إيران تتوعد أمريكا.. هل تستهدف طهران قواعد واشنطن في الشرق الأوسط؟

لم تمضِ ساعات على تنفيذ أمريكا عملية “مطرقة منتصف الليل” التي استهدفت منشآت نووية في إيران، حتى خرجت طهران برسائل تهديد مباشرة لواشنطن، توعدت فيها بـ”عواقب وخيمة” وتلميحات بتوسيع رقعة الحرب لتشمل مصالح أمريكا وقواعدها في الشرق الأوسط.

التصعيد الإيراني جاء على لسان متحدث القوات المسلحة، العميد إبراهيم ذو الفقاري، الذي وصف الضربات الأمريكية بأنها “عمل عدواني سيوسع نطاق الأهداف المشروعة لإيران”، مؤكداً أن الرد سيكون “بعمليات قوية وهادفة لا يمكن توقعها”.

وفي بيان متلفز، ختم ذو الفقاري كلمته برسالة مباشرة باللغة الإنجليزية إلى الرئيس دونالد ترامب: “سيد ترامب، المقامر… قد تبدأ هذه الحرب، لكننا سننهيها”.

إيران تعلن: أمريكا دخلت الحرب علنًا

بدوره، صرّح رئيس أركان الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي بأن الولايات المتحدة “دخلت الحرب بشكل علني ومباشر”، معتبرًا أن واشنطن من خلال قصفها المنشآت النووية، منحت إيران الشرعية الكاملة للرد.

مضيفًا:”لقد أطلقت أيدي قواتنا لمهاجمة مصالحها وقواعدها في المنطقة”.

تفاصيل هجوم مطرقة منتصف الليل

جاءت الضربات الأمريكية ضمن عملية سرية لم يُعرف بها سوى عدد محدود داخل واشنطن وقيادة المنطقة المركزية في فلوريدا.

وأعلن الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أن العملية نفذتها 7 قاذفات B-2 من الولايات المتحدة، شاركت في إسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات، إضافة إلى 75 قذيفة موجهة بدقة، وأكثر من 20 صاروخ توماهوك، شارك في العملية 125 طائرة عسكرية على الأقل.

الضربات استهدفت مواقع نووية رئيسية في نطنز، فوردو وأصفهان، وهي منشآت محصنة تحت الأرض تعتبر العمود الفقري للبرنامج النووي الإيراني.

أمريكا تعلن: لسنا في حرب مع إيران

رغم ضخامتها، أكدت إدارة ترامب أن العملية لا تستهدف تغيير النظام، بل “ضرب البرنامج النووي الإيراني بدقة” ومنع تصعيده.

وقال نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، خلال مقابلة مع شبكة NBC “لسنا في حالة حرب مع إيران، بل مع مشروعها النووي الذي يشكل تهديدًا استراتيجيًا للمنطقة”.

هل ترد إيران بضرب قواعد أمريكا بالمنطقة؟

في ظل اللهجة التصعيدية من طهران، تزداد المخاوف من أن تكون القواعد الأمريكية في العراق، سوريا، قطر، الكويت أو البحرين أهدافًا مباشرة للرد الإيراني.

ويرى مراقبون أن إيران قد تعتمد أساليب “الرد غير المباشر” من خلال حلفائها الإقليميين، كحزب الله في لبنان أو الميليشيات المسلحة في العراق.

في المقابل، حذر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث طهران من أي خطوة انتقامية، مؤكدًا أن “القوات الأمريكية في حالة استنفار قصوى وقادرة على الرد الفوري”.

ويرى خبراء أن المنطقة تدخل مرحلة شديدة الحساسية، إذ لا يُستبعد أن يُقابل أي رد إيراني بتصعيد أميركي جديد، ما يهدد بإشعال حرب إقليمية واسعة النطاق، تتداخل فيها ملفات البرنامج النووي، أمن إسرائيل، والصراع على النفوذ في الخليج.

اقرأ أيضا

اغتيال خامنئي.. كيف تستعد إيران لفكرة غياب المرشد وما الخيارات المطروحة لخلافته؟

زر الذهاب إلى الأعلى