اللاذقية تحترق ودمشق تستغيث… ماذا يحدث في الساحل السوري؟

تشهد محافظة اللاذقية على الساحل السوري، حرائق مستمرة منذ 4 أيام، حيث اشتعلت النيران في غابات المنطقة وامتدت بسرعة في الأراضي الزراعية والمناطق الجبلية الوعرة.
ووفق تقارير فإن الحرائق، التي ساعدت الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة على انتشارها، تسببت في نزوح عشرات العائلات، وألحقت أضرارًا جسيمة بممتلكاتهم، وسط عجز واضح في قدرات الإطفاء المحلية.
ويواجه الدفاع المدني السوري صعوبات بالغة في السيطرة على النيران، خاصة في ظل التضاريس الصعبة ووجود مخلفات حرب وألغام تعيق الوصول إلى بعض المناطق المنكوبة.
دمشق تطلب الدعم بعد حرائق اللاذقية
أمام اتساع رقعة الحرائق، وجّهت دمشق نداء استغاثة إقليمي، لتبدأ تركيا بإرسال مروحيات وطائرتين متخصصتين في إخماد الحرائق صباح السبت 5 يوليو، إلى جانب ثماني سيارات إطفاء وثلاث مركبات لنقل المياه، بحسب ما أعلنت وزارة الطوارئ السورية.
وبالرغم من أن أنقرة تكافح حرائق مشابهة في جنوبها، إلا أنها سارعت إلى تلبية النداء السوري، في خطوة لافتة للتنسيق الإنساني بين الجانبين.
كما دخلت اليوم الأحد 6 يوليو فرق الدفاع المدني الأردني إلى الأراضي السورية عبر معبر نصيب الحدودي، محملة بالمعدات الحديثة وآليات الإطفاء. وأكدت مديرية الأمن العام الأردني في بيان رسمي أن الفرق أُرسلت “لدعم عمليات الإطفاء التي تنفذها فرق الدفاع المدني السوري”.
وقد نشرت وكالة “سانا” الرسمية مقطع فيديو يظهر أكثر من 20 مركبة أردنية، معظمها سيارات إطفاء، وهي تتجه إلى مناطق الحرائق، في مشهد نادر لمشاركة إقليمية مباشرة في مواجهة كارثة بيئية داخل سوريا.
نداء أممي للمساعدة
في خضم الكارثة، شددت نائبة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي، على أهمية الاستجابة الدولية، قائلة عبر منصة “إكس”: “سوريا تحتاج إلى المزيد من الدعم الدولي لمواجهة كارثة الحرائق في الساحل السوري.”
كما أعلن المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا، آدم عبد المولى، أن فرق المنظمة بدأت بإجراء تقييمات عاجلة لتحديد حجم الكارثة والاحتياجات الإنسانية العاجلة، مؤكداً التزام الأمم المتحدة بتقديم الدعم المناسب للمجتمعات المتضررة.
حكومة دمشق تكشف حجم الخسائر
بدوره، أكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، اليوم الأحد، أن النتائج الأولية تشير إلى تضرر نحو 10 آلاف هكتار من الغابات، واصفاً ما حدث بـ”الكارثة البيئية الحقيقية”، مضيفاً أن الأولوية منذ بداية الحريق كانت لحماية الأرواح، وقد تم تفادي تسجيل أي حالة وفاة بين المدنيين، في حين اقتصرت الإصابات على حالات خفيفة، من بينها ثمانية من عناصر الدفاع المدني، معظمها نتيجة لاختناق، بحسب الوكالة السورية للأنباء (سانا).
ولفت الوزير إلى أن السيطرة على النيران باتت وشيكة، في حال استقرت الأحوال الجوية ولم تشتد سرعة الرياح خلال الساعات المقبلة، مؤكداً استمرار مراقبة البؤر النشطة حتى بعد إخمادها، منعاً لتجددها.
تغيّر المناخ يعمّق المأساة السورية
تُعد حرائق اللاذقية الحالية امتدادًا لسلسلة من الكوارث الطبيعية التي ضربت سوريا خلال السنوات الأخيرة، نتيجة التغيرات المناخية، وتراجع معدلات الهطول المطري، وارتفاع درجات الحرارة.
هذه العوامل، إلى جانب ضعف البنية التحتية البيئية، جعلت الغابات السورية عرضة للاشتعال بسهولة، دون وجود موارد محلية كافية للسيطرة السريعة.
ويرى مراقبون أن استمرار الحرائق سيؤدي إلى فقدان غطاء نباتي حيوي، وتفاقم الأزمات البيئية والزراعية، ما ينعكس سلبًا على الأمن الغذائي والاستقرار السكاني في مناطق الريف الساحلي.
اقرا أيضاالعراق على حافة الجفاف.. هل تفجّر سياسات تركيا المائية ثورة العطش في بغداد؟