فن وثقافة

إعلانات وتترات رمضان.. سوق للإبداع الفني المصري

 

إعداد :أميرة أبوشهبة

تطورت الإعلانات المصورة فى مصر بشكل درامي وموسيقي حتى باتت عمل فني مستقل.. وأصبحت إعلانات وتترات رمضان.. سوق للإبداع الفني المصري

 

كذلك تعتبر مقدمات المسلسلات فى الدراما المصرية ذات تاريخ عريق مرتبط بوجدان الجمهور حتى تحول “التتر” من مجرد مقدمة مسلسل لجزء أصيل من الإبداع الفني للعمل ككل، وبوابة عبور لقلوب المشاهدين..
وفى حوارنا مع الناقد الموسيقى أمجد جمال نقدم فى خاص عن مصر رؤية شاملة لإنتاج الموسم الرمضاني 2024 من إعلانات وتترات المسلسلات..

  • موسم رمضان هذا العام غني بالابداع الفني المصري، إزاي شوفت الإعلانات كتقييم عمل فني وإنتاج موسيقى مش مجرد إعلان عن منتج؟
  • أمجد جمال:فى الحقيقية زي ماقولتي بالضبط العمل الإعلاني فى مصر أصبح عمل فني مستقل مش مجرد إعلان عن منتج، وعشان كده بنسمع ونشوف أغنيات بتعبر عن موسم تنافسي للفن المصري، إنتاج موسيقي حقيقي أحيانا يتفوق على البومات غنائية فى نجاح أغنيات بشكل جماهيري واسع الانتشار، ويمكن اعتبار الإعلانات فى نفس مستوى أوبريت استعراضي، أو سنجل موسيقى لمطرب أو مطربة، وكمان بقينا نشوف تفاصيل قريبة من استعراض فوازير.
  • هل بتشوف إن حالة استعراضات وأغاني الإعلانات فى مصر بقيت منتج فني لدرجة الفوازير؟
    -أكيد، وده مش جديد على مصر فى محاولة استعاضة نوع فن محل آخر، خصوصا باللعب على جزء يفتقده الجمهور فنيا، مثلا فى حقبة بداية الألفية تم غزو السينما بنوع”السينما النضيفة”
    هذا المصطلح المسيء فنيا لكل ماهو فن في الأساس، فما كان من الصناعة الفنية إلا إنها في نفس الحقبة صعدت نوعية فيديو كليب استعراضي، ولكن بشكل قريب من الإغراء وأحيانا بشكل فاضح وقتها بالقنوات الفضائية..
    ومن ناحية تاني إيجابية ممكن افتقاد نوع معين من الفنون يظهر إنتاج فني مبدع في مجالات أخرى زي مابنشوف في التطور الفني للإعلانات حاليا بأن تقدم بشكل درامي واستعراضي موسيقى أو حتى باستخدام مباشر للفوازير زي “حملة إعلانات شركة أدوات كهربائية منزلية” مع روبي ودينا الشربيني،،حيث استخدموا نفس صيغة للفوازير مع استعراضات وأسئلة وجوايز كمان..

-لنركز على أغاني الإعلانات، مع وجود مطربين كبار وألحان وتوزيع لإنتاج فني موسيقي مصاحب للإعلانات، شايف ان الوضع الطبيعي أن نعلن عن المنتج أم نقدم أغنية تتفوق حتى على الإهتمام بتفاصيل المنتج المعلن عنه؟
–  الأغاني فى الإعلانات مقدمة كأغنيات عالية الجودة الفنية بالفعل، وكمنتج موسيقي لذاته، لكن فى رأيي هذا لا يقلل من الإعلان أو يأخذ من شهرة المنتج وأهميته، على العكس فوجود أغنية شهيرة، ونجم أو نجمة من الكبار يضيف مساحة معرفة واشهار وثقة فى المنتج، وهذا هو المطلوب من فكرة الإعلانات ذاتها، بالإضافة للأهمية الفنية التى تعنينا فى ازدهار موسم فني رائع فى مصر كقيمة مضافة للمكسب الرأسمالي للشركات من الإعلانات التجارية.

  • شوفنا نجوم كبار أصبحوا مرتبطين بموسم إعلانات رمضان على رأسهم عمرو دياب المتواجد بأغنيتين هذا الموسم، كما تتواجد أنغام لأول مرة فى إعلان بالاشتراك مع محمد رمضان، كمان شوفنا أسماء  مثل إليسا وحسين الجسمي وأحمد سعد آخرين، كيف تقيم وجود فنانين بهذا الحجم في غناء إعلانات؟
  • أمجد جمال: مبدأيا وجود عمرو دياب إضافة كبيرة لموسم إعلانات رمضان، وفى نفس الوقت الإعلانات فى رمضان تضيف لفن عمرو دياب
    حيث تعطيه مساحة للغناء فى مواضيع لم يعتاد عليها تضيف له قدره على انتشار أوسع وترديد أغاني في حفلات جامعات مثلا زي شكرا من هنا لبكرة الموسم ال فات، أو الكلمة الحلوة هذا الموسم، تعتبر بمثابة نجاح تنوع موضوعات فنية لغناء وموسيقي عمرو دياب، يمكن أن لاتتاح له بسهولة في موضوعات أغاني ألبوم مثلا، هذا بجانب شق الارتباط بالجمهور في المنازل الذى يمثل نسب مشاهدة عالية ويحقق ارتباط وجداني بذكريات رمضانية مع إسم فني بحجم عمرو دياب..
    وكذلك الأمر يحدث بشكل أو آخر بالنسبة لأسماء مطربين كبار يتواجدوا إعلانيا بهذا الشكل كأضافة لهم مادياً وفنياً على حد سواء خلال موسم رمضان.
  • لنرتب من وجهة نظرك أفضل أغاني الإعلانات هذا الموسم الرمضاني،لمن تعطي المراكز الثلاثة الأوائل ؟
  • المركز الأول أغنية الكلمة الحلوة لعمرو دياب استطاع مع مدين تقديم لحن جديد قادر على الجذب الطبيعي للجمهور وبه تفاصيل فنيه عالية الجودة، مع أداء ساحر من عمرو مما جعل الأغنية تتصدر كل المنصات بعد طرحها مباشرة
    ثم المركز الثاني يذهب لأغنية ساعات أنغام ومحمد رمضان، الإعلان مصنوع بشكل فني عالي الجودة ، والأغنية حققت معادلة موسيقية غاية فى الجمال بين صوتين من عالمين مختلفين، أنغام بصوتها الناعم ورمضان بكل مايعنيه فنه، قدما معا ديو لا يمله الجمهور، والفضل فى ذلك يعود للحن متمكن من عزيز الشافعي والأهم فى رأيي عبقرية من الموزع طارق مدكور ال قدر يمزج بين أنغام ورمضان بدون تنافر مما شكل إبداع خاص من روح التناقض بينهما، وهذا بالتأكيد يحسب لذكاء أنغام وتطويعها صوتها فى مساحة جماهيرية جديدة بالغناء مع رمضان في إعلان عالي الانتشار.
    أما المركز الثالث فاختار فيه حسين الجسمي مع عزيز الشافعي وأيمن بهجت قمر وأغنية مصرية قريبة من الأغاني للوطن، شكلت حالة موسيقية ممتعة من كل اتجاه.
  • لو ذهبنا فى رحلة لتقييم الإنتاج الموسيقى لتترات مسلسلات رمضان هذا الموسم، هل
    يوجد تتر لفت نظرك بشكل فني موسيقي عالي المستوى فيما عرض من مسلسلات حتى الآن؟
  • بالطبع فيما شاهدنا من عروض مسلسلات النصف الأول من رمضان يتربع على العرش بالنسبة لي تتر مسلسل الحشاشين، بأبداعه الموسيقى الكلاسيكي للموسيقار أمين بوحافة، وهو إضافة كبيرة للدراما المصرية، مع متعة بصرية في صناعة إخراج التتر ذاته، و مؤثرات صوتية مبهرة داخل العمل الموسيقى، وصوت وأداء متفرد من وائل الفشني مع شعر أحد الشخصيات المجسدة فى العمل والمعبرة عن العصر المؤرخ له دراما العمل، عمر الخيام.. نحن هنا بصدد تتر مثالي لعمل فني كامل.

وفى المرتبة الثانية أعجبت كثيرا بتتر مسلسل لحظة غضب للوايلي الذى ينتمي لموسيقي ” اندر جرواند” كما يصنفوها
لكن إسناد تتر مسلسل لملحن شاب يعد خطوة مهمة وهو أحسن استغلالها بابداع فني حقيقي، ومقدمة مميزة لعمل درامي جيد، وهو ثاني نجاح للوايلي بعد تتر مسلسل سفاح الجيزة.

زر الذهاب إلى الأعلى