حكومة إسرائيل على صفيح ساخن.. هل تجهض صراعات حلفاء نتنياهو هدنة غزة؟

شهد مجلس الوزراء السياسي والأمني في إسرائيل، مساء السبت الموافق 4 يوليو 2025، واحدة من أكثر جلساته توترًا منذ بداية الحرب في غزة، بعدما تحوَّلت النقاشات حول المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار إلى مواجهة حادة بين الوزراء وقادة الجيش، فيما برز رفض مشترك من كل من تل أبيب وحركة “حماس” لبعض بنود المبادرة، وسط استمرار المساعي الدولية لتجنب انهيار المفاوضات.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن جلسة “الكابينت” التي استمرت خمس ساعات، شهدت نقاشات ساخنة وصلت حد الصراخ بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ورئيس الأركان إيال زامير، وهو ما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى طرق الطاولة والانفعال مطالباً بتحويل النقاش إلى مسار “أكثر مسؤولية”.

وبحسب القناة 14 فإنَّ الجدل تمحور حول وتيرة تنفيذ خطة المساعدات الإنسانية، إذ صوَّت المجلس بالموافقة على إنشاء مناطق لتوزيع المساعدات تفصل بين المدنيين ومقاتلي “حماس”، في حين اعترض بن غفير وسموتريتش على إدخال الشاحنات إلى شمال غزة.

تل أبيب ترفض تعديلات “حماس”

على الرغم من أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن رسمياً رفض التعديلات التي قدمتها “حماس” على مقترح وقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل قررت إرسال وفد تفاوضي إلى العاصمة القطرية الدوحة لمواصلة المحادثات، مؤكدة أن الخطوة تهدف إلى “ضمان عودة المحتجزين الإسرائيليين” وفقاً للعرض الأساسي المعتمد من قبلها.

وكانت قطر قد نقلت إلى تل أبيب مطالب الحركة، والتي وُصفت من الجانب الإسرائيلي بأنها “غير مقبولة”، ما يعكس تبايناً في النظرة إلى فرص تحقيق اختراق قريب في مسار الهدنة.

انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية حول هدنة غزة

في الوقت الذي تؤيد فيه بعض القيادات العسكرية التفاوض كخيار لاستعادة المحتجزين وتقليل الخسائر، يصر وزراء اليمين المتطرف على المضي في القتال حتى “القضاء الكامل على حماس”، كما أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي وصف المقترح الأمريكي بـ”إطار الاستسلام”، داعياً إلى احتلال كامل للقطاع ووقف شامل للمساعدات.

بن غفير قال في منشور عبر “إكس”: “السبيل الوحيد لاستعادة الرهائن هو احتلال غزة، وإنهاء ما يسمى بالمساعدات الإنسانية، وتشجيع الهجرة”، في موقف يؤكد توجهه نحو التصعيد العسكري.

أما سموتريتش، فقد شدد خلال مؤتمر صحفي أنه سيقف “حجر عثرة أمام أي اتفاق ينهي الحرب دون تحقيق أهداف إسرائيل”، مشيرًا إلى أن “من يفكر في التهدئة سيصطدم بجدار”.

شروط حماس للموافقة على هدنة غزة

من جهتها، أكدت حركة “حماس” أنها قدمت رداً إيجابياً على المبادرة المدعومة من الولايات المتحدة، لكنها اشترطت إدخال كميات كافية من المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مع ضمان شفاف لانسحاب تدريجي وشامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.

وتضمنت مطالب الحركة:إدخال ما بين 400 إلى 600 شاحنة يومياً تشمل الغذاء والدواء والوقود والمعدات.والسماح بإدخال آليات لإزالة الركام وترميم المستشفيات والبنية التحتية.

بجانب الانسحاب من كامل القطاع، بما يشمل محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الحدودي مع مصر، ووقف كامل للعمليات القتالية خلال فترة التفاوض تمهيداً لاتفاق دائم.

ترامب ولقاء مرتقب مع نتنياهو

في تطور لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إسرائيل وافقت على “الشروط اللازمة” للهدنة، التي قد تمتد لـ60 يوماً، تمهيداً لتفاهمات أوسع.

ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو بالرئيس ترامب في واشنطن، الاثنين، في لقاء قد يحمل تطورات مصيرية بشأن مسار الحرب والتهدئة.

مصر تتحرك للوصول لهدنة في غزة

أعلنت القاهرة بدء اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف في محاولة للوصول إلى اتفاق نهائي يرضي الجميع. ويأتي ذلك وسط تخوفات من الفصائل الفلسطينية بشأن جدية تل أبيب في تطبيق بنود الانسحاب وضمان حرية الحركة عبر معبر رفح.

وقال قيادي في فصيل فلسطيني متحالف مع “حماس” إن “المخاوف لا تزال قائمة بشأن آليات تطبيق المقترح، خاصة ما يتعلق بالمعابر والمساعدات”.

هل تُدفن المبادرة الأمريكية حول هدنة غزة؟

رغم التفاؤل الحذر الذي ساد بعد إعلان “حماس” قبول المبادرة مبدئياً، إلا أن المشهد السياسي داخل إسرائيل، والرفض الرسمي للتعديلات، ومواقف الوزراء المتطرفين، كلّها عوامل تنذر بإمكانية انهيار المفاوضات أو تجميدها، على الأقل حتى انتهاء لقاء نتنياهو – ترامب.

في هذا السياق، يبقى الرهائن داخل غزة، والميدان مشتعلاً، والأزمة الإنسانية تتفاقم، في انتظار ما ستسفر عنه الساعات المقبلة.

اقرأ أيضًا: ماسك يعلن العصيان السياسي على ترامب.. هل يصبح مالك تسلا رئيس أمريكا القادم؟

زر الذهاب إلى الأعلى