استطلاعات رأي.. انهيار شعبية ترامب بسرعة ملفتة وتزايد استياء الناخبين 

القاهرة (خاص عن مصر)- مع بدء الرئيس دونالد ترامب ولايته الثانية، شهدت شعبية ترامب انخفاضًا ملحوظًا، مما يشير إلى تراجع شعبيته بين الناخبين الأمريكيين.

على الرغم من فوزه بالتصويت الشعبي في انتخابات 2024 لأول مرة، انخفضت شعبية ترامب بمقدار 14 نقطة مئوية في ثلاثة أشهر فقط، وهو انخفاض أكبر من الانخفاض الذي شهده في الفترة نفسها والذي بلغ خمس نقاط مئوية خلال ولايته الأولى.

إعلان

تشير استطلاعات الرأي إلى تزايد استياء الأمريكيين من تعامله مع القضايا الرئيسية، لا سيما الاقتصاد والتضخم ونمو الوظائف.

التحديات الاقتصادية: واقع مُحبط لناخبي ترامب

اتسمت ولاية ترامب الثانية بسلسلة من التحديات الاقتصادية، حيث احتل التضخم وارتفاع الأسعار مركز الصدارة. أدى تركيز إدارته في البداية على اتخاذ إجراءات سريعة وجذرية، بما في ذلك فرض رسوم جمركية شاملة على جميع شركاء أمريكا التجاريين تقريبًا، إلى اضطراب الأسواق المالية وساهم في انخفاض معدلات تأييده.

تُظهر بيانات استطلاعات الرأي من YouGov/The Economist أن الأمريكيين يمنحون ترامب الآن تقييمًا صافيًا قدره -7% لطريقة تعامله مع الاقتصاد، مقارنةً بالتقييمات الإيجابية في هذه المرحلة من ولايته الأولى. يُعرب جزء كبير من ناخبيه في عام 2024، أي ما يقرب من واحد من كل خمسة، عن استيائهم من نهجه تجاه التضخم والاقتصاد.

مشاكل الرسوم الجمركية وذعر الأسواق المالية

كانت سياسة الرسوم الجمركية المتشددة من أكثر الخطوات إثارة للجدل في ولاية ترامب الثانية، والتي تسببت في حالة من عدم اليقين المتقلب للشركات والمستثمرين الأمريكيين.

أدت مقترحاته الشاملة للرسوم الجمركية، وخاصةً على الصين، إلى انخفاض أداء سوق الأسهم، حيث أغلق مؤشر S&P 500 منخفضًا بنسبة 19% عن ذروته في فبراير.

على الرغم من أن ترامب صاغ هذه التعريفات كاستراتيجية طويلة الأجل لإنعاش الصناعة الأمريكية، إلا أن المعاناة المالية المباشرة أثارت شكوكًا متزايدة بين مؤيديه.

أقرّ ترامب بأن تعريفاته الجمركية قد تُسبب “بعض الألم” على المدى القصير، لكنه يُصرّ على أنها ضرورية لإنعاش الصناعة الأمريكية. مع ذلك، مع ارتفاع التضخم وتفاقم الإحباطات الاقتصادية، قد تكون قدرة ترامب على الحفاظ على دعم فئات الناخبين الرئيسية، بمن فيهم الناخبون المترددون والناخبون غير المنتظمين، في خطر.

هؤلاء الناخبون، الذين انجذبوا إلى وعود ترامب بالازدهار الاقتصادي، يتساءلون الآن عما إذا كان قادرًا على الوفاء بتلك الوعود.

التحولات الديموغرافية: قاعدة دعم متغيرة

في حين لا تزال قاعدة ترامب موالية، لا سيما بين الناخبين البيض والذكور وكبار السن، إلا أن هناك مؤشرات مقلقة على خيبة أمل بين الناخبين الأكثر تنوعًا والأصغر سنًا الذين ساعدوه على الفوز في عام 2024.

بين الناخبين من أصل إسباني، انخفض صافي نسبة تأييد ترامب إلى -37 نقطة مئوية، بينما انخفضت نسبة تأييده بين الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا إلى -25 نقطة مئوية. وتكتسب هذه التحولات أهمية خاصة في الولايات المتأرجحة التي ساعدته على الفوز في انتخابات عام 2024، مثل أريزونا ونيفادا وجورجيا وبنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن.

في هذه الولايات المتأرجحة، أصبحت نسبة تأييد ترامب سلبية، مما يعكس تنامي الاستياء بين الناخبين الذين كانوا في السابق مفتاح نجاحه الانتخابي.

أقرا أيضا.. مسلسل المشردون الحلقة 19.. خطف عزيزة وشقيقاتها وديفران في خطر

الانفصال الاقتصادي: مخاطر انتخابات التجديد النصفي لعام 2026

مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي في عام 2026، يُشكل تراجع نسبة تأييد ترامب خطرًا كبيرًا على المرشحين الجمهوريين المُرشحين للكونغرس. في الانتخابات السابقة، أدى عدم الرضا عن الوضع الاقتصادي إلى خسائر فادحة للحزب الحاكم، كما حدث في عام 2018 عندما سيطر الديمقراطيون على مجلس النواب.

نظرًا لتراجع شعبية ترامب الاقتصادية وضعف الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، قد يواجه الحزب تحديات صعبة في الحفاظ على سيطرته على الكونغرس.

الاستقطاب والحزبية: الدور المحوري للاقتصاد

في حين أن شعبية ترامب قد انخفضت بسبب تعامله مع الاقتصاد، إلا أن هذه القضية لا تزال تشهد استقطابًا حادًا على أسس حزبية. لا يزال الجمهوريون أكثر تفاؤلاً بشأن التعافي الاقتصادي من الديمقراطيين، ولكن حتى داخل قاعدته الشعبية، تواجه سياسات ترامب تدقيقًا متزايدًا.

لا تزال القضايا السياسية الأكثر أهمية، مثل التضخم ونمو الوظائف والضرائب، تهيمن على النقاش الوطني، حيث أعرب العديد من الناخبين عن إحباطهم من عدم وجود تحسينات ملموسة.

بالنسبة لإدارة ترامب، سيكون الوفاء بوعود ازدهار الاقتصاد وانخفاض التضخم أمرًا بالغ الأهمية لتأمين الدعم لأجندته المستقبلية. مع ذلك، مع استمرار تداعيات سياساته المالية على البلاد، يبقى أن نرى ما إذا كان سيتمكن من الحفاظ على التحالف الواسع الذي أوصله إلى السلطة.

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
error: Content is protected !!