انخفاض غير متوقع في الإنتاج الصناعي الأمريكي
القاهرة (خاص عن مصر)- واجه قطاع الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة انتكاسة أخرى غير متوقعة في نوفمبر، مع انخفاض الإنتاج للشهر الثالث على التوالي بسبب انخفاض إنتاج التعدين والمرافق.
وفقا لبلومبرج، يكشف أحدث تقرير صادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن انخفاض بنسبة 0.1% في الإنتاج عبر المصانع والمناجم والمرافق، وهو ما يقل عن توقعات خبراء الاقتصاد بزيادة بنسبة 0.3%.
يأتي هذا الانخفاض بعد انخفاض منقح بنسبة 0.4% في أكتوبر، مما يشير إلى التحديات المستمرة للقطاع الصناعي وسط ارتفاع تكاليف الاقتراض، وتباطؤ الطلب العالمي، والتأثير المستمر للدولار القوي.
نمو التصنيع الفاتر
في حين انكمش الإنتاج الصناعي الإجمالي، أظهر الناتج الصناعي – الذي يشكل ما يقرب من ثلاثة أرباع إجمالي النشاط الصناعي – نمواً متواضعاً، حيث ارتفع بنسبة 0.2% فقط في نوفمبر. وقد جاء هذا الارتفاع أقل من الزيادة المتوقعة بنسبة 0.5%، وجاء بعد انخفاض كبير بنسبة 0.7% في أكتوبر.
من الجدير بالذكر أن إنتاج معدات الطيران استمر في الانخفاض، حتى بعد حل إضراب عمال الماكينات في شركة بوينج. وعزا بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الضعف إلى انخفاض إنتاج أجزاء الطائرات، مما يؤكد التحديات المستمرة في هذا القطاع.
بالإضافة إلى ذلك، سلط التقرير الضوء على الانخفاضات في المعادن المصنعة والملابس ومعدات الكمبيوتر، مما يعكس صراعات أوسع نطاقا في قطاعات التصنيع الفرعية الرئيسية.
اقرأ أيضًا: المخابرات البريطانية تحبط مخطط لاستهداف البابا فرانسيس خلال زيارته للعراق
المرافق والتعدين يثقلان كاهل الناتج
جاء أكبر عامل ضغط على أرقام نوفمبر من المرافق، التي سجلت أكبر انخفاض لها في أربعة أشهر، والتعدين، الذي شهد أكبر انخفاض له منذ مايو. ويعكس هذا الانخفاض التقلبات في الطلب على الطاقة واختناقات الإنتاج التي تستمر في الضغط على المشهد الصناعي.
إنتاج السيارات نقطة مضيئة
وسط البيانات القاتمة، ظهرت شركات تصنيع السيارات كاستثناء ملحوظ. فقد زادت شركات صناعة السيارات من إنتاجها في نوفمبر لتلبية الطلب المتزايد، وخاصة بعد شهرين متتاليين من الانخفاضات.
يتماشى هذا الارتفاع في إنتاج السيارات مع البيانات السابقة التي أظهرت أن مبيعات التجزئة تعززت في نوفمبر، مدفوعة إلى حد كبير بارتفاع مشتريات المركبات.
ومع ذلك، باستثناء المركبات الآلية وقطع الغيار، كشف التقرير أن إنتاج المصانع انخفض للشهر الثالث على التوالي، مما يشير إلى ضعف مستمر في مجالات أخرى من التصنيع.
استخدام الطاقة عند أدنى مستوياته في عدة سنوات
كشفت بيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضًا عن انخفاض في استخدام الطاقة، وهو مقياس رئيسي للكفاءة الصناعية واستخدام الموارد. انخفض معدل الاستخدام الصناعي الإجمالي إلى 76.8٪، وهو أدنى مستوى منذ أبريل 2021. داخل التصنيع، ظل استخدام الطاقة دون تغيير إلى حد كبير عند 76٪، مما يسلط الضوء على ركود الإنتاجية وسط ضغوط اقتصادية أوسع.
التوقعات لا تزال حذرة
تتفاقم معاناة القطاع الصناعي بسبب العديد من التحديات المستمرة. أدت أسعار الفائدة المرتفعة إلى الحد من الاستثمارات الرأسمالية، في حين تستمر أسواق التصدير العالمية البطيئة والدولار الأمريكي القوي في تثبيط الطلب على السلع الأمريكية.
يشير خبراء الاقتصاد إلى أنه في حين تظهر بعض المجالات – مثل إنتاج السيارات – علامات التعافي، فإن الضعف المستمر في قطاعي التصنيع والطاقة يؤكد على الحاجة إلى التفاؤل الحذر في المستقبل.