اقتصاد

الذهب يحلق في 2025 إلى مستويات غير مسبوقة وفقًا لتحليلات الخبراء

يشهد سوق الذهب العالمي تحولات جذرية مع اقتراب عام 2025، حيث تشير التوقعات الاقتصادية إلى احتمالية ارتفاع أسعار المعدن النفيس إلى مستويات غير مسبوقة. وفقًا لتحليلات الخبراء والمؤشرات السوقية، من المتوقع أن يستمر الذهب في أدائه القوي، مدفوعًا بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متعددة.

اقرأ أيضا.. أسعار مواد البناء وسعر طن الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 16-10-2024

توقعات أسعار الذهب عام 2025

تشير التقديرات الأولية إلى إمكانية وصول سعر الأونصة من الذهب إلى حوالي 3,000 دولار أمريكي بحلول نهاية عام 2025. هذا الارتفاع المتوقع يمثل زيادة بنسبة تتراوح بين 10% و15% عن المستويات الحالية. وتستند هذه التوقعات إلى استطلاعات رأي أجرتها بلومبرج، شملت نخبة من الخبراء في صناعة التعدين والمتداولين في الأسواق المالية العالمية.

العوامل المحفزة لارتفاع أسعار الذهب 2025:

تتعدد العوامل التي قد تدفع أسعار الذهب للارتفاع في عام 2025، ومن أبرزها:

السياسات النقدية العالمية: من المتوقع أن تستمر البنوك المركزية الكبرى في تبني سياسات نقدية توسعية، مما قد يؤدي إلى انخفاض قيمة العملات الرئيسية وزيادة جاذبية الذهب كملاذ آمن.

التوترات الجيوسياسية: استمرار حالة عدم اليقين السياسي على الصعيد العالمي قد يعزز الطلب على الذهب كأداة للتحوط ضد المخاطر.

الطلب الاستثماري: من المتوقع أن يزداد إقبال المستثمرين على الذهب كجزء من استراتيجيات تنويع المحافظ الاستثمارية.

دور البنوك المركزية في ارتفاع الطلب

يلعب نشاط البنوك المركزية دورًا محوريًا في تحديد اتجاهات أسعار الذهب. ومن المتوقع أن تستمر هذه المؤسسات في زيادة احتياطياتها من الذهب خلال عام 2025، خاصة في ظل التحولات الاقتصادية العالمية. وتشير التقارير إلى أن البنك المركزي الصيني قد يكون من أبرز المشترين للذهب في السنوات القادمة، مما قد يدفع الأسعار نحو الارتفاع.

تأثير العوامل الاقتصادية الكلية

من المتوقع أن تلعب التطورات الاقتصادية العالمية دورًا هامًا في تحديد مسار أسعار الذهب في عام 2025. فمع استمرار المخاوف من احتمالية حدوث ركود اقتصادي في بعض الاقتصادات الكبرى، قد يزداد الطلب على الذهب كملاذ آمن. كما أن التضخم المستمر في العديد من الدول قد يدفع المستثمرين نحو الأصول الملموسة مثل الذهب للحفاظ على قيمة استثماراتهم.

التحديات المحتملة

رغم التوقعات الإيجابية، إلا أن سوق الذهب قد يواجه بعض التحديات في عام 2025. فارتفاع أسعار الفائدة في بعض الاقتصادات الرئيسية قد يقلل من جاذبية الذهب كاستثمار، حيث أن الذهب لا يدر عائدًا ثابتًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعافي الاقتصادي القوي وعودة الاستقرار العالمي قد يؤديان إلى تحول المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية، مما قد يضغط على أسعار الذهب.

الآثار على الاقتصاد العالمي

ارتفاع أسعار الذهب إلى المستويات المتوقعة في عام 2025 قد يكون له تأثيرات واسعة النطاق على الاقتصاد العالمي. فمن ناحية، قد يؤدي ذلك إلى زيادة قيمة احتياطيات الذهب لدى البنوك المركزية، مما يعزز استقرار النظام المالي العالمي. ومن ناحية أخرى، قد يؤدي ارتفاع أسعار الذهب إلى زيادة تكاليف الإنتاج في بعض الصناعات التي تعتمد على الذهب كمدخل رئيسي.

في ضوء التوقعات الحالية، يبدو أن سوق الذهب سيظل جاذبًا للمستثمرين في عام 2025. ومع ذلك، من المهم للمستثمرين والمحللين متابعة التطورات الاقتصادية والسياسية عن كثب، حيث أن هذه العوامل قد تؤثر بشكل كبير على اتجاهات الأسعار. كما ينصح الخبراء بضرورة التنويع في المحافظ الاستثمارية وعدم الاعتماد بشكل كلي على الذهب كاستثمار وحيد.

يبقى سوق الذهب أحد أهم المؤشرات على صحة الاقتصاد العالمي، وستكون التطورات في هذا السوق خلال عام 2025 محل اهتمام كبير من قبل المستثمرين وصناع السياسات على حد سواء.

كان بنك الشعب الصيني أظهر استعداداً أكبر لشراء الذهب، أول أكتوبر الجاري ولو بأسعارٍ مرتفعة، باعتباره زيادة في الاحتياطيات وأداة تحوُّط سياسية وليس اقتصادية فحسب، بحسب بنك “جوليوس باير”.

كارستين مينكي، رئيس قسم الأبحاث المستقبلية في البنك، تساءل بمذكرة عن هوية الجهة المستعدة لدفع أعلى سعر مقابل الحصول على الذهب، ورأى أن الإجابة تنحصر بين البنك المركزي الصيني، بشكلٍ أساسي، ومستثمرين في “العالم الغربي” بدأوا تدريجياً في البحث عن ملاذ آمن في ظل عودة الحديث عن إمكانية مواجهة الاقتصاد الأميركي خطر الركود.

أحجم بنك الشعب الصيني عن شراء الذهب خلال الفترة الماضية، إذ لم يضف أي كمية إلى احتياطياته للشهر الرابع على التوالي في أغسطس، بعد أن وصلت أسعار المعدن النفيس إلى مستويات قياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى