باكستان تنشر الجيش وسط اشتباكات بين الشرطة وأنصار عمران خان
القاهرة (خاص عن مصر)- انزلقت العاصمة الباكستانية إسلام آباد إلى الفوضى، يوم الثلاثاء، مع اندلاع الاحتجاجات في أعقاب سجن رئيس الوزراء السابق عمران خان.
أدت الاشتباكات العنيفة بين المحتجين وقوات الأمن إلى سقوط قتلى من الجانبين، مما دفع الحكومة إلى نشر الجيش بأوامر باستخدام القوة إذا لزم الأمر، بحسب ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز، ويمثل التصعيد الأخير لحظة مهمة في الصراع السياسي المستمر بين خان وأنصاره والحكومة المدعومة من الجيش الحاكم.
العنف والتوترات تصل إلى آفاق جديدة
أكد مسؤولون مقتل ستة على الأقل من أفراد قوات الأمن الباكستانية، حيث تدفق الآلاف من أنصار خان إلى العاصمة مطالبين بالإفراج الفوري عنه، وتصاعدت الاحتجاجات، التي بدأت في البداية كإظهار للدعم لخان، بسرعة إلى اشتباكات عنيفة.
حاولت الشرطة احتواء المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، لكن المتظاهرين، العازمين على المضي قدماً، قاموا بتفكيك حواجز الطرق ونقل حاويات الشحن التي أقامتها السلطات لوقف تقدمهم.
توجه أنصار خان، الذين سافر العديد منهم من مختلف أنحاء البلاد، نحو ساحة عامة رئيسية بالقرب من المباني الحكومية، حيث خططوا للتجمع.
وعلى الرغم من التدابير الأمنية المشددة ــ بما في ذلك إغلاق المدينة، وتعليق خدمات الإنترنت، وقطع الطرق السريعة ــ تمكن المحتجون من دخول إسلام آباد في وقت متأخر من مساء الاثنين، وبحلول يوم الثلاثاء، وصل الوضع إلى نقطة الغليان.
ورداً على الاضطرابات المتزايدة، أمرت الحكومة الجيش بتولي مسؤولية تأمين المواقع الحكومية المهمة، مع إصدار تعليمات للجنود بإطلاق النار إذا لزم الأمر، وصرح مسؤول أمني كبير قائلاً: “لن نتردد في الدفاع عن المباني الحكومية”.
اقرأ أيضا.. 2 مليون بريطاني يطالبون بانتخابات مبكرة.. ماسك: الشعب سئم الدولة البوليسية الاستبدادية
شعبية عمران خان الدائمة
عمران خان، الذي أطيح به من منصب رئيس الوزراء في عام 2022، مسجون منذ أغسطس من العام الماضي بتهمة الفساد التي يزعم هو وأنصاره أنها ذات دوافع سياسية. وجاءت هذه الاتهامات بعد أن انتقد خان علنًا القيادة العسكرية الباكستانية، مما أثار اتهامات بتقويض المؤسسات الديمقراطية.
على الرغم من سجنه، ظلت شعبية خان مرتفعة، وقدرته على حشد احتجاجات كبيرة من خلف القضبان هي شهادة على نفوذه الدائم.
الاحتجاجات الحالية ليست الأولى التي يشعلها خان من السجن. في الواقع، قام أنصاره، بقيادة زوجته بشرى بيبي، بتنظيم العديد من المسيرات في جميع أنحاء البلاد.
أوضحت بيبي، التي تتصدر الآن الاحتجاجات في إسلام أباد، أن المتظاهرين لن يغادروا العاصمة حتى يتم إطلاق سراح خان. وقالت لحشد مشحون من المؤيدين: “لن نعود إلا إذا خرج خان وأخبرنا بالعودة”.
مزاعم الاضطهاد السياسي
لقد انخرط حزب خان السياسي، حركة إنصاف الباكستانية، في معركة شرسة مع الحكومة الباكستانية الحاكمة المدعومة من الجيش.
يزعم حزب حركة إنصاف الباكستانية أن الانتخابات التي جرت في وقت سابق من هذا العام تم تزويرها لتقويض فرص الحزب في النجاح. وقد دعمت مزاعم الحزب اتهامات خان نفسه بأن الحكومة والجيش يعملان معًا لقمع حزبه ومنعه من العودة إلى السلطة.
ومع ذلك، ترد الحكومة على هذه المزاعم بزعم أن اتهامات خان مشروعة وأن احتجاجاته تزعزع استقرار البلاد، حيث أدان رئيس الوزراء محمد شهباز شريف العنف، واتهم المحتجين بمهاجمة قوات الأمن عمدًا، وصرح شريف في بيان صحفي: “لا تستطيع باكستان تحمل أي فوضى أو إراقة دماء، والعنف لتحقيق أهداف سياسية خبيثة أمر غير مقبول”.
دور الجيش والتداعيات المستقبلية
يشير نشر الجيش في إسلام أباد إلى النفوذ المتزايد للجيش الباكستاني في المشهد السياسي للبلاد. لقد كان الجيش لفترة طويلة قوة قوية وراء الحكم في باكستان، ولم تؤد الصدامات المتكررة بين خان والقيادة العسكرية إلا إلى تفاقم التوتر.
في زنزانته بالسجن، يواصل خان اتهام الجيش بالتآمر ضده وتقويض الديمقراطية، وخاصة مع التغييرات القانونية الأخيرة التي يزعم أنها كانت مصممة لإضعاف القضاء الباكستاني ومنع عودته إلى الصدارة السياسية.