الإمارات ترعى عملية لتبادل السجناء بين روسيا وأمريكا

أعلنت وزارة خارجية الإمارات، يوم الخميس، عن نجاح عملية تبادل سجناء بين الولايات المتحدة وروسيا جرت على أراضيها، حيث تم تبادل مواطن روسي مقابل مواطنة أميركية من أصول روسية، وذلك بحضور ممثلين عن الجهات المعنية من كلا البلدين.
وأعربت الخارجية الإماراتية عن شكرها لحكومتي الولايات المتحدة وروسيا على ثقتهما بدولة الإمارات واختيارهما للعاصمة أبوظبي موقعًا لإتمام هذا التبادل الحساس.
وأكدت الوزارة أن هذا الاختيار يعكس مستوى العلاقات الدبلوماسية القوية التي تربط الإمارات بكلا الدولتين، ويجسد مكانتها كوسيط موثوق على الساحة الدولية، لا سيما في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، كما أعربت عن أملها في أن تُسهم هذه الجهود في خفض التوترات الدولية وتعزيز الحوار والتفاهم، بما يعود بالنفع على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
تفاصيل الصفقة: تبادل كاريلينا وبيتروف
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن التبادل شمل إطلاق السلطات الروسية سراح كسينيا كاريلينا، وهي مواطنة أمريكية من أصول روسية، كانت قد أُدينت العام الماضي في روسيا وحُكم عليها بالسجن لمدة 12 عامًا، في المقابل، أطلقت الولايات المتحدة سراح آرثر بيتروف، وهو مواطن ألماني من أصل روسي، كان قد اعتُقل في قبرص عام 2023 وسلمته لاحقًا لواشنطن.
وأشارت الصحيفة إلى أن عملية التبادل تمت في الساعات الأولى من صباح الخميس في العاصمة الإماراتية، وذلك في ظل سرية تامة وتنسيق عالي المستوى بين الأجهزة الأمنية والدبلوماسية في كل من واشنطن وموسكو.
الإمارات وسيط موثوق في تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا
وفي سياق ذي صلة، كشفت وزارة الدفاع الروسية، في مارس الماضي، عن نجاح صفقة أخرى لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا تمت بوساطة إماراتية. وجاء الاتفاق بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب.
وشمل التبادل إطلاق روسيا سراح 175 جندياً أوكرانياً مقابل نفس العدد من الجنود الروس المحتجزين لدى كييف. كما قامت موسكو بتسليم 22 أسيراً أوكرانياً آخرين كانوا في حالات صحية حرجة، في خطوة وصفتها بأنها “بادرة إنسانية” تهدف إلى التهدئة.
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عملية التبادل، مشيداً بالجهود الدبلوماسية التي ساهمت في إنجاحها.
دور متزايد للإمارات في الدبلوماسية الإنسانية
تعكس هذه التطورات الدور المتزايد لدولة الإمارات في الوساطات الدولية وملفات حقوق الإنسان. فبالإضافة إلى دورها الفاعل في الجوانب الاقتصادية والسياسية، باتت الإمارات لاعباً محورياً في دعم الجهود الإنسانية التي تهدف إلى إنهاء النزاعات وتسوية الأزمات من خلال الحوار والدبلوماسية.
ويرى مراقبون أن النجاحات المتكررة للإمارات في التوسط في قضايا دولية حساسة من شأنها أن تعزز من مكانتها العالمية كجسر للتفاهم والسلام، خاصة في ظل الصراعات المتصاعدة التي يشهدها العالم اليوم.
اقرأ أيضا: أبوظبي تعلق على رفع السودان شكوى ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية