الرئيس الصومالي حسن شيخ يزور مصر في زيارة مرتقبة

القاهرة (خاص عن مصر)- من المقرَّر أن يزور الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود مصر في الأيام المقبلة، كما أكدت مصادر موثوقة لجاروي اونلاين.

الزيارة، التي من المتوقع أن تتم بعد وقت قصير من عودة الرئيس إلى مقديشو، تحمل تداعيات إقليمية كبيرة. أثناء وجوده في القاهرة، من المتوقع أن يطلع الرئيس حسن شيخ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على زيارته الأخيرة إلى إثيوبيا، حيث انخرط في مناقشات محورية مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.

موازنة مصر وإثيوبيا وسط نزاع سد النهضة الإثيوبي الكبير

لا تزال مصر وإثيوبيا عالقتين في نزاع مطول حول سد النهضة الإثيوبي الكبير على نهر النيل، وهي قضية إقليمية بالغة الأهمية. تجد الصومال، التي تسعى إلى الحفاظ على علاقة متوازنة مع كلا البلدين، نفسها في موقف دبلوماسي حساس.

وفقًا للمطلعين، لا يزال كل من الرئيس السيسي ورئيس الوزراء آبي متشككين في الدور المحتمل للصومال كوسيط محايد.

تاريخيا، انحازت الصومال إلى جانب مصر وإريتريا في معارضة موقف إثيوبيا. ومع ذلك، فإن اتفاقية أنقرة، التي توسطت فيها تركيا، أعادت تشكيل التحالفات الإقليمية. وقد سهّل هذا الاتفاق التقارب بين الصومال وإثيوبيا، مما خفف التوترات التي كانت تغذيها اتفاقية إثيوبيا البحرية مع أرض الصومال.

اقرأ أيضًا: وسط حرب أوكرانيا.. الشركات الأمريكية دفعت أكثر من مليار دولار «ضرائب» لروسيا

الدبلوماسية الاستراتيجية: التحول في السياسة الخارجية الصومالية

يقال إن وزير خارجية الصومال، الموجود حاليا في القاهرة، يعمل على طمأنة نظرائه المصريين بأن المواجهات العسكرية مع إثيوبيا ليست ممكنة ولا مرغوبة. ويعزى هذا الموقف إلى القدرة العسكرية المحدودة للصومال والعلاقات المتوترة بين الحكومة المركزية والولايات الأعضاء الفيدرالية.

بدلاً من ذلك، تؤكد مقديشو على أهمية رعاية العلاقات مع أديس أبابا لمواجهة اتفاقيات إثيوبيا مع أرض الصومال، والتي تقوض المطالبات الإقليمية للصومال.

الترحيب الحار في أديس أبابا يثير المخاوف المصرية

تميزت الزيارة الأخيرة للرئيس حسن شيخ إلى أديس أبابا باستقبال رسمي، حيث تم عرض العلم الصومالي بشكل بارز في جميع أنحاء العاصمة الإثيوبية – وهي لفتة تعكس دفء العلاقات. ولكن هذه المبادرة الرمزية تسببت في إثارة القلق في القاهرة، مما زاد من تعقيد الديناميكية الثلاثية بين الصومال ومصر وإثيوبيا.

انتقادات متزايدة للسياسة الخارجية الصومالية

تواجه إدارة الرئيس حسن شيخ انتقادات متزايدة لما يصفه المراقبون بالسياسة الخارجية غير المتسقة والتفاعلية. ويزعم المنتقدون أن المصالح السياسية الشخصية غالبًا ما تطغى على الاستراتيجية الوطنية المتماسكة، مما يجعل الصومال عرضة للتأثير الخارجي. وتهدد هذه الثغرات بتقويض التعافي الهش للبلاد من عقود من الصراع وعدم الاستقرار.

القرن الأفريقي: مسرح للتنافسات الجيوسياسية

لا يزال القرن الأفريقي يشكل بؤرة ساخنة للتنافسات الجيوسياسية، حيث تتنافس مصر وإثيوبيا على النفوذ في الصومال. وبينما يتعامل الرئيس حسن شيخ مع هذه التعقيدات، فمن المرجح أن تختبر زيارته المقبلة للقاهرة قدرة الصومال على تحقيق التوازن بين علاقاتها الإقليمية مع حماية سيادتها ومصالحها الوطنية طويلة الأجل.

زر الذهاب إلى الأعلى