محادثات أمريكية – كونغولية.. شراكة المعادن الاستراتيجية مقابل الدعم العسكري

المعادن مقابل الدعم العسكري الأمريكي .. تجري الولايات المتحدة محادثات مع جمهورية الكونغو الديمقراطية بشأن اتفاق محتمل يتيح لها الوصول إلى المعادن الاستراتيجية في البلاد، وذلك ضمن مساعي واشنطن لتأمين مواردها الحيوية. تأتي هذه الخطوة في إطار توجه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتعزيز سلاسل الإمداد الأمريكية وتقليل الاعتماد على المنافسين الدوليين في تأمين المعادن الأساسية للصناعات المتقدمة.

مقترح كونغولي لاستغلال المعادن مقابل الدعم العسكري الأمريكي

طرحت الكونغو الديمقراطية، التي تمتلك احتياطات ضخمة من النحاس والكوبالت واليورانيوم، مقترحًا يمنح الولايات المتحدة حقوق استكشاف واستخراج المعادن. في المقابل، تسعى الحكومة الكونغولية للحصول على دعم عسكري لتعزيز قدراتها في مواجهة التهديدات الأمنية، خصوصًا في شرق البلاد، حيث تخوض القوات الحكومية معارك ضد متمردي “حركة 23 مارس”، المدعومين من رواندا، والذين يسيطرون على مناطق غنية بالمعادن، بما في ذلك مدينتا غوما وبوكافو.

المعادن مقابل الدعم العسكري الأمريكي للكونغو

العقبات والتحديات أمام الاتفاق

رغم تكثيف المحادثات مؤخرًا، لا تزال هناك تحديات تعيق التوصل إلى اتفاق نهائي بين الجانبين. فبحسب مصادر مطلعة، ما زالت المناقشات في مراحلها الأولى، وسط تباينات في وجهات النظر حول شروط الصفقة. ورغم ذلك، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة منفتحة على التعاون في قطاع التعدين بالكونغو الديمقراطية، بما يتماشى مع استراتيجياتها الاقتصادية والسياسية.

رهانات سياسية واقتصادية في مواجهة الصين

يأتي اهتمام واشنطن بتأمين المعادن الكونغولية في وقت تواجه فيه منافسة شرسة من الصين، التي تهيمن شركاتها على معظم عمليات التعدين في البلاد. ومنذ سنوات، تعمل بكين على توسيع نفوذها في قطاع المعادن الإفريقي عبر استثمارات ضخمة، ما دفع الولايات المتحدة إلى البحث عن بدائل استراتيجية.

موقف الكونغو الديمقراطية وردود الفعل الدولية

في رسالة رسمية إلى واشنطن، اقترح السيناتور الكونغولي بيير كاندا كالامباي منح الشركات الأمريكية حقوق استخراج المعادن، مقابل الحصول على دعم عسكري يساهم في تجهيز القوات المسلحة الكونغولية. كما دعت المتحدثة باسم الرئيس الكونغولي الولايات المتحدة إلى شراء المعادن مباشرة من الكونغو، بدلاً من استيرادها عبر رواندا، التي تتهمها كينشاسا بتهريب الثروات المعدنية الكونغولية.

التداعيات الأمنية والتوترات الإقليمية

يأتي هذا التطور في ظل تصاعد الصراع في شرق الكونغو، حيث تشير تقارير أممية إلى تدخل رواندي واسع لدعم المتمردين، وهو ما تنفيه كيغالي. وقد أدى هذا النزاع إلى تدخل جيوش من دول مجاورة مثل بوروندي وأوغندا، مما يثير المخاوف من اندلاع صراع إقليمي أوسع.

اقرأ أيضًا: إثيوبيا تطلق أول مصنع محلي الإنتاج الطائرات بدون طيار

رغم عدم توصل الجانبين إلى اتفاق نهائي، فإن المحادثات الجارية تعكس تحركات أمريكية لإعادة رسم خريطة النفوذ الاقتصادي والسياسي في إفريقيا. وفي حال نجاح هذه الصفقة، فقد تؤثر بشكل مباشر على توازن القوى في المنطقة، خاصة في ظل التنافس الأمريكي – الصيني على الموارد الاستراتيجية العالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى