اليابان تراهن بـ1.5 مليار دولار على الخلايا الشمسية فائقة الرقة في تحدٍ للصين

القاهرة (خاص عن مصر)- تتخذ اليابان خطوة مهمة في قطاع الطاقة المتجددة من خلال استثمار 1.5 مليار دولار في تسويق الخلايا الشمسية فائقة الرقة المصنوعة من البيروفسكايت.
وفقا لتقرير فاينانشال تايمز، يهدف هذا الاستثمار إلى مواجهة هيمنة الصين في سوق الطاقة الشمسية العالمية والحد من اعتماد اليابان على الوقود الأحفوري.
يمكن تركيب هذه الخلايا الشمسية فائقة الرقة، التي هي أرق بمقدار 20 مرة من الألواح التقليدية، في الملاعب والمطارات والمباني المكتبية، مما يوفر حلاً للقيود الجغرافية في اليابان التي تحد من المزارع الشمسية واسعة النطاق.
دعم الحكومة وأهداف الطاقة
تدعم الحكومة اليابانية هذه المبادرة بقوة، حيث تقدم ما يصل إلى 157 مليار ين (مليار دولار) في شكل إعانات لشركة سيكيسوي الكيميائية، الشركة التي تقود مشروع غشاء البيروفسكايت الشمسي. وهذا بالإضافة إلى 60 مليار ين تم تخصيصها سابقًا للبحث والتطوير.
يهدف المسؤولون في طوكيو إلى توليد طاقة تعادل 20 محطة للطاقة النووية بحلول عام 2040، بهدف توفير ما يصل إلى 50% من احتياجات اليابان من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.
قال سادانوري إيتو، المسؤول الحكومي الذي يقود المشروع: “إن خلايا البيروفسكايت الشمسية هي ورقة رابحة حيوية لملاحقة إزالة الكربون والنمو الاقتصادي وأمن الطاقة في وقت واحد”.
اقرأ أيضًا: شركة أسفار السعودية تخدم 5 ملايين زائر.. خطط لاستقطاب 150 مليون سائح سنويا
تقليص الاعتماد على الصين
تهيمن الصين حاليًا على صناعة الطاقة الشمسية، حيث تنتج 85% من الخلايا الشمسية في العالم و79% من البولي سيليكون، وهي مادة أساسية في الألواح التقليدية. وعلى النقيض من ذلك، تستخدم خلايا البيروفسكايت اليود، الذي تعد اليابان وتشيلي من الموردين الرئيسيين له. ويعتقد المحللون أن هذا التحول قد يقلل من اعتماد اليابان على الصين ويعزز أمن الطاقة.
مع ذلك، من المتوقع أن تكون تكاليف الإنتاج المبكرة أعلى بثلاث مرات على الأقل من الألواح السيليكونية التقليدية، مما يحد من الطلب الأولي على المراكز الحضرية الكثيفة مثل طوكيو وتايبيه وسنغافورة.
آفاق الصناعة والتقدم التكنولوجي
وفقًا ليانا هريشكو، رئيسة أبحاث سلسلة توريد الطاقة الشمسية في وود ماكنزي، “خطط اليابان قابلة للتنفيذ، ولكن المكان الوحيد القادر على توسيع نطاق تكنولوجيا معينة وخفض التكلفة هو الصين”.
على الرغم من قدرات الإنتاج السريعة في الصين، تركز اليابان على الأفلام الشمسية فائقة الرقة والمرنة، في حين تعمل الشركات المصنعة الصينية على تطوير ألواح بيروفسكايت زجاجية أثقل وزنًا أو أنظمة هجينة من السيليكون والبيروفسكايت.
لقد نشرت شركة Sekisui Chemical بالفعل تقنيتها الشمسية في مواقع رئيسية، بما في ذلك محطات الحافلات في أوساكا ومحطة الرحلات البحرية في طوكيو. كما شكلت الشركة شركة تابعة، Sekisui Solar Film، حيث يمتلك بنك التنمية الياباني المملوك للدولة حصة بنسبة 14٪.
النظرة المستقبلية والتوسع العالمي
لقد تصدت شركة Sekisui لتحدي تقني كبير – مقاومة الرطوبة – من خلال تطوير راتنج مانع للتسرب متخصص. وتخطط الشركة لاستثمار 310 مليار ين (2 مليار دولار) في توسيع نطاق الإنتاج، مع تغطية نصف التكاليف من خلال إعانات حكومية. وتهدف إلى الوصول إلى 1 جيجاوات من الطاقة الإنتاجية بحلول عام 2030، مما يجعل تكاليف الألواح الشمسية المصنوعة من البيروفسكايت متماشية مع الألواح السيليكونية التقليدية.
ولتحقيق الجدوى التجارية، تعمل شركة سيكيسوي على زيادة عرض إنتاج فيلمها من 30 سم إلى متر واحد وضمان الالتصاق الموثوق به بمختلف الأسطح. وتتطلع الشركة أيضًا إلى فرص التصدير في الولايات المتحدة وأوروبا.
قال فوتوشي كاميواكي، رئيس شركة سيكيسوي سولار فيلم: “هذه هي الفرصة الأخيرة لمعالجة هيمنة الصين على سوق الطاقة الشمسية”.