لأول مرة.. القطاع الخاص يقتحم مجالات التصنيع العسكري في مصر
بدأت شركات القطاع الخاص المصرية اقتحام مجالات التصنيع العسكري في مصر مؤخرًا في سابقة تُعد الأولى من نوعها، وتعددت هذه الشركات بين تلك المنتجة للطائرات المسيرة والأنظمة الغير مأهولة والذخائر الجوية الذكية وأخرى تعمل بمجال إنتاج المركبات المدرعة بمختلف أنواعها.
ومن شأن هذه الخطوات أن تدعم جهود تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد وتقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج، ما يعكس تحولًا استراتيجيًا نحو زيادة الاستقلالية في القدرات العسكرية. كما تساهم هذه الشركات في خلق فرص عمل جديدة، وتنمية صناعة الدفاع المحلية، وفتح أسواق جديدة للتصدير، خاصة مع الطلب المتزايد على المنتجات العسكرية عالية التقنية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
ريس المصرية تصنع المسيرات والذخائر الذكية وأنظمة التهديف والرصد
ويأتي في مقدمة هذه الشركات الواعدة، شركة RES المصرية، والتي تعرف بإسم Robotics Engineering System، والعاملة بمجال تصنيع الطائرات المسيرة والذخائر الجوية الذكية وغيرها من أنظمة التسليح المتطوؤة، حيث نجحت الشركة مؤخراً في تصميم وتطوير وتصنيع 3 طرازات من الطائرات بدون طيار من فئة المسيرات متوسطة الارتفاع طويلة البقائية.
ومن بين الطائرات المسيرة التي نجحت الشركة في تطويرها وتصنيعها محلياً، الطائرة بدون طيار من طراز 30 يونيو، والطائرة بدون طيار “أحمس” و”6 أكتوبر”، وجميع هذه الطائرات تتميز بالقدرة العالية على أداء مختلف المهام العسكرية، ومن بينها مهام الإستطلاع والمراقبة وجمع المعلومات والمهام الهجومية والقتالية، بخلاف الطائرات المسيرة الهدفية من عائلة “طابا” والتي تستخدم لتدريب أطقم الدفاع الجوي.
كما كشفت الشركة ذاتها مؤخراً عن عدد من الذخائر الذكية والقنابل الانزلاقية التي تم تصنيعها محلياً، وفي مقدمتها القنبلة الإنزلاقية المزودة بحزم التوجيه الذكية المحلية GWD-6، والصواريخ المجنحة ذات الحجم الصغير المزودة برؤوس حربية من الذخائر من أعيرة 122 و 155 ملم، والتي تتجهز بحزم التوجيه الذكية، هذا بالإضافة إلى الصواريخ المجنحة ذات المدى الطويل والذي يصل إلى أكثر من 80 كيلومتر، وتشمل رأس حربي من ذخائر عيار 155 ملم وتتزود بحزم التوجيه الذكية.
ونجحت شركة RES المصرية أيضاً في تصميم وتطوير وتصنيع منظومة رصد كهروبصري وتهديف للطائرات المسيرة، تتميز بتزويدها بمجموعة من العدسات وأنظمة الرؤية الليلية والنهارية طويلة المدى والمستشعرات عالية الدقة IR/EO بما يمكنها من رصد الأهداف المختلفة نهاراً وليلا ومن المسافات البعيدة.
مارثون يونايتد تكنولوجي تتألق في تصنيع المدرعات
وفي إطار حرص الدولة المصرية على جذب الكفاءات المصرية بالخارج، دعمت مصر إنتقال رجل الأعمال المصري الأمريكي الدكتور ميشيل إف نايت وشركته من جنوب إفريقيا إلى مصر، ليؤسس شركة جديدة في عام 2017 بمصر تحمل إسم “ماراثون يونايتد انترنشوال تكنولوجي”، حيث تخصصت في تصنيع المركبات المدرعة، ونجحت في تصميم وتطوير وتصنيع المركبة المدرعة ذات التصميم العصري المقاومة للألغام والكمائن من طراز ST-100 والمركبة المدرعة التكتيكية الخفيفة من طراز ST-500، كما تعمل الشركة على تطوير 3 طرازات جديدة من المدرعات حالياً.
إيجلز إنترناشونال.. صرح عملاق لتصنيع المدرعات
تأسست شركة “إيجلز انترناشونال” في عام 2009، حيث اقتصر مجال عملها على الإستشارات الأمنية، ثم توسعت بعد عام 2013 لتدخل مجال التصنيع العسكري، عن طريق صناعة المركبات المدرعة، حيث تمتلك الشركة حاليا 3 مصانع فى المنطقة الحرة بقناة السويس، أحدهما متخصص فى عمليات تدريع السيارات وعربات الدفع الرباعي والمركبات المدرعة، وآخر لإنتاج الزجاج المصفح، وأتوبيسات كبيرة ومتوسطة الحجم.
وتمتلك “إيجلز انترناشونال” القدرة على إنتاج أكثر من 180 سيارة مدرعة شهريا، حيث تقوم الشركة بتوريد منتجاتها للجهات الحكومية والقوات المسلحة والشرطة المدنية بالإضافة إلى التصدير لأكثر من 20 دولة أفريقية وأوروبية، حيث كشفت مؤخراً عن عدد من المركبات المدرعة منها “العربة المدرعة الخفيفة”بانثيرا” والمركبات المدرعة المقاومة للألغام والكمائن من طراز “بافلو’، والتي تم تصدير نسخ منها إلى دولة بوركينا فاسو.
أميستون المصرية.. منتجات متنوعة بمجالات التصنيع العسكري
تأسس شركة أميستون في عام 2018، كشركة مساهمة مصرية خاصة، حيث يمتلكها مستثمرون ومساهمون مصريون، وتعمل على تقديم منتجات مصرية محلية يتم تصنيعها بالتعاون والشراكة مع كبرى الشركات العالمية إلى جانب تقديم خدمات الاستشارات الأمنية والعسكرية.
وكشفت الشركة مؤخراً عن مجموعة متنوعة من المنتجات بمجالات التصنيع العسكري المختلفة، بداية من المسيرات البحرية، ومنها القارب غير المأهول من طراز “هيدرا”، وصولاً إلى المسيرات الجوية لمهام الإستطلاع والهجوم والمسيرات الانتحارية، وكذا العربات ذات التدريع وتجهيز المركبات العسكرية، بالإضافة إلى بعض أنواع الذخائر.
أريجسا المصرية تصنع أجهزة الملاحة الجوية ومحاكيات الطيران
وتوسعت شركة أريجسا المصرية مؤخراً بمجالات صناعة الطيران، حيث نجحت في تصميم وتطوير وتصنيع عدد من الأنظمة الملاحية والجوية ومحاكيات الطيران، كما قامت الشركة بتطوير طائرات القوات الجوية المصرية المتقادمة من طراز “توكانو” من خلال دمج أنظمتها المتطورة على متنها، ووقعت مؤخراً مذكرة تفاهم مع سلاح الجو النيجيري لتصدير محاكيات طائرات مصرية الصنع.
وتعمل أريجسا المصرية على تطوير وتصنيع الأنظمة الملاحية ومحاكيات الطائرات، بالإضافة إلى دمج أنظمة الدفاع والهجوم والمنظومات الإلكترونية على أي منصة جوية سواء كانت بطيار أو بدون طيار، حيث تساهم حلول الطيران التي توفرها الشركة في تلبية أعلى الاحتياجات، بحسب الموقع الرسمي للشركة المصرية.
شراكات بين الدولة وكبرى شركات التصنيع العسكري العالمية
لم تقتصر الشركات الجديدة بمجال التصنيع العسكري على القطاع الخاص المحلي، لكنها امتدت لتشمل عقد شراكات مع كبرى الشركات العالمية سواء لإقامة أفرع لها بمصر أو تأسيس شركات جديدة بالشراكة مع جهات تابعة للدولة.
وقد نجحت مصر في اجتذاب “نافال جروب” الفرنسية لإقامة شركة تابعة لها في الإسكندرية تتخصص في صيانة السفن الحربية التي صممتها المجموعة الفرنسية والعاملة بالقوات البحرية المصرية بالإضافة لدعم أنشطة التصنيع المحلي للسفن، لتلحق بها بعد ذلك “تيسين كروب” الألمانية، ثم مجموعة “لورسن” الألمانية للصناعات البحرية، والتي أطلقت مؤخراً شراكة مع ترسانة الإسكندرية المصرية بهدف بناء أسطول من لنشات المرور الساحلي والصواريخ.
وفي يوليو الماضي، أعلنت وزارة الإنتاج الحربي المصرية عن عقد شراكة جديدة مع مجموعة تاليس الفرنسية العالمية لتأسيس شركة مشتركة تحمل إسم “تاليس آند بنها للصناعات الإلكترونية”، حيث ستقوم الشركة الجديدة خلال الفترة المقبلة بتوطين تصنيع أجهزة الاتصالات العسكرية والمعدات الإشارية وأنظمة الإتصال عبر الأقمار الصناعية، والتي سيتم إنتاجها محليا ولأول مرة.
كما جدد جهاز مشروعات الخدمة الوطنية مطلع العام الجاري شراكته مع مجموعة تاليس الفرنسية العالمية في الشركة العربية العالمية للبصريات، والتي يتملك الجهاز حصة 51% منها، بينما تمتلك الشركة الفرنسية نحو 49%، وتعمل الشركة بمجال إنتاج الأنظمة البصرية والإلكترونية العسكرية، ومنها نظارات وأجهزة الرؤية الليلية والحرارية والنهارية للأفراد والمعدات وأنظمة إدارة النيران ومنصات التحكم بالأسلحة من عن بعد.