إنشاء فندق بوتيك بوكالة الشوربجي أمام بوابة الفتوح بالقاهرة القديمة
بدأ صندوق التنمية الحضارية “اليودف” إنشاء فندق بوتيك على أرض خربة كان يستخدمها أهالي الحي كمقلب قمامة بوكالة الشوربجي بجوار مسجد الحاكم بأمر الله أمام بوابة الفتوح على الطراز المعماري المحلي لمدينة القاهرة القديمة ضمن مُخطط تحويل المدينة إلى أكبر متحف مفتوح في العالم.
يُعدّ مشروع تطوير القاهرة التاريخية أحد أهمّ المشاريع الجاري تنفيذه، حيث تُمثّل مدينة القاهرة التاريخية أحد أبرز المدن التراثية القديمة على مستوى العالم. وقد تمّ تسجيلها على قائمة مواقع التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو عام 1979م؛ فهي مدينة حية غنية بآثارها المعمارية والفنية التي ترجع إلى الفترة التاريخية الممتدة ما بين العصر الروماني وعصر أسرة محمد علي.
وانطلاقًا من اهتمام الحكومة المصرية بالحفاظ على القاهرة التاريخية، تمّ تدشين مشروع تطوير القاهرة التاريخية عام 1998م، وذلك اعتمادًا على الدراسة التي أعدّها برنامج الإنماء التابع للأمم المتحدة (UNDP). وبناءً عليه، قدّمت وزارة الثقافة ورقة عمل للسيد رئيس الوزراء، وتمّ استصدار قرار بإعداد خطة عمل لاستكمال دراسات مشروع تطوير القاهرة التاريخية.
فقد تمّ إنشاء مركز لدراسات تنمية القاهرة التاريخية، وإعداد قاعدة بيانات بالتعاون مع مركز معلومات مجلس الوزراء باستخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS). كما تمّ وضع برنامج لحماية وصيانة المباني الأثرية والتاريخية بنطاق المشروع، ينقسم إلى أربع مراحل تشمل 149 أثرًا، ويتضمن أعمال الحفظ والترميم والصيانة وإعادة التوظيف في مناطق: الجمالية، والأزهر، والغوري، والدرب الأحمر، وباب الوزير.
بالإضافة إلى ذلك، تمّ تنفيذ بعض مشروعات الترميم المستقلة، مثل تلك الخاصة بمسجد أحمد بن طولون، وبيت السادات، وقصر الأمير طاز، وقصر محمد علي بشبرا، وسور مجرى العيون.
كما شمل المشروع مشروعات البعثات والمنح الأجنبية للحفاظ والترميم، مثل: قبة شجر الدر، ومشهد السيدة رقية، وقبتي عاتكة والجعفري بشارع الخليفة، ومقعد وحوض قايتباي بجبانة المماليك بشرق القاهرة، بالإضافة إلى مشروعات الحفاظ العمراني في القاهرة التاريخية مثل مشروع تطوير شارع المعز وشارع الجمالية، ومشروع إعادة تأهيل حارة الدرب الأصفر، ومشروع إعادة تأهيل مصر القديمة ومجمع الأديان، ومشروع إحياء منطقة السيدة زينب، ومشروع إحياء الدرب الأحمر.
وفي عام 2010م، تمّ التنسيق مع منظمة اليونسكو ومركز التراث العالمي بباريس لإطلاق مشروع الإحياء العمراني للقاهرة التاريخية، بتمويل من الحكومة المصرية.
واستكمالًا للمرحلتين الأولى والثانية من ذلك المشروع، تقوم الإدارة العامة للقاهرة التاريخية حاليًا بالتنسيق مع مركز هندسة الآثار والبيئة بتدشين المرحلة الثالثة منه.
وتشمل هذه المرحلة إعداد دراسات تخصصية شاملة لمدينة القاهرة التاريخية، ووضع خطة إدارة متكاملة لموقع القاهرة التاريخية.
كما تقوم إدارة مشروع تطوير القاهرة التاريخية بمشاريع الحفظ والترميم والحفائر وإعادة تأهيل وتوظيف المباني الأثرية، مثل مشروعات السور الشمالي والشرقي، ووكالة قايتباي وقبة الإمام الشافعي، والبيمارستان المؤيدي، ومقعد ماماي السيفي، والجامع الأزهر، ومشيخة الأزهر. وذلك بالتوازي مع مشاريع التطوير الحضري والحفاظ العمراني لشوارع القاهرة القديمة، مثل شوارع المعز والجمالية، وشوارع الغورية وباب الوزير، وسوق السلاح وشارع الخليفة.
وإيمانًا بأهمية التواصل والمشاركة المجتمعية مع سكان المدينة القديمة وزوارها من المصريين والأجانب، يتمّ التعاون بين عدد من الوزارات لإنشاء برنامج متكامل للمشاركة المجتمعية ورفع الوعي الثقافي للسكان المحيطين بالمباني الأثرية.