إيران تنفي وإسرائيل في دائرة الشبهات… ماذا وراء انفجار قم الغامض؟

هزّ انفجار غامض صباح الاثنين أحد المباني السكنية في حي بارديسان بمدينة قم الإيرانية، مما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص، وسط تضارب في الروايات حول أسبابه، وتزايدت التكهنات بوجود أبعاد أمنية أو سياسية، رغم نفي طهران أي صلة لإسرائيل أو خلفيات “إرهابية” بالحادث.

ووفقًا لما نقلته وكالة “فارس” الإيرانية، وقع الانفجار في الطابق الأول من مبنى سكني، مما أدى إلى تحطيم نوافذ المباني المجاورة وتضرر أربع وحدات بشكل مباشر.

وتم إخلاء السكان فورًا مع وصول فرق الإطفاء والطوارئ، بينما نُقل المصابون السبعة إلى المستشفى لتلقي العلاج، دون تسجيل وفيات.

التحقيقات الأولية في انفجار قم

بحسب وسائل إعلام أشارت التحقيقات الأولية التي أجرتها فرق الإطفاء إلى أن تسرب غاز منزلي هو السبب المرجّح للحادث، فيما أعلنت السلطات المحلية استمرار عمليات المعاينة الميدانية والفنية لتحديد السبب بدقة.

وقال محافظ قم، أكبر بهنام‌جو، إن الحادث “عرضي ناتج عن خلل تقني”، مستبعدًا فرضية العمل الإرهابي أو أي نشاط عدائي، كما حذر من “محاولات إعلامية مغرضة لتضخيم الحادث وربطه بإسرائيل أو جهات خارجية”.

لكن الغموض المحيط بالانفجار، وتوقيته الحرج بعد هدنة هشة بين إيران وإسرائيل، دفع البعض للتشكيك في الرواية الرسمية، خاصة مع وقوع عدة حوادث مماثلة في مدن إيرانية مؤخرًا، تزامنت مع صراع إقليمي آخذ بالتصاعد.

إسرائيل في دائرة الشبهات رغم النفي الإيراني

في الوقت الذي نفت فيه طهران أي تورط إسرائيلي، استعاد مراقبون سجلًا طويلاً من العمليات الإسرائيلية السرية داخل الأراضي الإيرانية، شملت اغتيالات علماء نوويين وهجمات سيبرانية وانفجارات غامضة.

وقال مصدر مطلع لوكالة “فارس” إن “جميع سكان الوحدات المتضررة هم من المواطنين العاديين، ولا توجد أي خلفيات سياسية أو أمنية لهم”، في محاولة لتبديد الشكوك حول استهداف أمني أو عملية نوعية.

سياق إقليمي مشحون بعد حرب الـ12 يوماً

جاء انفجار قم بعد أسابيع من حرب جوية استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل، والتي استهدفت خلالها تل أبيب وواشنطن عدة منشآت نووية وعسكرية إيرانية، قبل أن يتوصلا إلى وقف لإطلاق النار، لم تُعلن تفاصيله الكاملة بعد.

وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، يرى خبراء أن أي حادث داخلي – حتى وإن كان عرضيًا – سيُفسَّر عبر عدسة المواجهة المفتوحة بين الطرفين، خاصة إذا وقع في مدينة دينية حساسة كقم، التي تُعد مركزًا رئيسيًا للحوزات الشيعية.

تحذيرات من الشائعات

أعلنت السلطات المحلية في قم عن فحص شامل لشبكات الغاز في المباني السكنية بالمدينة، تحسّبًا لأي خلل قد يؤدي إلى حوادث مشابهة.
من جانبه، شدد رئيس هيئة الطوارئ على ضرورة التبليغ الفوري عن أي رائحة غاز، والالتزام بإجراءات السلامة في استخدام أنظمة التدفئة والطهي.

بالتزامن، حذرت وزارة الداخلية من نشر معلومات غير دقيقة عبر وسائل التواصل، مؤكدة أن الجهات المعنية فقط هي المخولة بنشر مستجدات التحقيق.

هل يعود شبح التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

رغم نفي طهران وجود أي أبعاد أمنية للحادث، إلا أن الحادثة فتحت الباب مجددًا أمام أسئلة عن مدى استقرار الوضع الأمني الداخلي في إيران، واحتمال تصعيد جديد مع إسرائيل في حال اتضح وجود صلة غير مباشرة بالانفجار.

كما يرى محللون أن تكرار مثل هذه الحوادث – سواء لأسباب فنية أو أمنية – سيضع الحكومة الإيرانية أمام اختبار صعب، خصوصًا في ما يتعلق بقدرتها على طمأنة الداخل، والحفاظ على التوازن الإقليمي الدقيق.

اقرا أيضا.. اشتباكات طائفية تهز اللاذقية.. ماذا يحدث بين الدروز والبدو جنوب سوريا؟

زر الذهاب إلى الأعلى