إجازة أعياد الميلاد في سوريا.. تحوّل في فكر الشرع أم مغازلة للغرب؟
في خطوة مفاجئة تُعدُّ الأولى من نوعها منذ سنوات، أعلنت حكومة سوريا الجديدة عن إجازة رسمية في جميع أنحاء البلاد بمناسبة أعياد الميلاد.
وقالت الحكومة السورية في بيان لها: تُمنح عطلة رسمية لجميع العاملين في المؤسسات الحكومية يومي الأربعاء والخميس الموافقين 25 و 26 ديسمبر 2024، وتراعى الوزارات والجهات العامة التي تتطلب طبيعتها أو ظروفها استمرار العمل.
مخاوف من سيطرة المتطرفين على سوريا
ومنذ سيطرة فصائل المعارضة السورية على العاصمة دمشق وإعلان سقوط نظام الأسد وهناك حالة من الترقب تجاه الإدارة الجديدة خاصة في ظل الخلفية الجهادية التي ينطلق منها أحمد الشرع رئيس الإدارة السورية الجديدة.
أحمد الشرع المعروف بـ أبو محمد الجولاني كما كان يُسمى قبل السيطرة على سوريا هو مؤسس تنظيم جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا قبل أن ينشق عن القاعدة ويغير اسم النصرة لجبهة فتح الشام ثم هيئة تحرير الشام.
وفود غربية تجتمع بأحمد الشرع في سوريا
وبعد سيطرته على دمشق، توالت الوفود الغربية لمقابلة الشرع والتأكيد على ضرورة حماية حقوق الأقليات التنوع العرقي والديني في سوريا.
اقرأ أيضًا: وصفته بالثعلب.. لماذا تخشى إسرائيل أحمد الشرع رغم تصريحاته السّلمية؟
وأكد الشرع خلال لقاءاته وتصريحاته الإعلامية احترامه لحقوق كل الأقليات ودفاعه عن السوريين بمختلف عقائدهم وتوجهاتهم.
ضبط متهمين بحرق شجرة عيد الميلاد في سوريا
ويأت قرار إجازة أعياد الميلاد، بعد ساعات قليلة من نجاح أجهزة الأمن السورية من ضبط المتهمين بحرق شجرة عيد الميلاد في محافظة حماة .
بعد تعيين الأقارب والأنصار.. هل يصبح أحمد الشرع ديكتاتور سوريا الجديد ؟
ومساء الأحد، أقدم مسلحون على حرق شجرة عيد الميلاد في السقيلبية في حماة وسط استنكار شديد لأهالي المنطقة وباقي المحافظات عموماً، إلا أن مسؤولاً في إدارة العمليات العسكرية، إلى جانب رجال دين من الطائفة المسيحية، أكد للأهالي أن الذين أضرموا النار بالشجرة مسلحون ليسو سوريين، مشدداً على أنهم سينالون عقاباً كبيراً.
من جهته ذكر كاهن رعية السقيلبية أن “الأمن العام تمكن من إلقاء القبض على المتهمين وتوقيفهم”، مؤكداً أنه “سيتم ترميم الشجرة وإنارتها مجدداً”.
رسائل طمأنة
وأثارت هذه القرارات والتحركات من جانب حكومة سوريا الجديدة حالة من التفاؤل الحذر في أوساط السوريين.
واعتبر البعض أن الشرع يحاول طمأنة الأقليات السورية بأن أفكاره قد تغيرت مع سقوط نظام الأسد ووصوله للسلطة في سوريا.
كما اعتبر آخرون أن هذه القرارات رسائل للغرب والقوى الدولية ومحاولة لتبديد مخاوفهم حول حقوق الأقليات للحصول على مزيد من الدعم حال إعلان الشرع الترشح لرئاسة سوريا.