بدعم ملياري دولار.. السعودية تطلق مبادرة عالمية لرصد العواصف الرملية مبكرًا
أعلنت المملكة العربية السعودية، خلال ترؤسها مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر “كوب 16” بالرياض، عن إطلاق مبادرة دولية لرصد العواصف الرملية والترابية.
تهدف المبادرة إلى إنشاء نظام إنذار مبكر إقليمي لهذه الظواهر بدعم دولي يتجاوز ملياري دولار، مما يعزز التعاون الدولي لمكافحة التدهور البيئي.
تعزيز القدرات في مواجهة التصحر والجفاف
وتمحورت فعاليات اليوم الخاص بتعزيز القدرات في المؤتمر حول مناقشة الحلول المستدامة لمكافحة تدهور الأراضي والتصحر.
وشهدت الجلسات النقاشية عرض خطط لتوفير التمويل وتطوير حلول مبتكرة في مواجهة تحديات التصحر والجفاف، في سياق الجهود الدولية لتعزيز قدرة الجهات المعنية على التصدي لهذه الظواهر البيئية.
الأرقام العالمية وحجم التحدي البيئي
وتشير دراسات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إلى أن نحو ملياري طن من الرمال والغبار تدخل الغلاف الجوي سنويًا، وهو ما يعادل وزن 350 هرمًا بحجم أهرامات الجيزة.
اللافت أن أكثر من 25% من هذه الكميات تعود إلى الأنشطة البشرية، مما يبرز الحاجة الماسة لتكثيف الجهود الدولية للحد من هذا التلوث البيئي.
اقرأ أيضًا: سوق الأسهم السعودية يسجل أعلى إغلاق منذ أكثر من شهرين
مركز جدة جزء من شبكة عالمية لرصد العواصف
ويعد مركز التحذير من العواصف الرملية والترابية في جدة رابع المراكز العالمية التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ويعمل ضمن شبكة دولية تضم مراكز في بكين وبرشلونة وبربادوس.
وأوضح جمعان القحطاني، المدير التنفيذي للمركز الإقليمي، أن المركز تمكن من تطوير ثلاثة نماذج دقيقة للتنبؤ بالعواصف الرملية والترابية في المنطقة، وتم التحقق من فعاليتها وتشغيلها بشكل كامل.
مبادرات سعودية لتعزيز الإنذار المبكر
وتسعى السعودية من خلال المبادرة إلى تعزيز آليات الرصد والتحذير من العواصف الرملية والترابية، عبر شراكات دولية لدعم الدول التي تفتقر للقدرات اللازمة لإدارة هذه الظواهر.
كما تشمل الجهود تطوير مراكز إقليمية معتمدة من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
شراكة الرياض العالمية لمواجهة الجفاف
وفي إطار المؤتمر، أطلقت السعودية “شراكة الرياض العالمية للقدرة على الصمود في مواجهة الجفاف”، حيث قدمت تمويلاً بقيمة 10 ملايين دولار على مدى خمس سنوات.
وتستهدف المبادرة 80 دولة تعتبر الأكثر عرضة للجفاف، وتسعى لتبني نهج استباقي لمواجهة الظاهرة، بدلاً من الاقتصار على الاستجابة بعد وقوعها.
من جهته، أكد الدكتور أسامة فقيها، وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة ومستشار رئاسة “كوب 16″، أن المبادرة تحظى بدعم مالي تجاوز 2.15 مليار دولار من مختلف الدول المشاركة.
اقرأ أيضًا: السعودية.. إطلاق منطقة لوجستية في الرياض ومنشأة في جدة لتصنيع الأدوية بمليار ريال
التزام دولي لمكافحة الفقر وتعزيز البنية التحتية
وأعلن البنك الدولي خلال المؤتمر عن جمع مبلغ قياسي قدره 100 مليار دولار لدعم الدول الأكثر فقرًا.
ويشمل هذا التمويل تعهدات بما يصل إلى ـ24 مليار دولار من الدول المانحة، ويهدف إلى تعزيز القدرة على مواجهة تحديات المناخ، تحسين الزراعة، ودعم البنية التحتية في 78 دولة محددة.
منصة عالمية لإعادة تأهيل الأراضي
ويمثل “كوب 16” في الرياض منصة عالمية تجمع الحكومات والمنظمات غير الحكومية لتعزيز المبادرات الدولية لإعادة تأهيل الأراضي وتعزيز القدرة على مواجهة الجفاف.
ويعكس المؤتمر التزام السعودية بقيادة الجهود الدولية لتحقيق استدامة بيئية ومواجهة التحديات المناخية.