انشقاق يضرب حكومة نتنياهو.. هل تتجه إسرائيل إلى انتخابات مبكرة؟

تواجه حكومة بنيامين نتنياهو تحدياً جديداً قد يهدد استمرارها، بعد إعلان حزب “يهودية التوراة المتحدة” انسحابه من الائتلاف الحاكم، بسبب الخلاف حول قانون التجنيد الإجباري للمتدينين اليهود.

وبحسب تقارير فإن خطوة الانسحاب فتحت الباب أمام سيناريو الانتخابات المبكرة، في وقت تتزايد فيه الضغوط السياسية والعسكرية على الحكومة.

ملف التجنيد يشعل الخلاف داخل حكومة نتنياهو

لطالما مثّل موضوع تجنيد “الحريديم” في الجيش الإسرائيلي نقطة خلاف داخل المجتمع والسياسة في إسرائيل. فالمتدينون الأرثوذكس يتمسكون بإعفائهم من الخدمة العسكرية، انطلاقاً من التزاماتهم الدينية، ورفضهم للاختلاط بين الجنسين داخل وحدات الجيش.

ومع تصاعد الأزمة الأمنية، عاد هذا الملف إلى الواجهة بقوة، خاصة بعد قرار المحكمة العليا في يوليو 2024، الذي ألغى الإعفاءات القديمة وفرض التجنيد الإجباري.

تراجع الأغلبية البرلمانية لـ حكومة نتنياهو

الانسحاب الذي أعلنه حزب “يهودية التوراة المتحدة”، الممثل بسبعة نواب في الكنيست، أفقد حكومة نتنياهو الأغلبية المريحة التي كانت تتمتع بها.

فبعد أن كانت الكتلة الحاكمة تسيطر على 68 مقعداً، تراجع العدد إلى 61 مقعداً فقط، ما يجعل الحكومة عرضة للسقوط في حال غياب أي دعم إضافي.

تحركات في صفوف المعارضة لإسقاط حكومة نتنياهو

في المقابل، بدأت قوى المعارضة الإسرائيلية تتحرك لاستغلال الموقف، حيث تُعد العدة لطرح مشروع قانون لحل الكنيست خلال الأسبوع المقبل.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب “الليكود” بزعامة نتنياهو قد يفقد موقعه المتقدم في حال جرت الانتخابات في وقت قريب، وسط تراجع شعبيته بعد الحرب وتدهور الأوضاع الاقتصادية.

أزمة داخل حكومة نتنياهو

الشرخ الذي أحدثه انسحاب الحزب المتدين يعبّر عن أزمة أعمق داخل بنية الائتلاف الحاكم، الذي يضم أطيافاً متناقضة بين قوميين ومتدينين ومتطرفين.

ويتهم خصوم نتنياهو حكومته بالخضوع لابتزاز الأحزاب الدينية، والعجز عن تمرير قوانين مفصلية بسبب التوازنات الهشة داخل الائتلاف.

انقسام اجتماعي متزايد

لا تقتصر تداعيات الأزمة على الساحة السياسية فقط، بل تمتد إلى المجتمع الإسرائيلي نفسه، حيث تتصاعد حدة الاستقطاب بين العلمانيين الذين يطالبون بالمساواة في أداء الخدمة العسكرية، والمتدينين الذين يصرون على إعفائهم باعتبارهم “خدام التوراة”.

هذا الانقسام مرشح للتوسع، خاصة في ظل تزايد الأصوات المطالبة بإعادة النظر في منظومة الامتيازات الممنوحة لبعض الفئات.

خيارات محدودة أمام نتنياهو

أمام هذه المستجدات، تبدو خيارات نتنياهو محدودة. فإما أن ينجح في استقطاب دعم إضافي يُعيد لحكومته الأغلبية المفقودة، أو أن يواجه سيناريو الانتخابات المبكرة، الذي قد يُنهي مسيرته السياسية الممتدة منذ عقود. خيار تشكيل حكومة وحدة وطنية يظل مطروحاً، لكنه يصطدم بتعقيدات داخلية وصراعات على الزعامة.

لحظة حاسمة في تاريخ الحكومة اليمينية

وفق مراقبون بات واضحاً أن حكومة نتنياهو تقف على حافة الانهيار، في وقت لا تزال فيه إسرائيل منغمسة في واحدة من أطول الحروب وأكثرها تكلفة في غزة.

ومع اقتراب موعد التصويت على حل الكنيست، تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت هذه الأزمة ستكون بداية لانقلاب سياسي يعيد تشكيل المشهد الإسرائيلي من جديد.

اقرأ أيضا.. غزة تحاصر نتنياهو.. كيف فضحت الحرب صورة إسرائيل حول العالم ؟

زر الذهاب إلى الأعلى