الصحراء السوداء الغامضة في مصر.. أرض لا مثيل لها مليئة بالبراكين الميتة

في أعماق قلب مصر، بين واحة الواحات البحرية والصحراء البيضاء الأكثر شهرة، تقع منطقة طبيعية غير عادية وغامضة تُعرف بالصحراء السوداء، والمعروفة بإحتوائها علي العديد من البراكين الميتة، بحسب ما نشره موقع تايمز أوف إنديا.

بحسب خاص عن مصر، رغم ارتباط مصر غالبًا بأهراماتها ومدنها الصاخبة، تقدم الصحراء السوداء مغامرة فريدة من نوعها بعيدًا عن المسار المطروق لأولئك الذين يبحثون عن شيء أكثر غموضًا – أرض مليئة بالبراكين المنقرضة والأحجار السوداء القديمة، التي لم يمسسها الزمن أو نظرات العديد من السياح.

تقف الصحراء السوداء كشهادة على الماضي البركاني لمصر، مع تلالها السوداء القديمة التي تنتشر في المناظر الطبيعية. وعلى الرغم من جمالها السريالي وأهميتها التاريخية، إلا أنها تظل غير معروفة نسبيًا، مما يجعلها وجهة هادئة ونائية للمسافرين الشجعان.

لمحة عن الماضي البركاني لمصر

منذ ملايين السنين، كانت مصر أرضًا للبراكين النشطة. اليوم، كل ما تبقى من ذلك الماضي الناري هو البراكين المنقرضة التي تميز الصحراء السوداء. تنتشر هذه التلال البركانية، التي كانت خاملة منذ آلاف السنين، عبر الصحراء، وكل منها مغطى بأحجار بركانية سوداء – في تناقض صارخ مع الرمال الذهبية التي تحيط بها.

أقرا أيضا.. انتعاش قطاع الغاز في مصر.. الشركات الأجنبية تستأنف التنقيب بعد تسوية الحكومة للديون

ما يجعل الصحراء السوداء رائعة للغاية هو كيف تمكنت هذه الأعجوبة الجيولوجية من البقاء بعيدًا عن رادار السياحة السائدة. يستقبل الزوار منظرًا طبيعيًا يبدو وكأنه من عالم آخر، حيث ترتفع التلال الصخرية السوداء من أرض الصحراء أينما نظرت، مما يخلق مشهدًا بصريًا لا مثيل له.

لماذا تسمى الصحراء السوداء؟

حصلت الصحراء السوداء على اسمها من الطبقة المميزة من الأحجار البركانية السوداء التي تغطي سطحها. هذه الأحجار هي بقايا نشاط بركاني قديم، مما يعطي الصحراء مظهرها الغريب، ولكن الساحر. على عكس الكثبان الرملية الشاسعة في الصحراء الكبرى، تتكون الصحراء السوداء من تلال بركانية منخفضة، مما يخلق منظرًا طبيعيًا دراميًا يشعرك بالرعب والجمال.

عندما تتجول في هذه المنطقة النائية، سوف تذهل من أجواء الهدوء والسكينة التي تحيط بك. فلا توجد حشود ولا ضوضاء، فقط صوت الرياح والحياة البرية العرضية، مما يسمح للطبيعة بأن تأخذ مركز الصدارة.

استكشاف الصحراء السوداء: مغامرة لا مثيل لها

بالنسبة للمسافرين المغامرين، توفر الصحراء السوداء طريقة فريدة لتجربة مصر خارج طرقها السياحية المعتادة. وأفضل طريقة لاستكشاف هذه التضاريس النائية والوعرة هي من خلال رحلات السفاري بسيارات الدفع الرباعي، والتي غالبًا ما تكون مصحوبة بزيارة مناطق الجذب القريبة مثل واحة الواحات البحرية والصحراء البيضاء. توفر الرحلة عبر الصحراء السوداء شعورًا بالاكتشاف، حيث تقترب من التلال البركانية المنقرضة وتستمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة.

لا تشمل معظم رحلات السفاري الصحراوية رحلة مثيرة عبر التضاريس الوعرة فحسب، بل تشمل أيضًا فرصة التخييم طوال الليل تحت النجوم – وهي تجربة سحرية في مثل هذه البيئة الهادئة والوعرة. هناك شعور بالخلود في الصحراء السوداء، حيث أن الشيء الوحيد الثابت هو رياح الصحراء التي تكتسح الأحجار القديمة.

تبدأ الرحلة إلى الصحراء السوداء عادة في واحة الواحات البحرية، التي تقع على بعد حوالي 370 كيلومترًا من القاهرة. ومن هناك، ينطلق المسافرون في رحلة ليوم واحد أو مغامرة ليلية في الصحراء. غالبًا ما تشمل الرحلة وجبات الطعام والتخييم والوقت الكافي لاستكشاف التلال البركانية. قد تكون التضاريس وعرة، لكن المكافآت هائلة – فرصة للعودة بالزمن إلى الوراء وتجربة جانب من مصر لم يرها سوى قِلة من الناس.

أثناء استكشافك، قد تجد نفسك مندهشًا من هدوء المناظر الطبيعية. يعني نقص السياح أن الصحراء السوداء تقدم تجربة حميمة مع الطبيعة. سواء كنت تتسلق التلال البركانية أو تستمتع بالمناظر من موقع التخييم الخاص بك، فإن الصحراء السوداء توفر ملاذًا هادئًا وعالميًا من العالم الحديث.

سحر الصحراء السوداء: جوهرة الطبيعة المخفية

على الرغم من موقعها البعيد وتضاريسها الوعرة، فإن الصحراء السوداء هي وجهة تبقى معك لفترة طويلة بعد مغادرتك لها. إنها مكان يبدو فيه الوقت متوقفًا، مما يوفر لمحة نادرة عن ماضي الأرض القديم. بالنسبة للمسافرين الذين يتطلعون إلى الذهاب إلى ما هو أبعد من الأهرامات والشوارع المزدحمة في القاهرة، فإن الصحراء السوداء هي مغامرة تنتظر من يكتشفها – جوهرة مخفية تعرض جمال المناظر الطبيعية في مصر بأكثر الطرق غير المتوقعة.