إعدام موالٍ للأسد علنًا في سوريا 

القاهرة (خاص عن مصر)- في حلقة مروعة تؤكد العواقب المتقلبة لتغيير النظام في سوريا، تم إعدام مازن كنينة، الموالي المعروف للرئيس السابق بشار الأسد، علناً على يد مقاتلين متحالفين مع الإدارة السورية الجديدة التي يقودها الإسلاميون.

وفقا لتقرير تليجراف، يسلط الإعدام، الذي تميز بمشاهد عنف مروعة وردود فعل محمومة من جانب الحشود، الضوء على التعقيدات والتحديات التي تواجه السلطات الانتقالية في البلاد.

إعدام في دمشق يثير الغضب

أطلق مقاتلون النار على كنينة، الذي يُعتقد أنه رئيس بلدية دمر السابق، في رأسه في أحد شوارع ضاحية دمشق في وقت مبكر من يوم الجمعة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تم ربطه بشجرة قبل قتله، أصبحت دمر، التي كانت تعتبر معقلاً للأمان أثناء الحرب الأهلية السورية، الخلفية لهذا المشهد الكئيب.

أظهرت مقاطع فيديو متداولة على الإنترنت أطفالاً بين الحشد ينتهكون حرمة جسد كنينة الذي لا حياة فيه، وهو الفعل الذي يؤكد الندوب المجتمعية العميقة التي خلفتها سنوات من الصراع.

وكشفت اللقطات عن أطفال يلكمون ويركلون الجثة، حيث استخدم أحد الصبية عصا لضرب الجثة بشكل متكرر.

إعدام الموالين للأسد، تغيير النظام السوري، هيئة تحرير الشام، عواقب الحرب الأهلية السورية، إعدام مازن كننة، الموالون لبشار الأسد، الحكومة الانتقالية السورية.
إعدام مازن كنينة – تليجراف

مزاعم الإبلاغ الخبيث

اتُهم كنينة بأنه كان مخبراً أثناء نظام الأسد، ويُزعم أنه كتب تقارير أدت إلى سجن وتعذيب عدد لا يحصى من الشباب، وبينما لا يزال دوره الدقيق غير واضح، فإن إعدامه يعكس التوترات المتزايدة والمشاعر الانتقامية في سوريا ما بعد الأسد.

القيادة الجديدة تتعهد بالإصلاح

سعت الجماعة الإسلامية هيئة تحرير الشام، التي قادت الهجوم الذي أطاح بالأسد في ديسمبر، إلى إبعاد نفسها عن الممارسات القمعية للإدارة السابقة.

تعهد أنس خطاب، رئيس المخابرات العامة الجديد في سوريا، بإصلاح أجهزة الأمن في البلاد، وأدان “الظلم والاستبداد” في عهد الأسد.

وعد زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، بالمساءلة عن جرائم الحرب مع تمديد العفو عن أفراد الجيش من الرتب الأدنى الذين خدموا في عهد الأسد.

يهدف نهج الشرع في الجمع بين الدبلوماسية والعدالة الانتقائية إلى استقرار سوريا، لكن حوادث مثل إعدام كنينة تثير تساؤلات حول سيطرة الإدارة على الميليشيات المحلية.

اقرأ أيضا.. أغلب البريطانيين يؤيدون إجراء تحقيق وطني في فضيحة عصابات الإغواء

الموازنة بين المساءلة والمصالحة

تعهدت هيئة تحرير الشام بدعم حقوق الأقليات الدينية والعرقية، وهو ما يمثل انحرافًا كبيرًا عن سمعتها السابقة، يسعى وعد الشرع بحماية هذه الجماعات أثناء السعي إلى تحقيق العدالة ضد كبار المسؤولين المتهمين بارتكاب الفظائع إلى تحقيق التوازن بين المساءلة والمصالحة.

تشير الاعتقالات الأخيرة، بما في ذلك اعتقال محمد كنجو حسن، وهو مسؤول عسكري سابق متورط في إصدار أحكام الإعدام في سجن صيدنايا، إلى نية الإدارة ملاحقة المسؤولين عن أسوأ الانتهاكات، ومع ذلك، فإن الإعدام العلني لكنينة يشير إلى تيار خفي أكثر قتامة وغير منضبط في نظام العدالة السوري.

أمة عند مفترق طرق

يسلط موت كنينة الضوء على حالة عدم اليقين في حقبة ما بعد الأسد في سوريا، في حين تؤكد السلطات الانتقالية على الإصلاح والعدالة، فإن العنف المحيط بهذا الإعدام يكشف عن الانقسامات العميقة والمظالم غير المحلولة التي ابتليت بها الأمة.

بينما تكافح سوريا لإعادة البناء ومعالجة فظائع ماضيها، يظل التحدي قائما: هل تستطيع الإدارة الجديدة تحقيق العدالة دون الاستسلام لدورة الانتقام؟

زر الذهاب إلى الأعلى