المغرب يشيد أكبر ملعب كرة قدم في العالم استعدادٌا لأولمبياد 2030

في إنجاز وطني ضخم يعكس طموح المغرب الرياضي والاقتصادي، أعلنت السلطات المغربية عن فوز تحالف يضم شركتي بناء مغربيتين بعقد تشييد ملعب “الحسن الثاني” في منطقة المنصورية قرب الدار البيضاء، والذي يُرتقب أن يصبح أكبر ملعب كرة القدم في العالم بطاقة استيعابية تصل إلى 115 ألف متفرج.

صفقة تاريخية بقيمة 3.4 مليار درهم

ووفقا لـ “الشرق بلومبرج”، بحسب محضر التسليم الرسمي الذي تم توقيعه بمقر الوكالة الحكومية للتجهيزات العامة في العاصمة الرباط، تم ترسية عقد بناء الملعب على تحالف مغربي يضم شركتي SGTM وTGCC بقيمة إجمالية تبلغ 3.4 مليار درهم (ما يعادل نحو 373 مليون دولار).

وجاءت هذه الصفقة بعد إعلان المغرب عن طلب عروض دولي في 30 أبريل الماضي، شاركت فيه شركات محلية ودولية، ما يكرس ثقة الدولة بالكفاءات الوطنية في إنجاز مشاريع عملاقة.

تصميم عالمي بنكهة مغربية

وقد صُمم الملعب من قبل شركة بوبولوس الأمريكية المتخصصة في الهندسة المعمارية للملاعب، بالتعاون مع المعمارية الكورية لينا شاو والمهندس المغربي طارق أولعلو.

وقد تم استلهام شكل الملعب من التقاليد المغربية العريقة، تحديدا من التجمع الاجتماعي المعروف بـ”الموسم”، حيث يشبه التصميم خيمة عملاقة مغطاة، وسط مناظر طبيعية، تعبيرا عن الهوية الثقافية المغربية.

كما أن هذا المشروع هو ثمرة تعاون معماري دولي جمع بين الخبرات الغربية والروح المغربية، في تناغم فني وهندسي نادر.

أكبر ملعب كرة قدم في العالم
التصميم المقترح لملعب كرة قدم يقوم المغرب بتشييده

موقع استراتيجي ومواصفات دولية

وسيُبنى الملعب على مساحة 100 هكتار في منطقة المنصورية بإقليم بنسليمان، على بعد 38 كيلومترا شمال مدينة الدار البيضاء. ووفقا للاتحاد الملكي المغربي لكرة القدم (FRMF)، يُتوقع أن تنتهي أعمال البناء في ديسمبر 2027، بعد فترة تنفيذ تمتد إلى 30 شهرا.

وسيتم بناء الملعب وفق المعايير المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مع تجهيزات تتيح له استضافة نهائي كأس العالم 2030، الذي سيقام بشكل مشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال.

أكثر من مجرد ملعب.. مجمع رياضي متكامل

ولا يقتصر المشروع على الملعب فقط، بل سيكون جزءا من مجمع رياضي ضخم يضم مرافق متكاملة تشمل؛ ملاعب تدريب، فندق، مركز مؤتمرات، ملعب ألعاب قوى، قاعة رياضية، صالة لياقة بدنية، حمام سباحة، مركزان تجاريان، وأربعة مواقف سيارات.

وفي المستقبل، سيكون الملعب مقرا رئيسيا لناديي الوداد والرجاء البيضاويين، مما يعزز البنية التحتية الرياضية للأندية المحلية ويمنح الجماهير المغربية تجربة رياضية غير مسبوقة.

استثمار وطني بمواصفات عالمية

ويعد هذا المشروع جزء من برنامج وطني لتأهيل 6 ملاعب مغربية استعدادا لتنظيم كأس العالم 2030، بكلفة إجمالية تصل إلى 20.5 مليار درهم (حوالي 2.2 مليار دولار). وسيتم تجهيز ملاعب مدن الرباط، طنجة، أكادير، مراكش، فاس، والدار البيضاء لاستقبال مباريات البطولة، على ألا تقل سعة كل منها عن 50 ألف متفرج.

أكبر ملعب كرة قدم في العالم
أعمال البناء في ملعب مولاي عبد الله في الرباط، ضمن ال6 ملاعب

وبذلك، يرسخ المغرب مكانته كقوة رياضية صاعدة على مستوى العالم، مستفيدًا من البنية التحتية، والرؤية الملكية، والشراكات الإستراتيجية.

اقرأ أيضا.. القاتل الصامت ينتشر في الخفاء.. خطر مميت يهدد حياة مئات الآلاف في أمريكا

رسالة ثقة واعتزاز

ويرى عدد من المهندسين والمراقبين أن المشروع يعكس ثقة الدولة في الكفاءات المغربية، لا سيما بعد منح الصفقة لتحالف محلي.

ويشير البعض إلى أن تصميم الملعب يجسد رؤية فنية فريدة تمزج بين الحداثة والهوية الثقافية المغربية، ما يمنح المشروع طابعا غير مسبوق على مستوى الملاعب العالمية.

كما يرى خبراء في البنية التحتية الرياضية أن المغرب يتبنى استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى جعله مركزا رياضيا عالميا، ليس فقط لاستضافة البطولات، بل ولتطوير اقتصاد رياضي متكامل.

زر الذهاب إلى الأعلى