خاص عن العالم

الأمم المتحدة: نحو 20 دولة معرضة لخطر الجوع الحاد

يرسم تقرير حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي صورة قاتمة لانعدام الأمن الغذائي العالمي، وخاصة في المناطق المتضررة من الصراعات

القاهرة (خاص عن مصر)- يرسم تقرير حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي صورة قاتمة لانعدام الأمن الغذائي العالمي، وخاصة في المناطق المتضررة من الصراعات، وفقا لما نشرته الجارديان.

يحدد التقرير 22 دولة ومنطقة، بما في ذلك السودان وجنوب السودان ومالي وفلسطين وهايتي، باعتبارها الأكثر عرضة لخطر الجوع الحاد على مدى الأشهر الستة المقبلة. يسلط التقرير الضوء على التفاعل بين الصراع والعنف والظروف الجوية القاسية كعوامل رئيسية تؤدي إلى تفاقم الأزمات الغذائية في جميع أنحاء العالم.

الوضع في السودان

يواجه السودان، الذي يخوض حاليًا صراعًا دام 18 شهرًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، واحدة من أشد الأزمات الإنسانية حدة على مستوى العالم. ووفقًا للمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة كو دونغ يو، “يعاني الناس من نقص حاد في الغذاء ويواجهون مجاعة غير مسبوقة”. ويشير التقرير إلى أن المجاعة قد أُعلنت في بعض مخيمات النازحين، وأن الأطفال يموتون من الجوع يوميا.

لقد تسبب الصراع في تعطيل أنظمة الغذاء بشكل خطير، ونزوح السكان وإعاقة الوصول الإنساني. ولم تؤد الفيضانات الأخيرة إلا إلى تفاقم الوضع، مما أدى إلى المزيد من النزوح وفقدان الأرواح. وقد يؤدي تصاعد العنف في السودان إلى زيادة الهجرة عبر الحدود إلى البلدان المجاورة، بما في ذلك تشاد وجنوب السودان ومصر وليبيا وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى.

أقرا أيضا.. مصر تنفي رسو سفينة إمدادات عسكرية في ميناء الإسكندرية

يصنف التقرير تشاد ونيجيريا وموزمبيق ولبنان وميانمار وسوريا واليمن باعتبارها مناطق ساخنة مثيرة للقلق الشديد، مما يشير إلى أن أعدادا كبيرة من السكان في هذه المناطق تواجه أو من المتوقع أن تواجه مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي الحاد. والجدير بالذكر أن ناميبيا وليسوتو أدرجتا في قائمة مناطق الجوع الساخنة لأول مرة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الظروف الجوية السيئة التي تؤثر على الإنتاج الزراعي.

ومن المتوقع أن تؤدي ظاهرة النينيا المناخية القادمة إلى تعقيد مشهد الأمن الغذائي بشكل أكبر، مما يؤدي إلى أنماط الطقس المتطرفة التي قد تؤدي إلى الفيضانات في مناطق معينة، مثل نيجيريا وملاوي وموزمبيق، بينما تسبب الجفاف في مناطق مثل إثيوبيا وكينيا.

أراء الخبراء

علق كيفن موجينيا، مدير البرامج في ميرسي كوربس إثيوبيا، على نتائج التقرير، قائلاً إنها تكشف عن “ارتفاع مقلق” في انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء أفريقيا. وأكد أن أزمة الجوع تنبع من “مزيج معقد من الصراع والتحديات الاقتصادية وتغير المناخ”، مما يخلق أسوأ أزمة جوع منذ جيل، والتي تؤثر بشكل خاص على دول مثل السودان ونيجيريا ومالي.

وأشار موجينيا إلى أن سنوات من الصراع وعدم الاستقرار أدت إلى تعطيل سلاسل إمدادات الغذاء والممارسات الزراعية، مما ترك مساحة أقل متاحة للزراعة. وحث على تقديم مساعدات “فورية” و”موسعة” في هذه المناطق الساخنة للجوع لحماية سبل العيش وتحسين الوصول إلى الغذاء.

يدعو تحليل منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي إلى بذل جهود إنسانية عاجلة واتخاذ إجراءات دولية منسقة لمعالجة القيود الشديدة على الوصول. وبدون تدخل، من المرجح أن تحدث المزيد من المجاعة وفقدان الأرواح في المناطق الأكثر تضررًا، وخاصة في السودان وجنوب السودان وهايتي ومالي. ويؤكد التقرير على ضرورة اتخاذ تدابير استباقية للتخفيف من حدة أزمات الغذاء الوشيكة وحماية الفئات السكانية الضعيفة.

إن نتائج تقرير “مناطق الجوع الساخنة” بمثابة تذكير صارخ بالحاجة الملحة إلى الاهتمام العالمي بانعدام الأمن الغذائي الذي تفاقم بسبب الصراع وتغير المناخ. ومع تصارع العالم مع هذه التحديات، فإن الجهود المتضافرة من جانب الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع الدولي ضرورية لتجنب المزيد من الأزمات وضمان الأمن الغذائي لأولئك الأكثر عرضة للخطر.

زر الذهاب إلى الأعلى