بأمر ترامب.. الولايات المتحدة تشن ضربات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن

شنت الولايات المتحدة ضربات عسكرية ضد الحوثيين، كجزء من سلسلة من الضربات الجوية والبحرية في 15 مارس 2025، ضد مواقع يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
شكل هذا الهجوم المرحلة الأولى من هجوم جديد ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران، مستهدفًا بنى تحتية رئيسية، بما في ذلك الرادارات وأنظمة الدفاع الجوي وقاذفات الصواريخ والطائرات المسيرة.
تهدف الضربة إلى إعادة تأمين الممرات البحرية عبر البحر الأحمر، وهو طريق ملاحي حيوي كان محاصرًا بسبب هجمات الحوثيين المتكررة.
استهداف الحوثي: المبرر وراء الضربات
تُعد هذه الضربات جزءًا من جهد مستمر لاستعادة ممرات الشحن الدولية التي عطلها الحوثيون، الذين شنوا هجمات واسعة النطاق على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر خلال الأشهر القليلة الماضية.
أثقلت هذه الهجمات كاهل التجارة العالمية، مما أجبر العديد من السفن على اتخاذ طرق بديلة طويلة، مما أدى إلى ارتفاع كبير في تكاليف الشحن. بذلت إدارة بايدن، إلى جانب الجهود السابقة في عهد الرئيس ترامب، عدة محاولات لردع الحوثيين، إلا أن أعمالهم العدائية المتكررة استمرت دون هوادة.
لا تنظر الحكومة الأمريكية إلى الضربات كوسيلة لحماية التجارة العالمية فحسب، بل كرسالة موجهة أيضًا إلى إيران. ونظرًا لدعم طهران للحوثيين، يُنظر إلى هذا الهجوم على أنه خطوة استراتيجية للضغط على إيران في ظل المحادثات النووية الجارية.
لا تزال رغبة إدارة ترامب في إبرام اتفاق نووي مع إيران محورية، إلا أن الولايات المتحدة تركت الباب مفتوحًا أمام احتمال اللجوء إلى العمل العسكري في حال فشل الدبلوماسية.
اقرأ أيضًا: ترامب يأمر بتفكيك 7 وكالات.. هل يتم إسكات صوت أمريكا؟
الاستراتيجية العسكرية الأمريكية والتصعيد المحتمل
من المتوقع أن تستمر الضربات الجوية، التي تنفذها طائرات مقاتلة أمريكية من حاملة الطائرات هاري إس. ترومان، إلى جانب طائرات وطائرات مسيرة تابعة لسلاح الجو، لعدة أيام.
صرح مسؤولون أمريكيون بأن القصف سيشتد إذا لم يوقف الحوثيون هجماتهم. على الرغم من الجهود السابقة لردع الحوثيين بضربات مماثلة، إلا أن الولايات المتحدة واجهت صعوبة في كبح القدرات العسكرية للميليشيا، والتي غالبًا ما تكون مدفونة في أعماق الأرض وتُهرَّب من إيران.
يدور جدل داخل الإدارة الأمريكية حول إمكانية تصعيد الحملة العسكرية. وقد اقترح بعض مساعدي الأمن القومي اتخاذ إجراءات أكثر حزمًا لطرد الحوثيين من مساحات شاسعة من شمال اليمن. إلا أن الرئيس ترامب تردد في ذلك، خشية التورط بشكل مفرط في صراع تعهد سابقًا بتجنبه.
الدور المعقد للحوثيين وعلاقاتهم بإيران
سيطر الحوثيون، المعروفون أيضًا باسم أنصار الله، على أجزاء كبيرة من شمال اليمن منذ عام 2014، بعد استيلائهم على العاصمة صنعاء.
انخرطوا في صراع طويل الأمد مع التحالف الذي تقوده السعودية، والذي كافح لاستعادة السيطرة على المنطقة. وقد وُثِّقت علاقات الحوثيين بإيران بشكل جيد، وقد تعززت قدراتهم العسكرية، بما في ذلك الطائرات المسيرة وأنظمة الصواريخ، بفضل الدعم الإيراني.
غالبًا ما تُصاغ أيديولوجية الحوثيين وأفعالهم كجزء من معارضة أوسع للمصالح الأمريكية والإسرائيلية في الشرق الأوسط. وقد أعربوا عن تضامنهم مع القضايا الفلسطينية، وقارنوا بين نضالهم ونضال الجماعات الأخرى المعارضة للنفوذ الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة.
التصنيف الأمريكي والضغط العسكري
في أواخر يناير 2025، أصدر الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا بإعادة تصنيف الحوثيين كـ”منظمة إرهابية أجنبية”، وهو تصنيف سبق أن أزالته إدارة بايدن. تُعتبر هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع للضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم والجلوس على طاولة المفاوضات.
على الرغم من هذا التصنيف، لا يزال الحوثيون قوة نافذة في اليمن، وقد هددوا باستئناف الهجمات على السفن الدولية إذا شنت الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة المزيد من الضربات على أراضيهم.
تأثير الضربات العسكرية والتوترات المستمرة
مع استمرار الجيش الأمريكي في شن ضرباته ضد أهداف الحوثيين، يستعد المسؤولون لرد انتقامي محتمل. حذر الحوثيون من أن أي هجوم مباشر على اليمن سيؤدي إلى استئناف الهجمات على سفن الشحن، وخاصة تلك المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
كما أعربت أجهزة الاستخبارات الأمريكية عن مخاوفها إزاء القدرات التكنولوجية المتزايدة للحوثيين، لا سيما مع امتلاكهم طائرات مسيرة جديدة يصعب اكتشافها ويمكنها ضرب أهداف أبعد من ذي قبل.
وفي السياق الأوسع، يراقب المجتمع الدولي الوضع عن كثب، لا سيما بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر بالنسبة للتجارة العالمية.
تواصل الولايات المتحدة العمل مع حلفائها في المنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، لاحتواء تهديد الحوثيين وضمان أمن أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم.