باكستان تهاجم الهند عسكريًا وسيبرانيًا.. فأين العرب من حروب المستقبل؟

الحرب السيبرانية .. في تطور تصعيدي خطير في الصراع الهندي-الباكستاني، أعلنت باكستان شن عملية هجومية مزدوجة استهدفت بها مواقع عسكرية ورقمية حيوية داخل الأراضي الهندية، وذلك ردًا على ضربات هندية سابقة استهدفت قواعد عسكرية باكستانية، إحداها قرب العاصمة إسلام آباد.

وذكرت وكالة الأنباء الباكستانية، يوم السبت، أن الهجوم حمل اسم “البنيان المرصوص”، وشمل قصف 36 هدفًا استراتيجيًا في عمق الهند، منها منشآت صاروخية وقواعد جوية في منطقتي باثانكوت وأودهامبور، بحسب بيان صادر عن الجيش الباكستاني.

إعلان

الهجوم السيبراني.. شل البنية التحتية الرقمية الهندية

وفي موازاة العمليات العسكرية، نفذت وحدات إلكترونية باكستانية هجومًا سيبرانيًا واسع النطاق استهدف البنية الرقمية الحيوية للهند. ووفقًا لمصادر أمنية، فقد تم اختراق الموقع الرسمي لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، بالإضافة إلى مواقع تابعة لوكالات أمنية، وشركات اتصالات، ومؤسسات صناعية كبرى.

من أبرز الأهداف التي تعرضت للهجوم

وكالة تحقيقات الجريمة.

شركة MTNL للاتصالات.

شركة بهارات إيرث موفرز.

البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات لشركة السكك الحديدية، شركة كهرباء كشمير، وشركة دلهي للغاز.

10 أنظمة SCADA للتحكم الصناعي.

أكثر من 1744 خادم ويب تم تدميرها كليًا.

كما تم التلاعب بإعدادات أكثر من 120 جهاز توجيه و1310 كاميرا مراقبة، بالإضافة إلى السيطرة على 2500 كاميرا مراقبة في مختلف أرجاء البلاد. وأكدت مصادر باكستانية تسريب معلومات حساسة من مؤسسات مثل هيئة UIDAI، شركة هندوستان للملاحة الجوية، وقوات أمن الحدود.

الحرب السيبرانية.. ساحة قتال جديدة في الحروب الحديثة

الحرب السيبرانية أصبحت ساحة معارك جديدة لا تقل خطورة عن المعارك التقليدية، حيث تستهدف تدمير أو تعطيل الأنظمة الرقمية الحيوية في الدولة المعادية، مثل شبكات الكهرباء، المواصلات، الاتصالات، البنوك، والمؤسسات الأمنية.

الهجمات السيبرانية .. “حروب الظل”

وتتميز الهجمات السيبرانية بأنها منخفضة التكلفة، وعالية الأثر، وتتم عن بعد، مما يجعلها وسيلة مفضلة للعديد من الدول ذات القدرات التكنولوجية العالية. وغالبًا ما تصعب نسبتها لجهة محددة، ما يضفي عليها طابعًا خفيًا في إطار “حروب الظل”.

اقرأ أيضًا: بعد إطلاقه على الهند.. تعرف على قدرات الصاروخ الباكستاني فاتح 2

كيف تتعامل الدول مع تهديدات الحرب السيبرانية؟

الدول المتقدمة استثمرت بشكل متزايد في مجال الأمن السيبراني، وأسست وحدات متخصصة داخل جيوشها، مثل:

وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA) ووحدة “Cyber Command”.

القيادة السيبرانية الروسية.

الوحدة 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي.

القيادة السيبرانية الصينية.

كما تبنت استراتيجيات شاملة تتضمن الدفاع النشط، الرصد المستمر، وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن التهديدات، إلى جانب سن تشريعات لحماية البنية التحتية الحساسة، والتعاون مع القطاع الخاص.

الدول العربية والحروب السيبرانية: من يمتلك القدرات؟

بدأت بعض الدول العربية في تطوير قدرات سيبرانية متقدمة، سواء لأغراض دفاعية أو هجومية. من أبرزها:

مصر: طورت قدراتها في الأمن السيبراني بشكل ملحوظ، خاصة من خلال “المجلس الأعلى للأمن السيبراني”، إضافة إلى تعاون مع شركات دولية لتأمين القطاعات الحيوية.

المملكة العربية السعودية: أسست الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وبدأت في بناء دفاعات سيبرانية قوية، تشمل حماية المنشآت الحيوية والبنية التحتية الرقمية.

الإمارات العربية المتحدة: تمتلك واحدة من أكثر بيئات الأمن السيبراني تطورًا في المنطقة، عبر “الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني”.

قطر: استثمرت في إنشاء مركز للاستجابة للطوارئ السيبرانية (Q-CERT) ولديها بنية قوية في مجال الأمن الرقمي، خاصة في قطاع الطاقة.

حروب المستقبل تُخاض من خلف الشاشات

لم تعد الحروب السيبرانية مجرد أدوات ردع أو وسيلة للتخريب المؤقت، بل أصبحت خيارًا استراتيجيًا متقدمًا يوازي – بل ويتفوق أحيانًا – على الحروب التقليدية من حيث التأثير والفعالية. في عالم اليوم، لم تعد الدول بحاجة لتحريك جندي واحد أو طائرة مقاتلة لاختراق حدود خصمها؛ يكفي فقط الضغط على زر من غرفة مظلمة خلف شاشة حاسوب لتُصاب دولة كاملة بالشلل.

ومع انخفاض التكلفة مقارنة بالعمليات العسكرية التقليدية، وارتفاع مستوى الأثر والتخفي، فإن الحرب السيبرانية تُعد اليوم البديل المثالي للدول الراغبة في فرض نفوذها أو الرد على خصومها دون الدخول في مواجهات مباشرة. المستقبل يبدو واضح المعالم: الحروب القادمة ستُخاض في الفضاء الإلكتروني، لا في الميادين، ومن يملك التقنية يملك القدرة، والسيطرة، وربما حتى النصر.

اقرأ أيضًا: معرض ديفيا 2025.. رافائيل الإسرائيلية تكشف نظامًا متنقلًا متقدمًا لمكافحة الطائرات المسيرة

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى