“العين الإلكترونية” للطيران الإسرائيلي.. ضابط يكشف عن دور F-35 في المعركة مع إيران

كشف ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي – تحت اسم مستعار هو المقدم “آي.” – عن الدور الحيوي الذي لعبته مقاتلات F-35I “أدير” خلال الهجوم الجوي الأخير على إيران، والذي استمر من 13 إلى 24 يونيو.
الضابط، الذي خدم كضابط منظومات تسليح على متن مقاتلة F-16I ذات المقعدين، أوضح أن الطائرات الشبحية المتقدمة كانت بمثابة “العين الاستخباراتية” للوحدات القتالية التقليدية، وعلى رأسها مقاتلات الجيل الرابع. في أول تصريح من نوعه.
ضابط بسلاح الجو في إسرائيل يكشف مهام المقاتلة F-35 في معارك إيران
وقال المقدم “آي”: كانت معظم مهام الـF-35 استخباراتية .. حصلنا منها على معلومات لم تكن متاحة لمقاتلات مثل F-16I، خصوصًا ما يتعلق بتحديد أنواع الصواريخ التي تواجهنا أثناء التحليق.
كانت تنقل لنا تحذيرات مثل: انتبه، هناك صاروخ من النوع الفلاني بانتظارك. هذه المعلومات سمحت لنا بتنفيذ ضربات أكثر دقة وفعالية”.
وأضاف: “نُرسل الـF-35 أولًا لرصد الوضع وتقييم التهديدات، ثم توزع البيانات على باقي التشكيلات الجوية، لننفذ المهام القتالية بناءً على هذه المعطيات الدقيقة”.
F-35 .. “مضاعف قوة”
شكّلت الدفاعات الجوية الإيرانية المتطورة تحديًا حقيقيًا لسلاح الجو الإسرائيلي، حيث نشرت طهران شبكة واسعة من أنظمة الدفاع الجوي الحديثة.
وهنا برزت قدرات الـF-35 الاستخباراتية والإلكترونية، إذ تمكنت من اختراق أجواء إيران ورصد منظومات الدفاع بدقة، ما مكّن الطائرات الأخرى من التسلل وتنفيذ الضربات من دون الوقوع في مصائد الصواريخ الأرض-جو.
وعلى الرغم من أن طهران زعمت إسقاط أربع مقاتلات F-35 خلال النزاع، فإن محللين يرون أن هذا الرقم – إن صح – يظل منخفضًا نسبيًا، خصوصًا بالنظر إلى مدى توغل الطائرات في العمق الإيراني وطول أمد العمليات.
وتكمن أهمية F-35 في كونها ليست مجرد مقاتلة هجومية، بل منصة قيادة إلكترونية طائرة، تعزز الوعي الميداني للتشكيلات الجوية من الجيل الرابع مثل F-16، ما يجعلها مضاعفًا حقيقيًا للقوة في مواجهة دفاعات كثيفة.
الخصوصية الإسرائيلية في مقاتلات F-35I
رغم أن مقاتلات F-35 تُباع لعدة دول حليفة للولايات المتحدة، فإن النسخة الإسرائيلية (F-35I) تتمتع بخصوصية لافتة، حيث أُضيفت إليها أنظمة إلكترونية وأفيونكس محلية من تطوير الصناعات الجوية الإسرائيلية، دون المساس بالأنظمة الأساسية للطائرة.
وقد شبّه مدير قسم “لاهف” في الصناعات الجوية الإسرائيلية، بيني كوهين، هذا التطوير بـ”تطبيق يُضاف على هاتف آيفون”، وقال: “هذا التعديل يمنح سلاح الجو الإسرائيلي استقلالية مرنة عن الشركة المصنعة، ويفتح المجال لدمج قدرات متقدمة مستقبلًا دون الحاجة لتغيير بنية الطائرة”.
وبحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن البلاد طلبت 75 طائرة F-35I، ما يعكس رهانها الكبير على هذه المنظومة كمفتاح للتفوق الجوي المستقبلي.
رد إيراني محتمل عبر الصين؟
مع فشل الدفاعات الإيرانية في التصدي الكامل للهجوم، تحدثت تقارير – لم تؤكد رسميًا – عن توجه طهران لطلب أنظمة دفاع جوي جديدة بشكل عاجل من الصين، في محاولة لسد الثغرات التي كشفها الهجوم الإسرائيلي، خصوصًا أمام الطائرات الشبحية.
اقرأ أيضاً.. صفقة دفاع جوي أمريكية لمصر بـ4.67 مليار دولار تعزز العلاقات مع واشنطن وتقلق إسرائيل