أمريكا تستخدم الذكاء الاصطناعي لإلغاء تأشيرات الطلاب المؤيدين لحماس على الإنترنت

القاهرة (خاص عن مصر)- أطلقت وزارة الخارجية الأمريكية مبادرة بمساعدة الذكاء الاصطناعي لتتبع وإلغاء تأشيرات الطلاب المؤيدين لحماس عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفقًا لتقرير صادر عن أكسيوس، فإن هذه السياسة الجديدة، التي تحركها أمرا تنفيذيا وقعه الرئيس دونالد ترامب، ستستخدم الذكاء الاصطناعي لمراجعة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لآلاف حاملي تأشيرات الطلاب.
تهدف هذه المبادرة إلى تحديد الأفراد المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين أو الذين شاركوا محتوى تعتبره الحكومة الأمريكية داعمًا لحماس.
هذه الخطوة هي جزء من استراتيجية أوسع لمكافحة معاداة السامية، حيث أوضح ترامب أن الطلاب غير المواطنين وغيرهم من الأفراد المشاركين في بعض الاحتجاجات السياسية، وخاصة تلك التي تنتقد إسرائيل، قد يواجهون الترحيل.
يأتي هذا في أعقاب هجوم حماس المميت في أكتوبر 2023، والذي أثار رد فعل عسكري من إسرائيل، مما أدى إلى تصعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
لن تركز المراجعات على المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، بل ستشمل أيضًا تقارير إخبارية عن الاحتجاجات ضد السياسات الإسرائيلية والدعاوى القضائية التي رفعها الطلاب اليهود بزعم معاداة السامية المرتبطة بهذه المظاهرات.
مخاوف بشأن الحريات المدنية وحرية التعبير
أثار استخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة نشاط وسائل التواصل الاجتماعي مخاوف كبيرة بين دعاة الحريات المدنية، الذين يزعمون أنه قد يؤدي إلى تحديد الهوية بشكل خاطئ وانتهاكات الخصوصية والمراقبة غير العادلة للأفراد.
انتقد عابد أيوب، المدير التنفيذي للجنة مكافحة التمييز الأمريكية العربية، البرنامج، مؤكدًا أنه يقوض الحقوق الدستورية الأساسية.
قال أيوب: “يجب أن يثير هذا قلق جميع الأمريكيين”، مشيرًا إلى أن المبادرة قد تهدد حماية حرية التعبير التي يضمنها التعديل الأول، وأعرب عن مخاوفه من أن تصرفات الإدارة قد يُنظر إليها على أنها تخضع للتأثيرات الأجنبية بينما تقمع الحقوق المحلية.
كما تدخل الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (ACLU) في الأمر، وحث الكليات والجامعات على عدم الامتثال للضغوط الفيدرالية لمراقبة الطلاب المشاركين في الاحتجاجات.
في رسالة مفتوحة، أدانت سيسيليا وانج، المديرة القانونية للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، نهج البيت الأبيض، ووصفته بأنه انتهاك صارخ للحرية الأكاديمية.
قالت: “حملة الإكراه الأخيرة لترامب … تعود إلى حقبة مكارثي”، مؤكدة على السابقة الخطيرة التي قد يضعها هذا لحرية التعبير في الحرم الجامعي الأمريكي.
اقرأ أيضا.. البنتاجون يختار Scale AI لإحداث ثورة في التخطيط العسكري بالذكاء الاصطناعي
دفع ترامب لإجراءات أقوى ضد الطلاب المؤيدين لحماس
أعلن الرئيس ترامب أيضًا عن نيته وقف التمويل الفيدرالي للمؤسسات التعليمية التي تسمح بما أسماه “الاحتجاجات غير القانونية”.
في بيان يوم الثلاثاء، أعلن ترامب أن أي شخص متورط في مثل هذه الاحتجاجات، بما في ذلك الطلاب الدوليين، سيواجه الترحيل أو السجن، كما وعد بعقوبات شديدة على الطلاب الأمريكيين، بما في ذلك الطرد أو الاعتقال.
إن هذا الخطاب، إلى جانب الاتجاه المتزايد لاستخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة أنشطة الطلاب، يعكس تحولاً كبيراً في السياسة الخارجية الأمريكية والممارسات القانونية المحلية.
وفي حين تم تأطير هذه الخطوة كإجراء للحد من معاداة السامية، فإن قدرتها على انتهاك الحريات المدنية أدت إلى نقاش واسع النطاق.
تصنيف الولايات المتحدة لحماس كمنظمة إرهابية
صنفت حكومة الولايات المتحدة حماس، وهي جماعة إسلامية فلسطينية، على أنها “منظمة إرهابية أجنبية” بسبب تورطها في هجمات عنيفة ضد المدنيين الإسرائيليين ودورها في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر.
أسفر هجوم المجموعة في أكتوبر 2023 عن مقتل 1200 شخص، مع أخذ أكثر من 250 كرهائن. وردًا على ذلك، شنت إسرائيل هجومًا عسكريًا في غزة، مما أدى إلى سقوط أكثر من 48000 ضحية فلسطينية، وفقًا لسلطات غزة، وتسبب في نزوح جماعي داخل المنطقة.
واجهت إسرائيل اتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، وهو ما تنفيه.
إن موقف الحكومة الأمريكية من حماس ككيان إرهابي واضح وثابت، ويمثل تناقضاً صارخاً مع الطريقة التي تنظر بها بعض الجماعات المؤيدة للفلسطينيين إلى المنظمة.
يرى العديد من الفلسطينيين حماس كرمز للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، في حين ينظر الإسرائيليون إلى المجموعة كقوة عنيفة مسؤولة عن مقتل المدنيين واستمرار الصراع في المنطقة.
التداعيات الدولية والنقاش المستمر
أثارت تصرفات الحكومة الأميركية، التي تشمل مراقبة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي وترحيل الطلاب بسبب انتماءاتهم السياسية، مناقشات ساخنة حول الخصوصية وحرية التعبير ودور الولايات المتحدة في الصراعات العالمية.
في حين تم تأطير السياسة كإجراء لحماية الأمن القومي ومكافحة معاداة السامية، يزعم المنتقدون أنها تخاطر بتجاوز الحدود الدستورية وخنق الخطاب السياسي، وخاصة في الحرم الجامعي.
ومع استمرار تطور الوضع، يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه المبادرة على الحوار الأوسع حول الحقوق المدنية، والدبلوماسية الدولية، والدور الأميركي في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر.