اغتيال عالم صواريخ روسي على يد المخابرات الأوكرانية
القاهرة (خاص عن مصر)- عُثر على ميخائيل شاتسكي، العالم الروسي البارز المعروف بدوره في تطوير صواريخ كروز، ميتًا في منطقة غابات مغطاة بالثلوج بالقرب من موسكو.
وفقا لتقرير تليجراف، تشير التقارير إلى أن عملاء الاستخبارات الأوكرانية دبروا اغتياله، مما يمثل تصعيدًا جريئًا ومثيرًا للجدل في الحرب الخفية بين روسيا وأوكرانيا.
القتل المستهدف وسط الصراع المستمر
شغل شاتسكي منصب نائب مدير مكتب تصميم المريخ، وهي وحدة تابعة للكرملين متخصصة في أنظمة الباليستية والملاحة المتقدمة للطائرات والمركبات الفضائية والصواريخ. وشمل عمله تحديث صواريخ كروز Kh-59 وKh-69، التي استخدمتها روسيا في الهجمات على المدن الأوكرانية.
كما يُنسب إليه الفضل في الجهود المبذولة لدمج الذكاء الاصطناعي في التقنيات العسكرية الروسية، وهو محور رئيسي لاستراتيجية الدفاع للكرملين.
تُظهر الصور المتداولة على قنوات Telegram المؤيدة لأوكرانيا رجلاً مستلقيًا في الثلج، يرتدي معطفًا أسود وجينزًا، مع جروح طلقات نارية ظاهرة.
في حين أن الصور تتفق مع المظهر المعروف لشاتسكي، فإن السلطات الروسية ووسائل الإعلام الرسمية لم تؤكد رسميًا هوية الجثة.
اقرأ أيضا.. الجماعات الإسلامية في أنحاء العالم تهنئ هيئة تحرير الشام بالنصر في سوريا
المخابرات الأوكرانية تعلن مسؤوليتها
برر مصدر دفاعي أوكراني، في حديثه لصحيفة كييف إندبندنت، الهجوم قائلاً: “أي شخص متورط في تطوير المجمع الصناعي العسكري الروسي وعدوانه في أوكرانيا هو هدف مشروع”.
أكد مصدر آخر لصحيفة أوكراينسكايا برافدا أن شاتسكي قُتل في حديقة غابة كوزمينكي، وهي منطقة نائية جنوب شرق موسكو، على مسافة قصيرة من مقر إقامته.
أكدت قناة تيليجرام المناهضة للكرملين “قصص مهمة” الموقع من خلال تحليل الموقع الجغرافي. تضاف هذه الحادثة إلى قائمة متزايدة من الاغتيالات البارزة المنسوبة إلى الاستخبارات الأوكرانية منذ الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا في فبراير 2022.
سلسلة من الاغتيالات
ارتبطت الاستخبارات الأوكرانية بعدة عمليات بارزة داخل روسيا، بما في ذلك:
- تفجير سيارة مفخخة قتلت ابنة ألكسندر دوغين، الفيلسوف القومي المقرب من فلاديمير بوتن.
- اغتيال الداعية المؤيد للحرب فلادلين تاتارسكي عبر تفجير مفخخ.
- عمليات قتل مستهدفة لأفراد عسكريين روس ومتعاونين في كل من روسيا والأراضي المحتلة.
هذا الأسبوع، قُتل سيرجي يفسيوكوف، القائد السابق لسجن أولينيفكا في دونيتسك التي تحتلها روسيا، بسيارة مفخخة. اكتسب سجن أولينيفكا شهرة دولية بسبب مقتل ما لا يقل عن 50 سجينًا أوكرانيًا في ضربة صاروخية وأعمال تعذيب مزعومة تحت قيادة يفسيوكوف.
التداعيات الأوسع نطاقا
أعلن ألكسندر نيفزوروف، وهو صحفي مناهض للكرملين، عن خبر وفاة شاتسكي على تيليجرام، متهما إياه بالتواطؤ في مقتل “آلاف الأوكرانيين الأبرياء”. وأضاف نيفزوروف: “يبدو أن أيا من المذنبين بالإبادة الجماعية للأوكرانيين لن يموت موتا طبيعيا”.
يؤكد الاغتيال على تكثيف العمليات السرية في الحرب الروسية الأوكرانية الجارية، حيث أصبحت شخصيات بارزة على الجانبين أهدافا. ومع تزايد هذه الحوادث، فإنها تسلط الضوء على الأبعاد المعقدة والشخصية العميقة لهذا الصراع الجيوسياسي.
ماذا ينتظرنا؟
يثير مقتل شاتسكي تساؤلات كبيرة حول مدى وتأثير عمليات الاستخبارات الأوكرانية داخل روسيا. وفي حين لم تعلق الحكومة الأوكرانية رسميا على الحادث، إلا أنه يرسل رسالة واضحة بشأن استعدادها لاستهداف أولئك المتورطين بشكل مباشر في العدوان العسكري الروسي.
بالنسبة لروسيا، لا يشكل الهجوم خرقًا أمنيًا بالقرب من عاصمتها فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على نقاط الضعف داخل مجمعها الصناعي العسكري. ومع استمرار الحرب، قد تؤدي مثل هذه الاغتيالات إلى تصعيد التوترات وتعميق العداء بين البلدين.