النفط يشتعل.. أسعار الوقود في الإمارات تقفز لأعلى مستوياتها منذ أشهر

أعلنت لجنة متابعة أسعار الوقود التابعة لوزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الإثنين، عن جدول أسعار الوقود لشهر يوليو 2025، والذي يشهد ارتفاعا جديدا في أسعار البنزين والديزل مقارنة بالشهر السابق، وسط تقلبات حادة في أسواق النفط العالمية، وقرارات استراتيجية من تحالف أوبك+.
أسعار جديدة للبنزين والديزل اعتبارا من 1 يوليو
ووفقا لوسائل الإعلام الإماراتية، فإن الأسعار الجديدة التي يبدأ تطبيقها اعتبارا من يوم الثلاثاء 1 يوليو وحتى نهاية الشهر، جاءت على النحو التالي:
بنزين سوبر 98: 2.70 درهم للتر (ارتفاع من 2.58 درهم)
بنزين خصوصي 95: 2.58 درهم للتر (ارتفاع من 2.47 درهم)
بنزين إي بلس 91: 2.51 درهم للتر (ارتفاع من 2.39 درهم)
وقود الديزل: 2.63 درهم للتر (ارتفاع من 2.45 درهم)
وتشمل الأسعار ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5%، وفقا لما أكدته شركات توزيع المشتقات النفطية في الدولة.
ارتفاع الأسعار: انعكاس مباشر لتحركات خام برنت
وجاءت هذه الزيادة بعد تحرك سعر برميل النفط عالميا باتجاه 80 دولارا للبرميل من خام برنت خلال الأسابيع الماضية، على خلفية تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، لا سيما بين إيران وإسرائيل، قبل أن يعاود الانخفاض نحو 67 دولارا.
كما كان لهذا التقلب السعري أثر مباشر على سياسة التسعير المحلية في الإمارات، التي تعتمد منذ أغسطس 2015 على آلية ربط الأسعار المحلية بمتوسط الأسعار العالمية، مع الأخذ بعين الاعتبار تكاليف التشغيل وهوامش الربح لشركات التوزيع.
تحالف أوبك+ يغيّر دفة السوق
وجاء القرار الإماراتي أيضا في سياق تحركات أوسع من تحالف أوبك+، الذي أعلن مؤخرا زيادة إنتاجه النفطي بمقدار 411 ألف برميل يوميا اعتبارا من يوليو المقبل، وهي الزيادة الرابعة على التوالي في سلسلة خطوات لإعادة الكميات المخفضة طوعا إلى السوق، بعد أشهر من سياسة تقييد الإنتاج، بحسب منصة “الطاقة” المتخصصة.
وكان التحالف قد بدأ هذه الزيادات التدريجية منذ أبريل الماضي، بإضافة 138 ألف برميل يوميا، ثم 411 ألفا في مايو، وكمية مماثلة في يونيو، في خطوة تعكس، حسب خبراء اقتصاديين، “توجها لاقتناص مؤشرات التعافي الاقتصادي العالمي وتحسين مستويات الطلب”.
لجنة تسعير الوقود تواصل النهج الديناميكي
ومنذ تحرير أسعار المشتقات النفطية قبل نحو عشر سنوات، تواصل لجنة متابعة أسعار الوقود بالإمارات اتباع سياسة تسعير شهرية مرنة، تتيح تفاعل السوق المحلي مع التقلبات العالمية، وتعزز الشفافية في القطاع، مع ضمان التوازن بين حماية المستهلك وتحقيق الاستدامة الاقتصادية لشركات التوزيع.
اقرأ أيضا.. بدقة 85 %.. علي بابا تطور نموذج ذكاء اصطناعي للكشف عن سرطان المعدة
ويعكس ارتفاع أسعار الوقود في يوليو تحديات جيوسياسية واقتصادية متشابكة، ويأتي في وقت لا تزال فيه أسواق النفط العالمية تحت ضغط من أزمات إقليمية واحتمالات ركود عالمي، إلى جانب التحولات في سياسات الطاقة عالميًا نحو مصادر أنظف.
وفي هذا السياق، يرى محللون في قطاع الطاقة أن “الاستقرار النسبي في أسعار برنت قد لا يدوم، في ظل استمرار الغموض السياسي والاقتصادي، ما يجعل سياسة التسعير الديناميكية أداة ضرورية لضبط الإيقاع المحلي”.