إحياء الإرث: مشهد الفن المعاصر النابض بالحياة في القاهرة
يعد مشهد الفن المعاصر في القاهرة، العاصمة المصرية، شهادة على قدرة المدينة على التكيف والتطور مع البقاء على جذورها التاريخية.
في الوقت الذي تخوض فيه مصر تحديات التحديث، يواصل فنانوها ومعارضها الفنية تجاوز الحدود، مما يضمن الحفاظ على الإرث الفني للبلاد، وتوسيعه أيضًا.
وبحسب تقرير لموقع أوبزرفر، يكمن في القاهرة، عاصمة مصر المعروفة منذ فترة طويلة بآثارها القديمة وتراثها التاريخي الغني. يكمن تحت سطح الأهرامات والبازارات، مشهد فني معاصر مزدهر ينسج معًا التراث الفني للمدينة مع التعبير الحديث.
بينما تتوسع المدينة وتواجه ضغوط التحديث، تقف صالات العرض والمراكز الثقافية في القاهرة كركائز للإبداع، وتسعى جاهدة للحفاظ على الصلة بين الماضي والحاضر.
يصف تقرير أوبزرفر، المشهد الفني المعاصر النابض بالحياة في القاهرة، ويستكشف المعارض والمؤسسات الفنية الرئيسية التي تسلط الضوء على التطور الفني المستمر للمدينة، مع معالجة التحديات التي يواجهها هذا المشهد المزدهر.
الإرث الفني للقاهرة: جسر بين الماضي والحاضر
غالبًا ما يُنظر إلى الفن المصري المعاصر من خلال عدسة تاريخه القديم، وهي العلاقة التي تجسدها عمل فني بعنوان الوهم، قدمه الفنان الفرنسي جيه آر عام 2021 في أهرامات الجيزة. هذه القطعة، التي تعد جزءًا من سلسلة “إلى الأبد الآن” المستمرة التي تنظمها مؤسسة كالتورفاتور/ آرت ديجيبت، لفتت انتباه العالم حيث بدت يد عملاقة وكأنها تحتضن تاج الهرم. يوضح هذا التقاطع بين الفن الحديث والمعالم التاريخية كيف يستلهم الفنانون المعاصرون، سواء المصريون أو الدوليون، الإلهام من التراث الضخم لمصر.
أقرا ايضا.. مصر تحقق قفزة نجمية في تكنولوجيا الفضاء بقيادة شريف صدقي
ومع ذلك، ومع توسع المدينة، تشتد الحاجة الملحة للحفاظ على المشهد الثقافي في القاهرة. ويعرب الفنانون والقادة الثقافيون عن مخاوفهم بشأن الكيفية التي قد يؤثر بها الدفع المستمر نحو التحديث على مستقبل الهوية الفنية للقاهرة.
لعبت نادين عبد الغفار، مؤسسة آرت ديجيبت، دورًا محوريًا في ضمان استمرار أهمية الفن المعاصر في السياق التاريخي للقاهرة، من خلال تنظيم معارض توحد الفن الحديث مع التراث المعماري لمصر.
المؤسسات الفنية صامدة في ظل التحديث
تواصل العديد من المنظمات والمعارض في القاهرة تعزيز المشهد الفني النابض بالحياة. ومن بين هذه المراكز مركز درب 17-18 الثقافي غير الربحي الذي أسسه الفنان معتز نصر في عام 2008. ويقع مركز درب 17-18 في حي الفسطاط بالقاهرة القديمة، وقد أصبح مركزًا أساسيًا للفنانين المعاصرين المحليين والدوليين.
صالات عرض بارزة تروج للفن المصري والعالمي
في حي الزمالك، تعمل العديد من المعارض بنشاط على الترويج لكل من الفنانين المصريين الناشئين والراسخين، مما يساهم في تعزيز سمعة القاهرة كمركز للفن المعاصر. ويتميز معرض سفر خان للفنون، الذي يعمل منذ عام 1968، بتفانيه في الفن المصري الحديث والمعاصر. أسست المعرض روكسان بيتريديس، ويملكه حاليًا شيروت شافعي، وقد رعى المعرض مسيرة فنانين مصريين مؤثرين مثل محمود سعيد ومحمد عبلة. ومنذ ذلك الحين، تطور تركيز سفر خان للفنون على التحف الإسلامية إلى احتفال بالفن الطليعي من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تقاطع التصوير الفوتوغرافي والتاريخ
تعتبر TINTERA، وهي شركة استشارية في مجال الفن الفوتوغرافي تهدف إلى الحفاظ على التاريخ الفوتوغرافي الغني لمصر، واحدة من أكثر المساحات الفريدة في المشهد الفني في القاهرة.
يسلط المعرض، الذي يقع في الزمالك، الضوء على التصوير الفوتوغرافي المعاصر والتاريخي، ويعرض أعمال فنانين مثل أحمد عبد الله وإبراهيم أحمد. وعلى الرغم من بروز مصر كموضوع للتصوير الفوتوغرافي في القرنين التاسع عشر والعشرين، إلا أن البلاد تفتقر إلى متحف مخصص للتصوير الفوتوغرافي، مما يجعل مهمة TINTERA في الحفاظ على التراث والتعليم أكثر أهمية.
منصة للأصوات الناشئة
لعبت صالات العرض الأخرى مثل معرض مشربية للفن المعاصر دورًا حاسمًا في تعزيز إمكانية الوصول إلى الفنون. افتتح معرض مشربية في عام 1990، وهو أقدم معرض فني معاصر مملوك للقطاع الخاص في القاهرة، وكان له دور فعال في رعاية الفنانين الناشئين والراسخين. تؤكد ستيفانيا أنجارانو، مالكة المعرض والقيّمة عليه، على أهمية ربط مصر بالغرب، وهي المهمة التي سمحت للمعرض بالترويج للفن القوي والمشحون سياسياً في كل من البيئات المحلية والدولية.
بالإضافة إلى ذلك، يرتبط معرض أركيد، الواقع في الزمالك، بمدارس الفنون المجتمعية ويهدف إلى تضخيم مواهب الفنانين المصريين الشباب، ومنحهم منصة للوصول إلى الجماهير المحلية والدولية. وبالمثل، يعرض معرض أوبونتو أعمال الفنانين المصريين والدوليين، مع التركيز على التبادل الفني والتعاون.