأخرى جزئية بالتعاون بين برلين وأمستردام.
وقد تعهّدت رومانيا أيضاً بتسليم بطارية أميركية الصنع، فيما لا يزال موعد التسليم قيد التفاوض.
ألمانيا أكبر داعم عسكري لأوكرانيا بعد أمريكا
بلغت مساهمة ألمانيا في الدعم العسكري لأوكرانيا نحو 38 مليار يورو، ما يجعلها ثاني أكبر داعم بعد الولايات المتحدة.
وتسعى برلين إلى تعزيز بنية الدفاع الجوي متعدد الطبقات في أوكرانيا، خاصة مع تنامي المؤشرات على تراجع الالتزام الأمريكي، في ظل إدارة ترامب الثانية المرتقبة.
“باتريوت” .. حائط الصد الأول بوجه الضربات الباليستية
تمثل منظومة “MIM-104 باتريوت” حجر الزاوية في قدرة أوكرانيا على التصدي للصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المتقدمة، وهي منظومة طويلة المدى من إنتاج شركة “رايثيون” الأمريكية، مصممة لاعتراض التهديدات الجوية عالية السرعة على ارتفاعات تصل إلى 24 كيلومتراً.
قدرات متقدمة لاعتراض أهداف معقدة
تتضمن المنظومة راداراً متعدد المهام يمكنه تتبع أكثر من 100 هدف في وقت واحد، وتوفر تغطية 360 درجة. وتتنوع صواريخها حسب النوع:
PAC-2 GEM-T بمدى يصل إلى 160 كم، مخصص لاعتراض الطائرات والصواريخ المجنحة.
PAC-3 MSE بمدى نحو 60 كم، مخصص للصواريخ الباليستية، ويتميز بدقة عالية.
أداء ميداني أثبت فاعليته ضد تهديدات استراتيجية
في أوكرانيا، تمكنت منظومة “باتريوت” بالفعل من اعتراض صواريخ روسية متقدمة مثل “كينجال” الفرط صوتية و”إسكندر-إم”، ما عزز من مكانتها كعنصر حاسم في الدفاع عن البنية التحتية والمدن الرئيسية.
نحو شبكة دفاع جوي متكاملة
يمثل نشر بطاريات “باتريوت” جزءاً من استراتيجية أوكرانيا لإنشاء شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات، قادرة على حماية المراكز السكانية ومنشآت الطاقة والقيادة والسيطرة.
ومع تصاعد الضربات الروسية، تزداد الحاجة لتوسيع هذا الدرع الدفاعي في أقرب وقت ممكن.
اقرأ أيضاً.. دولة إسلامية تسارع الزمن لامتلاك J-10C الصينية الشبحية لمواجهة إسرائيل.. ما قوتها ومداها ولماذا تُقلق تل أبيب؟