الفوضى تعصف بنظام المساعدات الجديد بغزة.. وسط اتهامات وجوع متزايد

شهد نظام المساعدات الجديد بغزة، الذي تعرض لانتقادات واسعة، حالة من الفوضى متجددة يوم الاثنين، مع تبادل الاتهامات والنفي بين مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من إسرائيل وسلطات حماس التي تسيطر على القطاع.
وفقا لتقرير نيويورك تايمز، تأتي هذه الفوضى المتزايدة في مراكز التوزيع وسط تحذيرات عاجلة من الوكالات الدولية من أن المدنيين في غزة لا يزالون يعانون من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطرًا متزايدًا لسوء التغذية.
ادعاءات وادعاءات مضادة: اتهامات ضد حماس
ادعت مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة أُنشئت حديثًا لتجاوز نظام التوزيع التقليدي الذي تقوده الأمم المتحدة، خلال عطلة نهاية الأسبوع أن موظفيها تلقوا تهديدات من حماس.
ويُزعم أن الجماعة المسلحة، التي دبرت هجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل وتحكم غزة، وجهت تهديدات ضد موظفي المؤسسة الذين يتعاملون مع الإمدادات الغذائية.
ومع ذلك، نفت حماس بشدة يوم الاثنين هذه الادعاءات، متهمة المؤسسة نفسها بنشر “أكاذيب مُعلبة” والافتقار إلى الحياد. في بيانٍ شديد اللهجة، وصفت حماس منظمة الإغاثة بأنها “واجهة دعائية لجيش الاحتلال الإسرائيلي”، مما زاد من حدة الحرب الكلامية بين الجانبين.
توزيع المساعدات تحت النار: عنف وانهيار منهجي
شهد توزيع الإغاثة عنفًا مميتًا. منذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية عملها في نهاية مايو، أسفرت عمليات إطلاق النار بالقرب من مراكز الإغاثة التابعة لها عن مقتل ما يقرب من 50 شخصًا وإصابة ما يقرب من 300 آخرين، وفقًا لمسؤولي الصحة في غزة.
أقرّ الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار بالقرب من الحشود، مدعيًا أنه استهدف من غادروا “طرق الوصول المحددة” ولم يلتزموا بالتحذيرات.
يُضيف استمرار سفك الدماء مستوى آخر من المعاناة لسكان غزة، الذين نزح جميعهم تقريبًا مرة واحدة على الأقل وسط تدمير الأحياء الحضرية والصراع المستمر.
أدى الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أشهر – والذي لم يُرفع إلا في منتصف مايو بعد ما يقرب من 80 يومًا – إلى قطع إمدادات الغذاء والوقود والسلع الحيوية، مما دفع سكان غزة إلى حافة المجاعة، وفقًا لمنظمات الإغاثة وبعض المصادر العسكرية الإسرائيلية.
نظام المساعدات الجديد بغزة في أزمة
أُنشئ نظام المساعدات الحالي بعد أن اتهم مسؤولون إسرائيليون حماس بتحويل مسار الإمدادات الإنسانية في إطار العملية السابقة التي أدارتها الأمم المتحدة. ومع ذلك، تُصرّ الأمم المتحدة على عدم وجود دليل على قيام حماس بتحويل مسارها بشكل منهجي.
ردًا على ذلك، وافقت إسرائيل على السماح بدخول مساعدات محدودة إلى غزة، حيث يُمرّر معظمها الآن عبر المؤسسة في أربعة مواقع تُديرها شركات أمن أمريكية خاصة، ويتم تنسيقها بشكل وثيق مع الجيش الإسرائيلي.
قاطعت منظمات دولية كبرى، بما فيها الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية رئيسية، النظام الجديد، متهمةً إسرائيل بتسليح المساعدات كجزء من استراتيجيتها العسكرية. يوم السبت، علّقت المؤسسة عملياتها، مُشيرةً إلى تهديدات من حماس. سارعت حماس إلى رفض هذه الادعاءات، مما أدى إلى تصعيد الخلاف وتعميق الشكوك حول نزاهة وسلامة توزيع المساعدات.
أقرا أيضا.. المقاتلون الأجانب في سوريا.. من حلفاء متمردين إلى منبوذين بالجيش الجديد
فوضى ميدانية وإحباط شعبي
أصبحت الفوضى اللوجستية جليةً بشكل خاص يوم الاثنين. بعد إعلانٍ وجيزٍ على مواقع التواصل الاجتماعي عن افتتاح مركز إغاثة، أغلقته المؤسسة في غضون 20 دقيقة، مما أثار موجةً من الغضب والارتباك على الإنترنت.
كما أُغلق مركزٌ آخر بسبب “فوضى الحشود المحيطة”، والتي قالت المؤسسة إنها جعلت التوزيع الآمن مستحيلاً. وعمدت المؤسسة لاحقاً إلى تعطيل التعليقات على منشوراتها مع تزايد الإحباط العام.
خطر المجاعة المتزايد: تحذيرات دولية
على الرغم من الاستئناف الجزئي للمساعدات، لا يزال الوصول إلى الإغاثة محدوداً للغاية، لا سيما لسكان شمال غزة المدمر. وتُحذر منظمات الإغاثة الدولية من أن الأزمة الإنسانية لا تزال حادة.
وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، لا يتلقى المواطن الغزي حالياً سوى حوالي ثلثي احتياجاته اليومية من السعرات الحرارية – وهو مستوى قد يؤدي إلى عواقب صحية كارثية في حال استمراره. كما حذّرت الوكالة من أن استمرار عرقلة المساعدات قد يُشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي.