بعد إسقاط باكستان 3 منها.. مقارنة بين الرافال الفرنسية وJ-10C الصينية | من يتسيد السماء؟

بعد أن تمكنت باكستان من إسقاط 3 مقاتلات رافال هندية، بواسطة طلعات طيران مختلفة من JF-17 وJ-10 الصينية، عقد خاص مصر مقارنة بين المقاتلتين رافال الفرنسية وJ-10C الصينية، واللتان تعتمد عليهما القوات الجوية لكل من الهند وباكستان في ترساناتهما الجوية.. فمن يتسيد السماء منهما؟
تشابه كبير في التصميم بين الرافال وJ-10C
تُعد J-10C الصينية ورافال الفرنسية من أبرز مقاتلات الجيل 4.5 متعددة المهام. تشينغدو J-10C الصينية وداسو رافال الفرنسية. ورغم التشابه في التصميم الخارجي المعتمد على مزيج الجناح دلتا ومقدّمات الكانارد، تختلف الطائرتان بشكل كبير من حيث الفلسفة التصميمية، ومنظومات الطيران، والأداء القتالي، والخبرة العملياتية.
J-10 الصينية
J-10C هي مقاتلة خفيفة الوزن بمحرك واحد، تنتجها شركة “تشينغدو لصناعة الطيران”. بنيت لتكون منصة متعددة المهام بتكلفة معقولة وكفاءة عالية. أبعاد الطائرة تبلغ 15.5 متراً طولاً، 9.7 م عرضاً، وارتفاعها 4.8 م. وزنها الأقصى عند الإقلاع 18,900 كغ، في حين أن وزنها الفارغ نحو 9,730 كغ.
تعتمد الطائرة على محرك WS-10B بتقنية دفع موجه، مما يمنحها قدرة مناورة ممتازة وسرعة قصوى تصل إلى 2.2 ماخ. مدى القتال يبلغ حوالي 900 كلم، مع نسبة دفع إلى وزن تناهز 1.10. لكن اعتمادها على محرك واحد يضعف من كفاءتها في مهام الحرب الإلكترونية والطيران بعيد المدى.
رافال هي مقاتلة متوسطة الوزن ثنائية المحرك من تصميم شركة “داسو للطيران”، مخصصة لمهام السيادة الجوية، الهجوم الأرضي، الاستطلاع، وحتى الردع النووي.
مواصفات الرافال
يبلغ طولها 15.3 م، ويصل عرض أجنحتها إلى 10.9 م. وزنها عند الإقلاع يصل إلى 24,500 كغ، وتتميز ببصمة رادارية منخفضة. تدفعها محركات M88-2 بسرعة قصوى تبلغ ماخ 1.8، مع مدى طيران يصل إلى 3,700 كلم، ومدى قتالي يتراوح بين 780 و1680 كلم، ونسبة دفع إلى وزن تبلغ 1.19.
رغم السمعة الواسعة التي تحظى بها مقاتلة “رافال” الفرنسية كمنصة متعددة المهام، فإن أداءها في بعض الجوانب التقنية الأساسية، مثل الرادار ومنظومة الحرب الإلكترونية، لا يرتقي دائماً إلى مستوى التطلعات، خاصة عند مقارنتها بنظيرتها الصينية J-10C.
فالرادار الفرنسي RBE2-AESA، ورغم كونه من نوع الصفيف النشط، إلا أن عدد وحداته (Modules) محدود نسبياً، ما ينعكس سلباً على مدى الكشف ودقة التتبع، ويقلل من قدرته على الاشتباك مع أهداف متعددة على مسافات بعيدة. هذا الضعف النسبي في طاقة البث يعود جزئياً إلى قيود تصميمية داخلية، إذ إن زيادة الطاقة ستؤدي إلى تداخل مع منظومة الحرب الإلكترونية “SPECTRA”، ما يمثل توازناً قسرياً بين وظائف الكشف والتشويش.
أنظمة رادار متكاملة
من جهته، يُظهر النظام الصيني على متن J-10C، وتحديداً راداره من نوع KLJ-7A AESA، تحسناً ملحوظاً من حيث المدى وقوة الإرسال، إلى جانب تكامله الأفضل مع باقي أنظمة الاستشعار والحرب الإلكترونية. ويُلاحظ أن بكين نجحت في تقليل التداخل الداخلي بين الرادار والمنظومات المساندة، ما يمنح المقاتلة الصينية تفوقاً واضحاً في هذا الجانب.
أما منظومة SPECTRA الفرنسية، التي كثيراً ما تُروّج كأحد أعمدة القوة في رافال، فواجهت في السنوات الأخيرة انتقادات بسبب عدم قدرتها على مجاراة أنظمة الحرب الإلكترونية الحديثة، خصوصاً تلك المطورة في الصين. ويرى البعض أن أداءها الفعلي في بيئات التشويش الكثيف لا يرقى إلى المستويات التي يُفترض أن تحققها طائرة من فئة رافال، التي تُصنّف كمقاتلة سيادة جوية متقدمة.
تسليح الرافال وJ-10
تجهز مقاتلة J-10C بمدفع عيار 23 مم وتدعم مجموعة من الذخائر تشمل صواريخ PL-15 بعيدة المدى جو-جو وصواريخ PL-10 قصيرة المدى، إلى جانب قنابل موجهة جو-أرض، غير أنها لا تزال تفتقر إلى صواريخ كروز أو أسلحة مخصصة لمهام القتال البحري، مثل الصواريخ المضادة للسفن.
أما رافال، فتتميز بترسانة أكثر تكاملاً وتنوعاً، تضم صواريخ Meteor فائقة المدى، وصواريخ MICA متعددة المهام، إلى جانب قنابل ذكية وصواريخ كروز من طراز SCALP، مع إمكانية حمل أسلحة نووية تكتيكية، ما يعكس قدرتها على أداء طيف واسع من المهام في البيئات المعقدة.
التكلفة لكل طائرة
من حيث الكلفة، تُعد J-10C خياراً اقتصادياً جذاباً، حيث تتراوح أسعارها بين 35 و50 مليون دولار، ما يجعلها مناسبة للدول ذات الميزانيات الدفاعية المحدودة، وتُعد باكستان الزبون الأجنبي الأبرز لها حتى الآن.
في المقابل، تأتي رافال بكلفة أعلى، لكنها تقدم مقابلاً نوعياً يتمثل في منظومة دعم لوجستي متقدمة، واندماج تشغيلي سلس، وسجل عملياتي موثوق، وتنتشر في قوات جوية مرموقة مثل تلك التابعة لفرنسا والهند ومصر وقطر واليونان.
رغم أن كلتا المقاتلتين تنتميان إلى نفس الجيل، إلا أن J-10C تقدم أداءً مميزاً في السرعة والمناورة بسعر أقل. وتُعد رافال الخيار الأمثل للدول التي تبحث عن مقاتلة متعددة الأدوار ذات قدرات استراتيجية، في حين تمثل J-10C بديلاً فعالاً للدول التي تسعى لتحقيق توازن بين التكلفة والكفاءة.
اقرأ أيضاً.. قدرات الهند وباكستان الجوية في ظل الحرب بين القوتين النوويتين.. من يملك اليد العليا؟