المركزي الأوروبي يحذر من تداعيات نشوب حرب تجارية مع واشنطن

حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، من العواقب الوخيمة لنشوب حرب تجارية عالمية، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستكون أكثر المتضررين في حال تفاقم التوترات التجارية العالمية.

وفي تصريحات بثتها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، شددت لاجارد على أن أي تصعيد في التوترات التجارية قد يؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار عالميًا، لكن التأثير الأكبر سيكون على الاقتصاد الأميركي نظرًا لاعتماده الكبير على التجارة الخارجية.

البنك المركزي الأوروبي يؤكد تصاعد التوترات بين الجانبين

تأتي هذه التحذيرات في ظل تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وبعض الدول، حيث فرضت واشنطن رسومًا جمركية جديدة على عدد من الشركاء التجاريين، وهددت بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية، مما دفع هذه الدول إلى اتخاذ إجراءات مضادة لحماية اقتصاداتها.

وتعكس تصريحات لاجارد القلق المتزايد في الأوساط الاقتصادية الأوروبية بشأن تداعيات السياسات الحمائية الأميركية على النمو العالمي وسلاسل التوريد الدولية.

دور الأزمة في تعزيز الوحدة الأوروبية

على الرغم من المخاوف الاقتصادية، أشارت لاجارد إلى أن التوترات التجارية قد تحمل بعض الفوائد غير المباشرة لأوروبا، حيث يمكن أن تدفع دول الاتحاد الأوروبي نحو تعزيز وحدتها الاقتصادية والسياسية في مواجهة التحديات المشتركة.

وأوضحت أن المفوضية الأوروبية وأكبر اقتصاد في الاتحاد، ألمانيا، بدأتا بالفعل زيادة الإنفاق على الدفاع والبنية التحتية، وهي خطوة قد تعزز التكامل الأوروبي.

كما لفتت إلى أن هذه “الاستفاقة الجماعية” امتدت أيضًا إلى بريطانيا، التي رغم خروجها من الاتحاد الأوروبي، باتت تشارك في الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن الأوروبي في مواجهة التهديدات الاقتصادية والسياسية.

اقرأ أيضًا .. المركزي الأوروبي يخفض أسعار الفائدة إلى 2.5%

تأثير الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي

يشير خبراء اقتصاديون إلى أن نشوب حرب تجارية شاملة قد يؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي وارتفاع معدلات التضخم، وهو ما قد يدفع البنوك المركزية، بما في ذلك البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي الأميركي، إلى إعادة النظر في سياساتها النقدية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.

ووفقًا لمحللين، فإن تصاعد النزاع التجاري قد يؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات الاقتصادية العالمية، مع توجه العديد من الدول نحو تنويع شركائها التجاريين لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.

مع تزايد القلق بشأن تداعيات الحرب التجارية، يدعو المراقبون إلى تعزيز الحوار بين الدول الكبرى لإيجاد حلول وسط، وتجنب سياسات الحماية الاقتصادية التي قد تؤدي إلى ركود عالمي.

زر الذهاب إلى الأعلى