البابونج المصري ملك النباتات.. أوروبا تتلهف إليه ومنافسة من دولتين على الصدارة
البابونج أحد أهم النباتات الطبية والعطرية في مصر، كما أنه يتم تصديره للخارج على الرغم من المساحات المحدودة التي يتم زراعتها بالمحصول، حيث إنه يستخدم في صناعة الشاي ببعض الدول، بالإضافة إلى فوائده المعروفة كعلاج للأرق، والاعتماد عليه في صناعة مستحضرات التجميل.
وكشف تقرير لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن أن مصر تزرع ما يقرب من 30 نوعًا من النباتات العطرية والطبية في مساحة تصل إلى 130 ألف فدان بمختلف المحافظات، كما تهدف خطط الحكومة إلى مضاعفة المساحات المزروعة من النباتات العطرية والطبية ووصولها إلى 250 ألف فدان بحلول عام 2030.
البابونج المصري في الصدارة
على الرغم من أنه لا يوجد حصر محدد للمساحات المزروعة بمحصول البابونج في مصر، إلا أنه من ضمن خمسة محاصيل تحتل صدارة النباتات الطبية والعطرية في مصر وهي الياسمين، البردقوش، الكركديه، والنعناع.
اقرأ أيضًا: الكيلو بأكثر من 70 ألف جنيه.. هل تنجح مصر في زراعة الزعفران بمساحات كبيرة؟
وأكد تقرير لقطاع الإرشاد الزراعي أن مصر تتمتع بمناخ مثالي لزراعة البابونج، خاصة في المناطق الصحراوية والمناطق ذات التربة الخفيفة جيدة التصريف مثل الوادي الجديد والفيوم، وقال التقرير إن البابونج الألماني هو الأكثر شيوعًا في مصر بسبب الطلب العالمي العالي عليه، خصوصًا في الصناعات الدوائية ومستحضرات التجميل.
صادرات مصر من النباتات الطبية والعطرية
وخلال العام الماضي في عام 2023، بلغت صادرات مصر من النباتات الطبية والعطرية حوالي 330 مليون دولار، مع توقعات بزيادة إنتاج محاصيل مثل البابونج والبردقوش لتلبية احتياجات السوق الخارجي.
اقرأ أيضًا: فاكهة الآلام.. مصر تتوسع في زراعة الباشون فروت بعد بدء تصديره
وتعد المشروعات القومية الزراعية التي نفذتها الدولة خلال السنوات الماضية هي أفضل بيئة للزراعة بسبب خلوها من الحشائش والمسببات المرضية ومتبقيات المبيدات، كونها أرضًا بكر لم يسبق استصلاحها أو زراعتها، وهي العوامل التي تفتح المجال أمام هذا النبات الطبي المهم الذي قد يكون الأهم في صادرات مصر من النباتات الطبية والعطرية.
زراعة البابونج في مصر
وأكد التقرير أنه يتم زراعة البابونج في فصل الخريف، حيث إنه يحتاج النبات لعناية خاصة من حيث الري المنتظم والتسميد العضوي، ويتم جمع الأزهار بعد نضوجها، وتجفيفها بعناية للحفاظ على الجودة.
اقرأ أيضًا: بـ5 ملايين طن سنويًا| مصر بين الكبار في زراعة البصل
وتعتبر دول الاتحاد الأوروبي هي السوق الأكبر لمنتجات البابونج المصري، خاصة ألمانيا وهولندا، حيث يُستخدم في إنتاج الأدوية والشاي العشبي، بالإضافة إلى أن هناك طلب متزايد عليه من الأسواق الآسيوية والأمريكية.
وأشار التقرير إلى أن التغيرات المناخية وتأثيراتها المتوقعة هي التحدي الأكبر على إنتاجية وجودة محصوله، بالإضافة إلى المنافسة العالمية من دول مثل الهند وبلغاريا.
صادرات زيت البابونج
من جانبها أوضحت الدكتورة نيفين عيد الباحثة بقسم النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية، أن زيت البابونج واحد من أهم الصادرات التي يتم توجيهها لبعض البلدان، وأبرزها ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ما ضاعف من حجم اهتمام المزارعين والمستثمرين بها، وزاد من درجة إقبالهم عليها خلال السنوات الماضية.
اقرأ أيضًا: الكيلو بـ 500 جنيه.. مصر تتوسع في زراعة الجوافة الحمراء
وأشارت إلى أن النبات المصري يتميز بعدة خواص، يتفوق بها على غالبية الأنواع الأخرى، بالإضافة لسماته المميزة من حيث الرائحة ونسبة الزيتية، كما أنه يتم تصديره في عدة صور، سواء كنبات كاملة، أو مسحوق بودر، أو بذور، بالإضافة لإمكانية تصديره كزيت خام بعد استخلاصه بطريقة التبخير.
وقالت إن الأجواء المصرية تُعد بيئة مثالية لزراعته، نظرًا لتوفر الأيدي العاملة المدربة، والظروف المناخية الملائمة، علاوة على كافة أنواع التربة التي يمكن الزراعة فيها سواء كانت رملية أو طينية، كما أن موقع مصر الجغرافي الحيوي، الذي يجعلها حلقة وصل وربط هامة بين أوروبا والدول العربية، ساهم في تعزيز فُرصها كمنفذ تسويقي استراتيجي، ما يُدعم المطالب بالتوسع في زراعته، بالأراضي الجديدة والمستصلحة.