“الديك الإسرائيلية” تفشل في غزة وتجد طريقها إلى جيوش أوروبا .. شاهد

في مفارقة لافتة تعكس أحيانًا الفجوة بين الأداء الميداني والتسويق العسكري، أعلنت شركة “روبوتيكان” الإسرائيلية تسليم العشرات من طائراتها المسيرة من طراز “ROOSTER” إلى قوات العمليات الخاصة الأوروبية، رغم فشلها الواضح في ساحات القتال داخل قطاع غزة خلال عملية “السيوف الحديدية” أواخر عام 2023.

طائرة “الديك” الإسرائيلية.. فشلت في غزة وتجد طريقها إلى جيوش أوروبا

هذه الطائرة المسيرة، المعروفة باسم “الديك Rooster”، أثارت الجدل منذ دخولها الخدمة ضمن وحدات النخبة الإسرائيلية، حيث تعرّضت لانتقادات تتعلق بأدائها المحدود في البيئة القتالية المعقدة داخل المناطق الحضرية والمغلقة.

ورغم اعتمادها في مهام استطلاعية ومراقبة، واجهت صعوبات في التنقل على الأرض ومحدودية زمن الطيران، ما قلل من فعاليتها في تنفيذ المهام الحاسمة خلال الاشتباكات.

بين الدعاية والواقع .. تصدير رغم الإخفاق

وعلى الرغم من هذه التحديات، سارعت شركة روبوتيكان إلى ترويج المنظومة في الأسواق الخارجية، حيث نجحت في تسجيلها لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأبرمت عقودًا مع جيوش أوروبية، في خطوة أثارت التساؤلات حول مدى استناد هذه الدول إلى تجارب ميدانية فعلية.

المسيرة الإسرائيلية “الديك” طائرة جمع المعلومات والاستخبارات

لا سيما وأن تقارير إعلامية إسرائيلية كانت قد كشفت عن شكوى الجيش الإسرائيلي من ارتفاع تكلفة الطائرة وقلة جدواها، ما دفع وزارة الدفاع إلى البحث عن سبل لتقليص سعرها وتعويض التكلفة عبر التصدير.

نظام بمفهوم “هجين” دون جدوى حاسمة

الطائرة المسيرة ROOSTER صُممت على أنها هجينة: تطير وتتحرك على الأرض باستخدام عجلة خارجية تحيط بجسمها، وتضم كاميرات استشعار ومعدات مراقبة ليلاً ونهارًا.

لكن في الميدان، اصطدمت هذه القدرات بعقبات حقيقية، أبرزها تعقيد التشغيل ومحدودية المدى الفعلي، حيث يستطيع نظام ROOSTER تنفيذ مهام تتراوح بين 60 إلى 90 دقيقة باستخدام بطارية واحدة، مع إمكانية التشغيل في وضع الاستعداد حتى 5 ساعات، وهذه مدة اعتبرتها قوات النخبة الإسرائيلية قليلة وفقاً لعمليات على الأرض.

وقد اعتمد جيش الاحتلال الإسرائيلي على “الديك” ضمن وحدات الاستطلاع الخاصة في غزة، لكن أداءها لم يكن بالمستوى المأمول، ما أدى إلى تقليص استخدامها في بعض المحاور، وفق مصادر غير رسمية.

اهتمام أوروبي رغم علامات الفشل

رغم هذه الإشكاليات، أعلنت الشركة أن عدداً من الجيوش الأوروبية والأمريكية أبدى اهتمامًا متزايدًا بالنظام، مدفوعة ربما بالحاجة إلى حلول استطلاع جديدة في بيئات مغلقة أو حضرية.

المسيرة “الديك” الإسرائيلية خلال عمليات بقطاع غزة

لكن مراقبين يرون أن الاعتماد على هذه الأنظمة دون اختبارها في ظروف قتال حقيقية قد يؤدي إلى نتائج كارثية عند استخدامها في العمليات الفعلية.

تجربة لم تُفصح عن كامل عثراتها

ورغم حرص الشركة على إظهار “الديك” كمنتج مبتكر في السوق الدفاعية، إلا أن الغموض ما زال يلف أداءه الميداني.

فالتقارير الرسمية لم تنشر نتائج كاملة عن فعالية الطائرة، في حين تشير التجربة الإسرائيلية إلى محدودية الاعتماد عليها في ساحة القتال، خاصة في مواجهة خصم غير تقليدي مثل حماس داخل بيئة حضرية كثيفة.

ترويج لسلاح لم يحقق تفوق عسكري واضح

في النهاية، تبقى طائرة “الديك” مثالًا حيًا على التحول من الاختبار الميداني المحدود إلى التصدير الدولي، مدفوعة بالدعاية التقنية أكثر من الفعالية القتالية.

وبينما تتجه دول أوروبية لاعتماد هذا النظام، تظل تجربة غزة مؤشراً على أن الطائرات المسيرة “الذكية” لا تنجح بالتصميم وحده، بل تُختبر فقط في لحظة الحقيقة على خط النار.

اقرأ أيضاً.. بوري-إيه الروسية VS أوهايو الأمريكية.. مقارنة بين أخطر غواصتين نوويتين في العالم

زر الذهاب إلى الأعلى