إسكندر إم الروسية تدمر آخر منظومات S-300 في أوكرانيا.. مدى قوتها وتدميرها

أكدت لقطات جوية مُصورة التُقطت بواسطة طائرات مسيّرة في منطقة أوديسا جنوبي أوكرانيا، وتحديدًا قرب قرية هفارديسكي، تدمير ما تبقى من منظومات الدفاع الجوي الأوكرانية من طراز S-300PS، وذلك إثر ضربة دقيقة نفذها صاروخ باليستي روسي من نوع “إسكندر-إم”.

إسكندر-إم.. روسيا تنجح في تدمير آخر منظومات S-300 في أوكرانيا

وقامت روسيا بتدمير منظومة  S-300PS، التي تعود جذورها إلى الحقبة السوفييتية، والتي تُعد من أبرز أنظمة الدفاع الجوي في العالم إبان تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، قبل أن تتفوق عليها لاحقًا نسخة S-300PMU الروسية المُحدثة التي دخلت الخدمة في عام 1992.

وحظيت أوكرانيا بترسانة ضخمة من منظومات الدفاع الجوي السوفيتية، باعتبارها جبهة دفاعية رابعة في وجه أي تهديد محتمل من حلف الناتو، ما جعل أراضيها تضم واحدة من أقوى شبكات الدفاع الجوي في أوروبا آنذاك، مستندةً إلى طرازات متعددة من S-300 ومنظومات BuK-M1 قصيرة المدى.

صور جوية نشرتها روسيا لتدمير منظومة S-300 في أوكرانيا

إسكندر-إم.. شبكة دفاع جوي بلا إمدادات

ورغم القدرات القتالية العالية لتلك المنظومات، واجهت أوكرانيا منذ بداية الحرب معضلة حادة في تعويض الخسائر من قطع الغيار والصواريخ، نظرًا لأن إنتاج تلك المعدات كان يتركز داخل روسيا خلال الحقبة السوفيتية.

ومنذ نوفمبر 2022، بدأت القيادة الجوية الأوكرانية في دق ناقوس الخطر حول نفاد مخزون الذخائر وعدم القدرة على الاستمرار في تشغيل منظومات S-300 وBuK.

وقد أكدت تسريبات لوثائق سرية من وزارة الدفاع الأمريكية في أبريل 2023 تفاقم القلق داخل البنتاغون بشأن تدهور كفاءة شبكة الدفاع الجوي الأوكرانية.

وعلى خلفية تبرع عدة دول أوروبية كانت تملك منظومات S-300 بتلك الأنظمة إلى أوكرانيا، اضطرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون، مثل ألمانيا وهولندا، إلى إرسال أنظمة “باتريوت” الأمريكية كبديل.

خسائر متلاحقة لأنظمة باتريوت أيضًا

لم تقتصر الضربات الروسية على منظومات S-300، بل استهدفت أيضًا بطاريات باتريوت الحديثة التي أُرسلت إلى أوكرانيا.

وقد وثقت مقاطع مصورة تدمير عدة بطاريات رادارات وعربات قيادة. وكان أول تدمير مؤكد لمنظومة باتريوت قد وقع في 23 فبراير 2024، تلاه تدمير آخر قرب منطقة سيرغييفكا في مارس.

وفي يوليو 2024، أظهرت لقطات جديدة تدمير بطاريتين إضافيتين في أوديسا، بينما سجل يوم 11 أغسطس تدمير ثلاث بطاريات أخرى ورادار AN/MPQ-65 بصواريخ إسكندر.

إسكندر-إم .. صاروخ يصعب اعتراضه

وبشأن قدرة “إسكندر-إم” على اختراق الدفاعات الجوية، صرّح المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، إيغور إيغنات، في وقت سابق قائلاً: “تقوم صواريخ إسكندر بمناورات مراوغة في المرحلة النهائية من الطيران، ما يُربك حسابات الاعتراض لدى منظومة باتريوت، بالإضافة إلى قدرتها على إطلاق أهداف وهمية تخدع الصواريخ الدفاعية”.

وبخلاف استهداف الدفاعات الجوية، تُستخدم منظومات إسكندر-إم الروسية أيضًا لضرب أهداف استراتيجية عالية القيمة، مثل مواقع تمركز الجنود والطائرات المقاتلة، كما تلعب دورًا متزايدًا في استهداف أفراد ومتعهدين عسكريين من دول غربية داخل الأراضي الأوكرانية، ضمن استراتيجية روسية لتوسيع نطاق الردع والهجوم على الأرض.

صاروخ باليستي روسيا
صاروخ إسكندر إم الروسي الباليستي

إسكندر إم .. صاروخ روسيا المدمر

تُعد منظومة إسكندر-إم (Iskander-M) من أبرز أنظمة الصواريخ الباليستية التكتيكية في الترسانة الروسية، وتتميز بقدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف استراتيجية على مدى يصل إلى 500 كيلومتر، وفقًا للبيانات الرسمية، فيما تشير بعض التقديرات الغربية إلى إمكانية تجاوزها هذا المدى في حالات معينة.

إسكندر إم قادر على حمل رؤوس نووية وتقليدية

يزن الصاروخ أكثر من 3 أطنان، ويحمل رأسًا حربيًا يزن نحو 700 كجم، يمكن أن يكون تقليديًا أو نوويًا، مما يمنحه قدرة تدميرية عالية ضد منشآت القيادة، مراكز الاتصالات، المطارات، ومنظومات الدفاع الجوي المعقدة.

يعتمد الصاروخ في مرحلته النهائية على مناورات عالية السرعة ومسار غير باليستي، ما يُصعّب على أنظمة الدفاع الجوي الغربية مثل “باتريوت” و”ناسامز” اعتراضه.

كما يُزوّد الصاروخ بوسائل خداع إلكتروني تُطلق أهدافًا وهمية (Decoys) لتضليل الرادارات والصواريخ الاعتراضية.

كل هذه الخصائص جعلت من “إسكندر-إم” أداة فعالة في الضربات الجراحية التي تنفذها روسيا ضد الأهداف المحصنة داخل العمق الأوكراني، وأثبتت فاعليتها في تدمير أنظمة غربية متقدمة مثل “باتريوت” في عدة مناسبات.

اقرأ أيضاً.. أقوى 10 قوات جوية في العالم 2025 .. دول عربية وإسلامية تحتل ترتيبًا متقدمًا

زر الذهاب إلى الأعلى