الصين تحارب الهند.. باكستان تستعين بمنظومة دفاع جوي من بكين لتعزيز تفوقها العسكري

أكدت الحكومة الباكستانية أنها تلقت عرضًا رسميًا من الصين لتزويد قواتها المسلحة بنظام الدفاع الصاروخي بعيد المدى HQ-19، في خطوة تأتي مباشرة بعد تصعيد عسكري على الحدود مع الهند، حيث أُشير إلى أن الأسلحة الصينية لعبت دورًا حاسمًا في تحقيق تفوق جوي لصالح باكستان.
باكستان تطور ترسانتها الدفاعية بالتعاون مع الصين
كانت باكستان قد بدأت تطوير ترسانتها الدفاعات الجوية بالتعاون مع الصين بشراء أنظمة HQ-16 متوسطة المدى في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تبعها حصولها في عام 2021 على نظام HQ-9P بعيد المدى.
دخل HQ-9 الخدمة في أكتوبر 2021، وأثار وقتها تساؤلات بشأن دوره في دعم العمليات الجوية ضد الهند، خاصة أن قدراته الاستشعارية قد توفر إنذارًا مبكرًا حاسمًا وبيانات استهداف دقيقة.
HQ-19 .. الجيل الأحدث من مظلة الدفاع الباكستانية
يمثل نظام HQ-19 تطورًا كبيرًا في البنية الدفاعية الباكستانية، إذ يتمتع بقدرات متقدمة في التصدي للصواريخ الباليستية متوسطة وبعيدة المدى خارج الغلاف الجوي، على غرار نظام THAAD الأمريكي.
وتُجري باكستان محادثات متقدمة مع الصين لاقتناء أنظمة الإنذار المبكر المحمولة جوًا KJ-500، ما يفتح المجال لدمج HQ-19 ضمن شبكة دفاعية متكاملة تشمل الاستشعار الأرضي والجوي.

دفاع إستراتيجي متعدد الطبقات
يُعتقد أن HQ-19 يستخدم مركبات قاتلة ذات توجيه دفع عالي الدقة لاعتراض التهديدات في منتصف مسارها، ويتمتع بمدى اشتباك يزيد عن 1000 كيلومتر، ما يمكنه من حماية مساحات واسعة داخل الأراضي الباكستانية.
كما يُقال إن النظام يستطيع التعامل مع الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض، ما يوسع نطاق مهامه الاستراتيجية.
كيف سترد الهند على الصفقة؟
قد يؤدي إدخال HQ-19 إلى تغيير كبير في موازين القوى جنوب آسيا، لا سيما في ظل الترسانة النووية الهندية.
وقد تدفع هذه الخطوة الهند إلى الرد عبر تقليل اعتمادها على الصواريخ الباليستية، أو تطوير نماذج ذات قدرات مراوغة متقدمة، أو حتى التوجه لشراء منظومات متطورة مثل S-500 الروسية لتعزيز مظلتها الدفاعية.
نقطة تحول في الدفاعات الباكستانية
يمثل عرض الصين لنظام HQ-19 نقطة تحول نوعية في مسار تطور الدفاعات الباكستانية، حيث ينقل قدرات إسلام آباد من مجرد صد الهجمات الجوية إلى إمكانية اعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي، ما يُدخلها فعليًا في نادي الدول المالكة لأنظمة الدفاع الصاروخي الاستراتيجي.
التكامل المحتمل مع رادارات KJ-500 سيمنح باكستان قدرة متقدمة على الرصد والإنذار المبكر، وهو ما يربك حسابات الهند في حال نشوب أي صراع نووي أو تقليدي.
كما أن المدى الكبير للنظام سيتيح له حماية منشآت حساسة أو عسكرية في عمق الأراضي الباكستانية، وقد يُستخدم كأداة ردع نفسي وسياسي قبل أن يكون دفاعيًا عمليًا.
وإدخال هذا النظام سيجبر الهند على إعادة النظر في تركيبة عقيدتها النووية وربما يعجّل بموجة تسلح تقني مضاد، مما ينذر بتسارع جديد في سباق التسلح الإقليمي.
اقرأ أيضاً.. دولة عربية تتسلم مروحيات “كاراكال” الفرنسية.. دعم نوعي لقدرات طيران الجيش