الصين تكشف عن مدفعها الجديد SH16.. مدى يصل لـ100 كم ويدخل الخدمة قبل 2027
ظهرت أولى الصور المؤكدة لمدفع الصين الجديد ذاتي الحركة من طراز SH16 عيار 155 ملم، وهو يخضع لاختبارات ميدانية تمهيدًا لدخوله الخدمة رسميًا قبل عام 2027، وسط توقعات بأن يتم الكشف عنه خلال العرض العسكري الكبير الذي تنظمه قوات التحرير الشعبي في الثالث من سبتمبر 2025.
مدفع الصين الجديد SH16 بمواصفات قياسية
ويُعَد هذا النظام المدفعي من الجيل الجديد قفزة تكنولوجية في عالم المدفعية الثقيلة، إذ يتميز ببرج قتالي غير مأهول يعمل بشكل آلي بالكامل، ويقلل من الحاجة البشرية إلى مجرد عنصرين فقط: السائق والقائد/الرامي، ما يمنح وحدات المدفعية قدرة أكبر على الانتشار السريع والاستجابة الفورية.
المدفع الجديد يتمتع بنسبة أتمتة عالية ونظام قيادة وسيطرة متكامل، مع الحفاظ على وزن البرج دون 14 طناً لتعزيز الحركية والمناورة.
ويبلغ طول ماسورة المدفع 52 ضعفًا من عياره (155 ملم)، ما يتيح له مدى رماية فائقًا يصل لـ100 كم ودقة إصابة استثنائية، لتضع الصين نفسها في طليعة الابتكار في مجال المدفعية الثقيلة.
المدى والدقة وأنظمة التوجيه والتحكم
يبلغ المدى القياسي للمدفع SH16 حوالي 40 كيلومترًا باستخدام القذائف التقليدية ذات الدفع الذاتي (Base Bleed) .. وعند استخدام قذائف موجهة بعيدة المدى مثل WS-35، فمن المتوقع أن يصل المدى إلى 70–100 كيلومتر، وهو رقم استثنائي بالنسبة لمدفعية 155 ملم، ويعتمد ذلك على نوع الذخيرة وحمولة الدفع.
وهذا يضع SH16 في نفس نطاق المدافع الغربية الأكثر تقدمًا مثل الألماني PzH 2000 (حتى 67 كم بالذخائر المتقدمة) أو الأمريكي ERCA.
يُتوقع أن يتم دمج نظام SH16 مع ذخائر ذكية موجهة مثل قذائف GP155 أو WS-35، وهي قذائف صينية تعتمد على التوجيه بالـ GPS/BeiDou (نظام الملاحة الصيني) بالإضافة إلى التوجيه بالقصور الذاتي (INS).
وهذه القذائف تسمح بتحقيق دقة تصل إلى 5 أمتار أو أقل عند ضرب الأهداف الثابتة، وتُعد قادرة على إصابة أهداف نقطية مثل مرابض المدفعية والملاجئ المحصنة .. فبعض التقديرات تشير إلى أن SH16 سيدعم إطلاق قذائف موجهة بالليزر أو الليدار لضرب أهداف متحركة بدقة عالية.
نظام التوجيه والتحكم .. الأكثر كفاءة
يحتوي البرج غير المأهول في SH16 على نظام متكامل للتحكم النيراني، يتضمن حاسب باليستي رقمي لتحديد زاوية الإطلاق والزمن المناسب بناءً على المعطيات البيئية، وأنظمة ملاحة وتوجيه داخلية (INS) مدعومة بنظام الملاحة الصيني BeiDou .
وكاميرات حرارية وبصرية للاستهداف والمراقبة، وارتباط شبكي بالوحدات الأمامية والطائرات بدون طيار لتحديد الأهداف وتحديثها لحظيًا.
كل هذه الأنظمة تتيح للمدفع تنفيذ عمليات “إطلاق-وانتقال” (Shoot & Scoot) خلال أقل من دقيقة، ما يُصعّب استهدافه من قبل المدفعية المعادية أو الطائرات.
النظام مصمم ليعمل ضمن شبكة قتالية رقمية متكاملة، بحيث يمكنه تلقي أوامر الاستهداف من مصادر خارجية كالطائرات المسيّرة، أو من وحدات الاستطلاع الأرضي.
تفوق مدفعي متجدد SH16 لتعزيز هيمنة الجيش الصيني
دخل المدفع الصيني PLZ-05 الخدمة عام 2008، وتميّز حينها بكونه أحد أكثر أنظمة المدفعية تقدمًا عالميًا، حيث اعتمد على نظام تلقيم شبه آلي يمكّنه من إطلاق أربع قذائف في غضون 15 ثانية، مع معدل نيران مستمر يتراوح بين 8 إلى 10 قذائف في الدقيقة.
كما يمتاز PLZ-05 بقدرته على إطلاق ذخائر WS-35 بعيدة المدى لإصابة أهداف على مسافة تصل إلى 100 كيلومتر.
رغم استمرار PLZ-05 كأحد أحدث أنظمة المدفعية عالمياً، فإن النظام الجديد SH16 يطمح إلى نقل المدفعية الصينية إلى مستوى غير مسبوق، بفضل تطوراته في مجال الأتمتة، والأنظمة الذكية للتحكم، والقدرة على إعادة التموضع والاشتباك بسرعة عالية.
كيف يعيد SH16 تشكيل موازين القوى المدفعية عالميًا؟
في حين أن أنظار المراقبين تتركز غالبًا على تطور الأسطول البحري والقوة الجوية الصينية، فإن هذا التقدم في مجال المدفعية الأرضية يكشف عن استراتيجية صينية شاملة لتحديث كامل أفرع القوات المسلحة.
ويبدو أن SH16 ليس مجرد تحديث تقني، بل يمثل تحوّلًا عقائدياً نحو اعتماد أنظمة أكثر ذكاءً وأقل اعتمادًا على العنصر البشري، ما يمنح الجيش قدرة أكبر على خوض معارك سريعة، دقيقة، وأقل عرضة للخسائر البشرية.
ففي وقت لا تزال فيه معظم الجيوش العالمية تعتمد على تصميمات مدفعية تعود إلى حقبة الحرب الباردة، تسير الصين بخطى متسارعة لتثبيت تفوقها التقني والتكتيكي، خصوصًا مع غياب منافسين عالميين قادرين على مجاراة وتيرة التطوير الصينية في هذا المجال.
اقرأ أيضاً.. صفقة بـ367 مليون دولار| دولة عربية تبدأ تشغيل بيرقدار التركية.. إمكانيات مذهلة هجومية واستخباراتية