إيران تستعرض منظومة صواريخ S-300 بعد زعم أمريكا وإسرائيل تدميرها

نظمت إيران استعراضها العسكري السنوي في طهران بمناسبة يوم الجيش، وهو استعراضٌ مُصمم بعناية للمعدات العسكرية وعزيمة وطنية.

وفي ظل تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وعرضت الجمهورية الإسلامية نظام دفاع جوي روسي الصنع من طراز إس-300 PMU2، بما في ذلك رادار 96L6E، في شوارع العاصمة.

إعلان

طهران تتحدى زعم أمريكا وإسرائيل استهداف نظام S-300

لم يكن هذا العرض، مجرد استعراض احتفالي. بل ناقض بشكل مباشر مزاعم مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين في عام 2024 بأن أنظمة S-300 الأربعة الإيرانية قد دُمرت في غارات جوية إسرائيلية.

أُقيم الاستعراض العسكري على خلفية المحادثات النووية الجارية والتنافسات الإقليمية، وكان بمثابة إشارة محسوبة للأعداء والحلفاء على حد سواء، مما أثار تساؤلات حول دقة المعلومات الاستخباراتية الغربية ومتانة القدرات العسكرية الإيرانية.

وقد تم نشر منظومة S-300 على عربات، مكتوب عليها “مرك بر اسرائيل” بالفارسية وتعني بالعربية “التركيز على إسرائيل”، في رسالة واضحة أن تلك الأسلحة موجهة لإسرائيل.

عرض عسكري إيراني
صورة على حاملة صواريخ S-300 وتحمل عبارة “مرك بر اسرائيل”

يُعد نظام إس-300 PMU2، حجر الزاوية في شبكة الدفاع الجوي الإيرانية، نظامًا صاروخيًا أرض-جو بعيد المدى مصممًا لمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات الجوية. وقد طورته شركة ألماز-أنتي الروسية، وسُلّم إلى إيران عام 2016 بعد سنوات من التأخير، ويتميز بترقيات كبيرة مقارنةً بالطرازات السابقة.

مميزان نظام S-300

يتميز هذا النظام بقدرته على استهداف الأهداف على مسافات تصل إلى 200 كيلومتر وارتفاعات تصل إلى 27 كيلومترًا، كما يمكنه تتبع واعتراض الطائرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية.

ويوفر رادار 96L6E، وهو مكون أساسي، كشفًا عالي الارتفاع وفي جميع الأحوال الجوية، ويتفوق في رصد الأهداف التي تحلق على ارتفاعات منخفضة مثل الطائرات بدون طيار وطائرات الشبح.

عرض عسكري إيراني
صواريخ S-300 تشارك في العرض العسكري بطهران

4 بطاريات S-300 بقيمة 900 مليون دولار

تتيح قابلية تنقل النظام، بفضل منصات الإطلاق والرادارات المثبتة على هيكل مدولب، إعادة نشره بسرعة، وهي ميزة تُعقّد استهداف الخصوم. مثّل حصول إيران على أربع بطاريات إس-300 PMU2، والتي أُبرمت في صفقة بقيمة 900 مليون دولار وُقّعت عام 2007، تعزيزًا كبيرًا لقدرتها على ردع الهجمات الجوية، لا سيما من إسرائيل، التي لطالما نظرت بقلق إلى الحشد العسكري الإيراني.

إسرائيل استهدفت أنظمة S-300 في العام الماضي

تكمن أهمية ظهور إس-300 في طهران في أحداث العام السابق. ففي أبريل وأكتوبر 2024، شنّت إسرائيل غارتين جويتين كبيرتين على أهداف عسكرية إيرانية، ردًا على هجمات إيرانية بطائرات مسيرة وصواريخ على الأراضي الإسرائيلية.

وزعم مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أن هذه الضربات قد شلّت الدفاعات الجوية الإيرانية، واستهدفت أنظمة إس-300 تحديدًا.

وأفادت التقارير أن الهجوم الأول، في 29 أبريل 2024، ألحق أضرارًا برادار 96L6E لإحدى البطاريات، بينما قيل إن الهجوم الثاني، في 26 أكتوبر، دمّر الأنظمة الثلاثة المتبقية.

إيران قامت بتضليل الأقمار الصناعية الأمريكية

يدعو هذا التناقض إلى التدقيق في المعلومات الاستخباراتية التي تدعم الادعاءات الغربية. قد ينبع سوء تقدير حالة الدفاعات الجوية الإيرانية من عدة عوامل.

ربما أُسيء تفسير صور الأقمار الصناعية الأمريكية، وهي أداة أساسية لتقييم نتائج الضربات، خاصةً إذا استخدمت إيران أساليب التضليل أو التمويه، وهي تكتيكات استخدمتها سابقًا.

ويعد عرض الطائرات المسيّرة والصواريخ ومنظومة إس-300، إلى جانب عقد مباحثات إيرانية أمريكية، يوحي برسالة مزدوجة: الاستعداد للدبلوماسية والاستعداد للصراع.

والسؤال الأوسع هو ما الذي يعنيه عرض إيران العسكري لاستقرار المنطقة. إذا كان نظام إس-300 يُشير إلى مرونة، فقد يردع الضربات، ولكنه قد يُصعّد التوترات أيضًا من خلال تحدي الروايات الأمريكية والإسرائيلية.

ومع تقدم المحادثات النووية، يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها التعامل مع حقيقة مُقلقة: إن التقليل من شأن قدرات إيران، أو المبالغة في تقدير قدراتهم، قد يُعيد تشكيل التوازن الهش في الشرق الأوسط. فهل تستطيع الاستخبارات الغربية التكيف مع هذا الغموض، أم أن تحدي إيران سيستمر في تحدي التوقعات؟

اقرأ أيضًا: علم الصحراء 10 .. تدريب عسكري جوي لدول الخليج بهدف تطوير التكتيكات العسكرية

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى