اقتصاد الحرب يلتهم ربع الأصول السائلة في روسيا عام 2024

القاهرة (خاص عن مصر)- شهد صندوق الثروة الوطنية الروسي انخفاضًا كبيرًا في احتياطياته السائلة، حيث أنفق ما يقرب من ربع أصوله عام 2024 لدعم اقتصاد الحرب في البلاد ومواصلة تمويل غزوها المستمر لأوكرانيا.

وفقا لتقرير بلومبرج، انكمشت سيولة الصندوق بنسبة 24٪، تاركة إياه عند 3.8 تريليون روبل (117 مليار دولار)، انخفاضًا من 8.9 تريليون روبل في بداية عام 2022، قبل التصعيد العسكري الروسي.

انكماش الاحتياطيات وسط الضغوط العسكرية

وفقًا لبيانات وزارة المالية الروسية، وعلى الرغم من الحفاظ على رصيد إجمالي مستقر يبلغ حوالي 12 تريليون روبل، فقد شهدت أموال صندوق الثروة الوطنية التي يسهل الوصول إليها انخفاضًا حادًا خلال العام الماضي.

تم استخدام الأموال لتغطية النفقات العسكرية المتزايدة ومشاريع البنية التحتية والتدابير الرامية إلى تعويض تأثير العقوبات الغربية الشاملة، إن هذا التراجع يشير إلى تفاقم الضغوط على الاستقرار المالي في روسيا مع استمرار الحرب في أوكرانيا في استنزاف الموارد الوطنية.

يتم تحويل احتياطيات صندوق الثروة الوطنية بشكل متزايد لتغطية الميزانية العسكرية المزدهرة في روسيا، مع سحب 1.3 تريليون روبل في عام 2024 وحده لتعويض العجز في الميزانية الوطنية.

ويزداد الوضع تعقيدًا بسبب حقيقة أن اقتصاد روسيا لا يزال تحت ضغط شديد من العقوبات الدولية، والتي عطلت التجارة وعرقلت النمو الاقتصادي.

اقرأ أيضا.. حماس بعد وقف إطلاق النار.. ضعيفة لكنها ما تزال صامدة

تأثير العقوبات الغربية وقطاع الطاقة

لقد وفرت عائدات النفط والغاز، التي تجاوزت التوقعات طوال العام، بعض الراحة للصحة المالية للبلاد، ومع ذلك، لم تكن هذه المكاسب كافية لتعويض التكاليف الهائلة المرتبطة بالحرب، كما تم استخدام الأموال لدعم مشاريع البنية التحتية، والتي تعد بالغة الأهمية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي الداخلي لروسيا وسط العزلة العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت قيمة استثمارات روسيا في السندات والحصص في الشركات المحلية بنسبة 50٪ في عام 2024، مما أدى إلى استنزاف الاحتياطيات بشكل أكبر.

كانت هذه الاستثمارات حاسمة لضمان استمرار اقتصاد الحرب في العمل واستمرار المشاريع الاستراتيجية الروسية، على الرغم من التحديات المتزايدة التي تفرضها العقوبات.

إمكانية استنزاف الاحتياطيات

يحذر الخبراء من أن الوضع قد يزداد سوءًا في المستقبل القريب، ووفقًا لتقرير صادر عن بنك روسيا، إذا استمرت الظروف الخارجية في التدهور – مثل المزيد من الانهيار في أسعار النفط أو تصعيد العقوبات – فإن صندوق الثروة الوطنية يخاطر بالاستنزاف الكامل بحلول عام 2025، وهذا من شأنه أن يمثل تحولاً كبيرًا في الاستراتيجية المالية لروسيا وقد يؤدي إلى عواقب اقتصادية وخيمة إذا لم يتم معالجتها.

لقد فرض الصراع المستمر في أوكرانيا ضغوطًا هائلة على الثروة الوطنية لروسيا، ويؤكد استنزاف الاحتياطيات على التحديات التي تواجهها البلاد في الحفاظ على موقفها في الحرب.

ومع تعرض أسعار النفط للتقلبات وتشديد العقوبات، فإن استدامة النموذج الاقتصادي الروسي، الذي يعتمد على احتياطيات الدولة والاستثمارات الاستراتيجية، أصبحت موضع شك متزايد.

آراء الخبراء حول المستقبل المالي لروسيا

إن رأي الخبراء الاقتصاديين يسلط الضوء على ضعف اقتصاد الحرب في روسيا، حيث يواجه تحديات مزدوجة تتمثل في الحفاظ على الإنفاق العسكري مع حماية الاقتصاد الوطني من وطأة العقوبات الدولية.

وتعكس احتياطيات صندوق الثروة الوطنية المتقلصة الضغوط المباشرة للصراع والمخاطر الطويلة الأجل لاقتصاد الحرب المطول.

إن احتمالات استنفاد الاحتياطيات بالكامل بحلول عام 2025، كما حددها بنك روسيا، تضيف إلحاحًا إلى المناقشات حول المرونة المالية لروسيا.

ويعتمد مستقبل البلاد الاقتصادي الآن على كل من ظروف السوق الخارجية – وخاصة أسعار الطاقة – وقرارات السياسة الداخلية فيما يتعلق بالإدارة المالية والإنفاق العسكري.

زر الذهاب إلى الأعلى