التواجد العسكري المصري في الصومال.. مناورة استراتيجية من مصر لتحدي نفوذ إثيوبيا
القاهرة (خاص عن مصر)- زادت مصر مؤخرًا من وجودها في منطقة القرن الأفريقي من خلال إقامة علاقات أوثق مع الصومال لتحدي نفوذ إثيوبيا، وفقا لتقرير نشره موقع ذا أفريكا ريبورت.
وقعت الدولتان اتفاقية دفاعية في أغسطس 2024، ومنذ ذلك الحين، نشرت مصر قوات في الصومال، وتخطط لإرسال 5000 جندي إضافي كجزء من بعثة الدعم والاستقرار التابعة للاتحاد الأفريقي.
وفقا للتقرير، تأتي هذه الخطوة في خضم التوترات الطويلة الأمد بين مصر وإثيوبيا، وخاصة فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي الكبير، والذي تعتبره مصر تهديدًا لمواردها المائية الحيوية من النيل.
يُنظر إلى التحالف المصري الصومالي على أنه مناورة استراتيجية من جانب مصر لتحدي نفوذ إثيوبيا المتزايد في المنطقة. إن الوجود العسكري المصري على طول حدود إثيوبيا يرفع المخاطر في منطقة متقلبة بالفعل. وفي الوقت نفسه، تسعى الصومال إلى مواجهة نفوذ إثيوبيا، وقد برزت مصر كحليف طبيعي في صراع القوة الإقليمي هذا.
أقرا أيضا.. البريكس تتوسع كقوة اقتصادية عالمية.. تحدٍ متزايد لهيمنة مجموعة السبع
تحرك إثيوبيا مع أرض الصومال
كانت إثيوبيا نشطة أيضًا في منطقة القرن الأفريقي، حيث سعت إلى إيجاد نقاط وصول بديلة إلى البحر. في يناير 2024، أبرمت إثيوبيا صفقة مهمة مع أرض الصومال، حيث وافقت على الاعتراف باستقلال المنطقة المنفصلة مقابل إنشاء قاعدة بحرية على ساحلها. وقد أدى هذا الاتفاق إلى توترات مع الصومال، التي لا تزال تنظر إلى أرض الصومال كجزء من أراضيها السيادية.
لم يؤد اعتراف إثيوبيا الرسمي بأرض الصومال إلى توتر علاقتها بالصومال فحسب، بل أدى أيضًا إلى إدخال منافستها القديمة مصر في المعادلة. تتنافس مصر وإثيوبيا الآن على النفوذ في المنطقة، حيث تسعى كل من الدولتين إلى تأمين موطئ قدم استراتيجي.
تصاعد التوترات الإقليمية
إن التنافس بين مصر وإثيوبيا له آثار بعيدة المدى على استقرار القرن الأفريقي. لقد أثار اعتراف إثيوبيا بأرض الصومال تداعيات دبلوماسية مع الصومال، وتصاعدت التوترات بشكل أكبر مع جيبوتي، التي من المتوقع أن تخسر اقتصاديًا من صفقة ميناء إثيوبيا وأرض الصومال. تعتمد جيبوتي بشكل كبير على عائدات الموانئ من إثيوبيا، ويهدد هذا الاتفاق الجديد استقرارها الاقتصادي.
وفي الوقت نفسه، تتحالف إريتريا، التي كانت ذات يوم متحالفة مع إثيوبيا في حربها ضد جبهة تحرير شعب تيغراي، الآن مع مصر والصومال. ويحمل هذا التحالف الجديد القدرة على زعزعة استقرار إثيوبيا وتفاقم الصراعات الإقليمية.
مخاطر الحروب بالوكالة
إن التورط المتزايد للقوى الخارجية مثل مصر وإريتريا في الصومال والقرن الأفريقي الأوسع يثير خطر الحروب بالوكالة. ومع تنافس مصر وإثيوبيا على النفوذ، هناك خطر يتمثل في أن تستغل الجماعات المسلحة مثل الشباب عدم الاستقرار. وتضيف النزاعات الإقليمية الطويلة الأمد بين الصومال وإثيوبيا وكينيا وجيبوتي طبقة أخرى من التعقيد إلى المشهد الأمني في المنطقة.
وعلاوة على ذلك، فإن عدم الاستقرار داخل إثيوبيا، حيث تشارك الحكومة في صراعات نشطة مع جهات فاعلة من غير الدول، يوفر أرضًا خصبة للقوى الخارجية لدعم القوى بالوكالة. إن المصلحة الاستراتيجية لمصر في السيطرة على موارد مياه النيل تشكل محركًا رئيسيًا لأفعالها، وتنظر إثيوبيا إلى مشاركة مصر باعتبارها تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.