البنوك تقود المؤشر.. ماذا ينتظر السوق السعودية في 2025؟
مع بداية العام 2025، تتزايد التوقعات بشأن قطاع البنوك السعودي، الذي بات على رأس اهتمامات المستثمرين، وسط ترقب واسع في السوق السعودية والأسواق الخليجية.
يأتي ذلك بعد تقلص الفجوات بين مؤشر “تاسي” ومؤشرات الأسواق الناشئة، ما يعزز الآمال في انتعاش السوق وتحقيق أداء إيجابي في العام المقبل.
البنوك السعودية على رأس الأولويات الاستثمارية
وتتزايد التوقعات الإيجابية بشأن القطاع المصرفي في السعودية، حيث وضعت أبحاث “إي إف جي هيرميس” قطاع البنوك السعودي في مقدمة خياراتها الاستثمارية للعام 2025 ضمن الأسواق العربية التي تتابعها.
كما تعود هذه التوقعات إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها انخفاض مكررات الربحية، والنمو المتوقع في إقراض الشركات خلال الفترة المقبلة، خصوصًا مع المشاريع العملاقة التي تسهم في دفع عجلة الاقتصاد السعودي.
وبالإضافة إلى ذلك، يتوقع أن يشهد قطاع التمويل العقاري ارتفاعًا ملحوظًا، وهو ما يعزز من تفاؤل المستثمرين بقطاع البنوك، الذي يتمتع أيضًا بعوائد نقدية مغرية، خاصة في ظل استمرار أسعار الفائدة المرتفعة.
اقرأ أيضًا: هل يستحق سهم الراجحي الاستثمار في 2025؟.. تحليل شامل وتوقعات
مؤشر “تاسي” بالسوق السعودية يشهد تحولات إيجابية
وفي خطوة هامة، شهدت السوق السعودية في الأيام الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في مؤشر “تاسي”، حيث تصدر قطاع البنوك النشاط بعد ارتفاعه بنسبة تزيد عن 2%، مما دفع المؤشر إلى الصعود مجددًا.
والسوق قد شهدت نوعًا من الحيرة والتردد بين المستثمرين، مما يعكس حالة من الترقب بشأن مستقبل الأسهم.
كما أن السوق قد تشهد ارتفاعًا في شهية المخاطرة، وهو ما قد يدفع المؤشر إلى مستويات تتجاوز 12000 نقطة في المرحلة المقبلة.
التقييمات المالية وتوقعات النمو في السوق السعودية
وتتداول السوق السعودية حاليًا عند مكرر ربحية مستقبلي يبلغ 15 مرة، وهو ما يعكس تضييق الفجوة بين مكررات تقييم السوق السعودي ونظيراتها من الأسواق الناشئة، التي تتداول عادة بمكرر ربحية أعلى.
كمل أن هناك فرصًا واعدة في قطاع البنوك، الذي يتمتع بمكررات منخفضة مقارنةً ببقية القطاعات في السوق، وهو ما يساهم في جذب الاستثمارات.
علاوة على ذلك، فإن سياسة الفيدرالي الأمريكي في التعامل مع التضخم قد تؤثر على حركة الفائدة، ما يفتح الأفق أمام المزيد من الفرص في قطاع البنوك السعودي.
الأسماء المفضلة للعام المقبل
وتتصدر أسهم “البنك الأهلي السعودي” و”مصرف الراجحي” قائمة الخيارات المفضلة للمستثمرين للعام 2025، وفقًا للتوصيات الصادرة عن “إي إف جي هيرميس”.
وهذا التوجه يعكس الثقة الكبيرة في الأداء المستقبلي لهذه البنوك، والتي تواصل تحقيق نتائج إيجابية على الرغم من التحديات التي قد يواجهها السوق في المستقبل.
التحديات المرتبطة بالسيولة والاكتتابات
وعلى الرغم من التفاؤل حول أداء السوق، لا تزال السيولة تمثل تحديًا رئيسيًا أمام قدرة السوق على الاستمرار في تحقيق نمو مستدام.
ويعتبر غسان الذكير، الرئيس التنفيذي لشركة “معيار المالية”، أن الاكتتابات العامة قد تؤثر على حركة السيولة في السوق، خصوصًا في ظل جدول الطروحات المزدحم في نهاية العام الجاري، بالإضافة إلى خطط الإدراج المتوقع تنفيذها في العام المقبل.
اقرأ أيضًا: توقعات سهم أرامكو 2025 في السوق السعودية.. هل يستمر في الارتفاع؟
القطاعات المحلية تزداد تأثيرًا
ووفقًا للذكير، من المتوقع أن تستفيد القطاعات ذات التوجه المحلي من الزيادة المرتقبة في الإنفاق الحكومي، حيث يتوقع أن يشهد قطاع الإنشاءات والقطاعات الاستهلاكية نموًا كبيرًا خلال الفترة المقبلة.
ورغم أن الاكتتابات العامة قد تشهد بعض التنافس على السيولة، إلا أنها ستكون عاملاً مهمًا في تنويع السوق وتقليص الاعتماد على قطاعي الطاقة والبنوك في مؤشر “تاسي”.
الإعلانات العقارية تبشر بانتعاش السوق
وفيما يخص قطاع العقارات، يتوقع أن تشهد السوق مزيدًا من التحركات الهامة مع إطلاق صناديق استثمار عقارية جديدة.
وشركة “مدينة المعرفة الاقتصادية” تخطط لإطلاق صندوق استثماري عقاري بقيمة تتجاوز مليار ريال، وذلك ضمن مشروع “ضحى المدينة”، كما أبرمت الشركة عقودًا جديدة لتطوير مشاريع فندقية.
وهذه التطورات تأتي في وقت تشهد فيه السعودية نشاطًا ملحوظًا في تطوير المشاريع العقارية في إطار رؤية 2030، حيث يجري الإعلان عن مشاريع بقيمة تقارب 1.3 تريليون دولار، وهو ما يعزز من جاذبية القطاع العقاري.
اكتتابات جديدة في الأفق
وفي سياق الاكتتابات العامة، سيغلق اليوم باب الاكتتاب في طرح “الموسى الصحية”، في حين سيبدأ الاكتتاب لشريحة المستثمرين الأفراد في شركة “نايس ون”.
كما شهدت الأيام الماضية موافقة هيئة السوق المالية على طلب شركة “إجادة للنظم”، التابعة لـ”مصرف الراجحي”، لطرح 45% من أسهمها في السوق، ما يعزز فرص جذب الاستثمارات في المستقبل القريب.
السوق السعودية تستعد لعام واعد
وعلى الرغم من التحديات التي قد تواجه السوق في 2025، سواء على صعيد السيولة أو التقلبات الاقتصادية العالمية، إلا أن التفاؤل في السوق السعودية يظل قائمًا، لا سيما في ظل دعم الحكومة للمشاريع الضخمة في قطاعات البنوك والعقارات.
كما أن التوقعات تشير إلى أن السوق ستستمر في جذب الاستثمارات، وستظل القطاعات الرئيسية في صدارة المشهد، ما يجعل من العام المقبل عام فرصة كبيرة للمستثمرين في بورصة الرياض.