اليابان تُطلق لأول مرة صاروخ “تايب 88” أرض–بحر .. رسالة ردع قوية في ظل التوترات مع الصين

أجرت قوات الدفاع الذاتي البرية اليابانية أول تجربة إطلاق حيّ لصاروخ “تايب 88” أرض–بحر (SSM-1) من داخل الأراضي اليابانية، في تطور يُعد سابقة على مستوى اليابان الدفاعي، وتحديدًا من ميدان “شيزوناي” للرماية في جزيرة هوكايدو شمال البلاد.
اليابان تختبر لأول مرة صاروخ “تايب 88” على أراضيها
وجرى الاختبار بمشاركة نحو 300 فرد من لواء المدفعية الأول، ونجح الصاروخ التدريبي في إصابة هدف بحري مُسيّر على بعد 40 كيلومترًا من الساحل، في ضربة مباشرة تعكس الكفاءة التشغيلية العالية لهذا النظام الدفاعي المصنع محليًا.
قدرات تقنية متقدمة ونقلة في الدفاع الساحلي
يعتمد صاروخ “تايب 88″، المثبّت على شاحنات 8×8، على تصميم يوفّر قابلية تنقل عالية عبر تضاريس اليابان المعقدة، بما يُتيح إعادة انتشاره بسرعة لحماية الجزر والمضائق.
ويجمع النظام بين معزز يعمل بالوقود الصلب ومحرك نفاث توربيني، ما يمنحه مدى يصل إلى 180 كيلومترًا، مع مسار تحليق منخفض ملاصق لسطح البحر لتفادي اكتشافه بالرادار.
يعتمد الصاروخ على نظام ملاحة بالقصور الذاتي خلال الطيران، ينتقل لاحقًا إلى باحث راداري نشط في المرحلة النهائية لتأمين الإصابة الدقيقة.
أهمية استراتيجية واختبار في توقيت حساس
لا تقتصر أهمية التجربة على الجانب التقني فقط، بل تعكس أيضًا تحولًا استراتيجيًا في العقيدة الدفاعية اليابانية؛ إذ إنها المرة الأولى التي يُختبر فيها هذا النظام من الأراضي اليابانية، ما يبرز إصرار طوكيو على التحقق من كفاءة أنظمتها داخل نطاقها السيادي.
وتأتي التجربة في ظل تصاعد التوترات مع الصين، التي تكثف دورياتها البحرية قرب جزر “سينكاكو”، إضافة إلى زيادة النشاط الروسي قرب بحر أوخوتسك، ما أثار قلقًا استراتيجيًا داخل الأوساط الدفاعية اليابانية.
دور حيوي في عقيدة منع الوصول والدفاع عن الجزر
يدخل نظام “تايب 88” ضمن عقيدة “منع الوصول/منع الدخول” (A2/AD)، وهي محور أساسي في استراتيجية اليابان لتأمين ممرات بحرية حيوية، عبر تعزيز نقاط الاختناق بمصادر نيران مرنة وسريعة.
كما يُعد أحد أعمدة خطة الدفاع عن “الجزر النائية”، حيث يتيح تنفيذ عمليات مشتركة مع القوات الجوية والبحرية لمواجهة أي تهديدات بحرية مفاجئة، بما يعزز الاستجابة التكتيكية لحماية المجال البحري.
تحديثات قادمة تعزز الفعالية والشبكية
تعمل طوكيو حاليًا على تطوير منصة “تايب 88” بإضافة مزايا متقدمة تشمل مقاومة أكبر للحرب الإلكترونية، والربط الشبكي مع أنظمة الاستطلاع والطائرات المسيرة، بما يواكب متطلبات الحروب الحديثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والتكامل المعلوماتي.
رسالة ردع إقليمية وسط سباق التسلح
اختبار الصاروخ على الأراضي اليابانية يُرسل رسالة قوية إلى خصومها الإقليميين، مفادها أن اليابان تملك الوسائل الكافية لحماية سيادتها، وقادرة على الرد السريع والفعّال في حال تهديد أمنها القومي.
في خضم تصاعد التنافس الاستراتيجي في المحيطين الهندي والهادئ، تؤكد طوكيو أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي، بل ستواصل بناء قدراتها الدفاعية محليًا لتأمين ردع مستقل ومتقدم تقنيًا.
اقرأ أيضًا: رغم العقوبات.. روسيا تستهدف إنتاج 1000 دبابة T-90M سنويًا بسبب أوكرانيا