أوكرانيا تشن أكبر هجوم بطائرات بدون طيار يضرب موسكو قبل محادثات السعودية

القاهرة (خاص عن مصر)- شنت أوكرانيا ما وصف بأنه “أكبر هجوم بطائرات بدون طيار في التاريخ” على موسكو في وقت مبكر من صباح الثلاثاء.

وفقا لتقرير صنداي تايمز، كان الهجوم، الذي تسبب في أضرار جسيمة في جميع أنحاء موسكو والمناطق المحيطة بها، أحدث فصل في الحرب بين روسيا وأوكرانيا حيث يستعد البلدان لمحادثات سلام حاسمة في المملكة العربية السعودية تهدف إلى إنهاء العنف.

ضربة هائلة على موسكو

أكدت السلطات الروسية مقتل شخصين وإصابة ما لا يقل عن 20 آخرين في الهجوم بطائرات بدون طيار، الذي استهدف المناطق السكنية والبنية التحتية الحيوية.

تم وصف الضربة بأنها الهجوم الأكبر بطائرات بدون طيار على موسكو حتى الآن، حيث أكد حاكم المدينة، أندريه فوروبيوف، الأضرار التي لحقت بالمباني والمركبات، وخاصة في منطقة دوموديدوفو.

توفي الضحايا، وهما حارسان أمنيان يعملان في نوبة ليلية في شركة محلية، بعد أن أصابتهما حطام الطائرات بدون طيار التي أسقطت. ووعدت السلطات بتعويض أسر المتوفين.

في أعقاب الهجوم، أوضح المسؤولون الأوكرانيون أن الضربات كانت بمثابة خطوة استراتيجية، تهدف إلى الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتن للموافقة على وقف إطلاق النار.

أشار أندريه كوفالينكو، مسؤول الأمن القومي الأوكراني، إلى الهجوم باعتباره “إشارة إضافية” إلى بوتن، داعياً إلى وقف الضربات الجوية والتأكيد على الهدنة الجوية والبحرية التي اقترحتها أوكرانيا في مفاوضات السلام الجارية.

السياق الأوسع: الصراعات المستمرة ومحادثات السلام

جاء هذا الهجوم قبل ساعات فقط من بدء محادثات السلام رفيعة المستوى في جدة، المملكة العربية السعودية، بين المسؤولين الأوكرانيين وممثلي الولايات المتحدة.

تأتي هذه المحادثات، التي تهدف إلى استكشاف السبل المحتملة للسلام، في لحظة حرجة في الحرب، مع مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنشاط في المفاوضات. كانت حكومة زيلينسكي تدفع باتجاه وقف إطلاق النار الجوي كخطوة أولية نحو اتفاق سلام أوسع مع روسيا.

أكدت الحكومة الأوكرانية أن الضربة بطائرة بدون طيار بمثابة تذكير بقدرتها على الضرب في عمق الأراضي الروسية، مما يؤكد على ضرورة إيجاد حل سلمي. في الوقت نفسه، حذر القادة الروس، بما في ذلك رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي، من الانتقام، داعين إلى “رد قوي” على تصرفات أوكرانيا.

اقترح أندريه كارتابولوف، وهو مسؤول دفاعي روسي بارز، أن تشن روسيا ضربات صاروخية باليستية متوسطة المدى ردا على ذلك، مما يسلط الضوء على طبيعة الصراع القائم على مبدأ العين بالعين.

اقرأ أيضا.. طريق مسدود في المقترحات.. خطط لم تحسم مستقبل غزة

التداعيات الاستراتيجية للهجوم

وفقا للخبراء، يُنظر إلى هذه الضربة الضخمة بطائرة بدون طيار على أنها خطوة “لرفع المخاطر” في المفاوضات الجارية. وبينما تواصل الولايات المتحدة وأوكرانيا المناقشات بشأن وقف إطلاق النار واتفاقية سلام أوسع نطاقا، تظل التوترات الجيوسياسية في المنطقة مرتفعة.

من المتوقع أن يؤدي رد الكرملين، الذي قد يشمل استخدام أسلحة متقدمة مثل صواريخ أوريشنيك، إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية بشكل أكبر.

في الوقت نفسه، أوضحت الحكومة الأوكرانية أنها ترى هذه اللحظة حاسمة لاختبار استعداد روسيا لإنهاء الحرب. وستكون الهدنة المقترحة بمثابة تدبير أولي لبناء الثقة وخلق الأساس لوقف إطلاق نار أكثر شمولاً.

أكد الرئيس زيلينسكي أن الهدنة ليست سوى البداية وأن الخطوات الإضافية، بما في ذلك معالجة النزاعات الإقليمية وتبادل الأسرى، ستكون حاسمة لأي سلام دائم.

المكاسب العسكرية الروسية والهجوم المستمر

مع دعوة أوكرانيا لوقف إطلاق النار، واصلت روسيا جهودها العسكرية في منطقة كورسك، مدعية أنها استولت على 12 مستوطنة وتقدمت عبر أراضي الحدود. لقد أحرزت القوات الروسية خطوات ملحوظة في المنطقة، مما ألحق خسائر كبيرة بالقوات الأوكرانية.

على الرغم من الخسائر المستمرة، صرح المسؤولون العسكريون الأوكرانيون أنهم ما زالوا يسيطرون على مناطق رئيسية، ولا توجد علامات على أن روسيا مستعدة لتحقيق اختراق حاسم.

في الوقت نفسه، شنت روسيا في مدينة أوديسا الجنوبية موجة أخرى من الضربات بطائرات بدون طيار، مما تسبب في حرائق وأضرار كبيرة. وهرعت خدمات الطوارئ لاحتواء الحريق، الذي أثر على المناطق السكنية والبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك مستودع يحتوي على ألعاب أطفال.

بحسب ما ورد أسقطت أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية عددًا كبيرًا من الصواريخ والطائرات بدون طيار القادمة بين عشية وضحاها، مما يؤكد شدة الصراع الدائر.

أمل هش في السلام

مع استمرار محادثات السلام في المملكة العربية السعودية، فإن المخاطر لا يمكن أن تكون أعلى. يأمل المسؤولون الأمريكيون والأوكرانيون في التوصل إلى حل دبلوماسي لا يوقف إراقة الدماء فحسب، بل ويؤسس أيضًا لإطار للاستقرار الطويل الأجل في المنطقة.

يتمثل هدف الرئيس زيلينسكي في تأمين اتفاق سلام يسمح لأوكرانيا بالاحتفاظ بسلامة أراضيها مع ضمان وقف روسيا لعدوانها. ومع ذلك، لا يزال الطريق إلى السلام محفوفًا بالتحديات، كما يتضح من الهجمات المستمرة بطائرات بدون طيار والعمليات العسكرية الجارية في منطقتي كورسك وأوديسا.

لقد أدى النطاق غير المسبوق للهجوم بطائرات بدون طيار على موسكو إلى زيادة الضغوط على الجانبين للقدوم إلى طاولة المفاوضات، مع إشارة أوكرانيا إلى استعدادها للمشاركة في المحادثات مع إظهار قدرتها على الدفاع عن نفسها.

الآن يراقب العالم عن كثب بينما يناور الجانبان دبلوماسيًا، سعياً إلى إنهاء حرب أودت بالفعل بحياة عدد لا يحصى من الناس وزعزعت استقرار المنطقة لسنوات قادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى