بأرباح وفوائد عديدة.. مصر تعرف الطريق إلى المحاصيل الاستوائية
مع الحديث الدائم عن التغيرات المناخية وتأثيراتها في القطاع الزراعي، بدأت الحكومة مُمثلةً في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي خُطط التوسع في زراعة أنواع جديدة من المحاصيل تتلاءم مع البيئة المصرية، ومنها: المحاصيل الاستوائية ، وبما يساعد في زيادة أرباح الفلاحين ومنع تعرضهم لأي خسائر.
ويمثل قطاع الزرعة ركيزة أساسية في الاقتصاد القومي، إذ تبلغ نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 15%، كما أن الزراعة تعد المصدر الرئيسي للدخل والتشغيل؛ إذ يستوعب أكثر من 25% من القوى العاملة، إضافة إلى مساهمته الملموسة في تعظيم الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية من خلال زيادة نسب الصادرات الزراعية الطازجة والمصنعة، فضلاً عن مسئوليته عن توفير الغذاء الآمن والصحي والمستدام مع توفير المواد الخام اللازمة للعديد من الصناعات الوطنية، بالإضافة الي أن نسبة كبيرة من السكان تعيش في الريف والمناطق الريفية ويعتمدون علي الزراعة والأنشطة المرتبطة بها كمصدر رئيسي لدخولهم، مما جعل هذا القطاع هو المسئول عن تحقيق التنمية المستدامة.
التوسع في زراعة المحاصيل الاستوائية
وجاءت التوجيهات الخاصة من وزير الزراعة بضرورة التوسع في زراعة المحاصيل الجديدة وفي مقدمتها تلك المحاصيل، حيث أكد د. عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية أن المركز كان قد قام في السابق بإجراء عدة تجارب بحثية لزراعة مثل هذه المحاصيل في مصر ، كما أنه بسبب تغير الظروف المناخية خلال العاميين الماضيين صدرت توجيهات بإعادة تجارب زراعة محاصيل لم يتم زراعتها من قبل بسبب التغيرات المناخية ومنها محصول البن وبعض المحاصيل الأخرى.
اقرأ أيضًا: آخرها الأرز البسمتي.. 6 محاصيل تنجح مصر في زراعتها لأول مرة
وقال: هذه المحاصيل تتطلب ظروفاً محددة من حيث الرطوبة والحرارة، كما أن زراعة المحاصيل الاستوائية تقدم فرصًا اقتصادية مهمة للمزارعين وتسهم في تنويع الإنتاج الزراعي في مصر مما يعزز الاكتفاء الذاتي ويدعم الاقتصاد الوطني.
زراعة أغلى المحاصيل الاستوائية في العالم
من جانبه قال المهندس أحمد الحجاوي من محافظة الإسماعيلية – من مزارعي النباتات الاستوائية – ، إن من أسباب اهتمامه بهذه المحاصيل هو مرض والده الذي كان مصاب بسرطان الكبد بعدما نصحه أحد الأطباء بتناول أحد أنواع الفاكهه الاستوائية تعرف بالقشطه (الجرافيولا) التي تكافح السرطان، ومن هنا جاءت فكرة زراعة تلك الفاكهة في مصر.
وأكد الحجاوي أنه نجح في زراعه العديد من أصناف المحاصيل الاستوائية مثل: البطيخ الافريقي (كيوانو) واللوز الهندي و القشطة (جرافيولا) والمانجو الأجنبي و نوع من الليمون يعرف باسم (كف بوذا) والبن اليمني الأندونيسي والذرة السوداء والموز الأحمر والكريز البرازيلى والكاري وذره اللوان (ريمبو ، جلاس ، جيم كورن ) والبطاطس الارجوانية لأول مرة في مصر، بالاضافة إلي الليمون الكفيار والذي يعتبر أغلى ثمرة في العالم حيث يصل سعر الكيلو من هذا الليمون إلى 500 يورور وله ثلاث ألوان (أخضر ، أصفر ، أسود ) وأرخص نوع من هذا الليمون يتفاوت ثمنه بين 500 الي 1000 جنيه.
توفير الظروف المناسبة لنمو المحاصيل خاصة الاستوائية
من جانبه قال الدكتور عادل أبوالسعود وكيل معهد بحوث البساتين الأسبق لشئون البحوث المتخصص في الفاكهة الاستوائية، إن الفاكهة الاستوائية تحتاج ظروف معينة لزراعته، وأكد أهمية وجود هذه الفاكهة في مصر لما تحتويه من العناصر الغذائية الضرورية للانسان مثل (السكر ، الدهون ، الالياف ، النشا ) وأيضًا تدخل هذه المحاصيل الاستوائية في منتجات التجميل والعناية بالبشرة مثل الأفوكادو، وأيضًا تساهم هذه المحاصيل في العديد من الصناعات الغذائية مثل صناعات الحلوي والعصائر.
اقرأ أيضًا: محصول القرن 21.. مصر تتوسع في زراعة الكاسافا
وأشار الى أن المحاصيل الاستوائية بدأت رحلة النهوض في مصر، حيث أصبح هناك 10 أنواع تقريبًا من تلك المحاصيل في السوق المصري ومازالت محاوله زراعة محاصيل استوائية اخري داخل مصر مستمرة ، مضيفًا أن جوده الفاكهة الاستوائية التي تزرع في مصر تقارب بدرجة مقبولة إلي المحاصيل الاستوائية التي تزرع في موطنها الطبيعي.
وأضاف أن نخيل الزيت محصول استوائى يزرع بهدف الإنتاج التجارى للزيت النباتى Vegetable oil، مما يتطلب مناخ تسقط فيه الأمطار بكثافة خلال على مدار العام يتخللها فترات جفاف مع درجات حرارة ثابتة لكى ينمو نموا مثاليا و يعطى اقصى انتاجية ممكنة من الزيت.
نجاح زراعة المحاصيل في مصر
أما الدكتور صدام حسن الباحث بمعهد بحوث البساتين فأكد نجاح زراعة المحاصيل الاستوائية في مصر بنسبة كبيرة، موضحًا أنها محاصيل اقتصادية مربحة بالنسبة للمزارع والمستثمر ، مثل فاكهة البابايا الاستوائية التي تنضج خلال 6 إلى 9 أشهر إذا كانت تنمو في منطقة دافئة، ولكن قد تستغرق 11 شهراً في المناطق الأكثر برودة، وقد يصل إنتاج شجرة البابايا يصل إلى 100 فاكهة في فصلي الصيف أو الخريف، وتتضاعف إنتاجية هذا المحصول خلال السنه الثانية والثالثة.
وأوضح أن إنتاج الفدان من هذا المحصول في السنة الأولى يبلغ 8 أطنان ويصل في السنة الثانية إلي 12 طنا والسنة الثالثة يصل إلي 14 طنا، كما اشار إلي فوائد ثمار البابايا الصحية والغذائية حيث تحتوي على فيتامين C الذي يعزز جهاز المناعة ويحمي الجسم من الأمراض والفيتامينات A و E التي تعززان صحة البشرة والعيون وفيتامينات B المهمة لصحة الأعصاب، كما تحتوي على البوتاسيوم الذي يعزز صحة القلب ويساعد في تنظيم ضغط الدم، ولها خصائص مضادة للأكسدة تقي الخلايا من الضرر كما يمكن ان تساعد في تحسين الهضم بفضل احتوائها على إنزيمات هاضمة.