بعد استهداف القصر الجمهوري ورئاسة الأركان.. هل تشتعل الحرب بين إسرائيل وسوريا؟

أعلنت وسائل إعلام في إسرائيل أن رئيس أركان الجيش، إيال زمير، أمر بسحب قوات من قطاع غزة ونقلها إلى الجبهة الشمالية في هضبة الجولان جنوب سوريا.
يأتي ذلك بالتزامن مع سلسلة من الغارات العنيفة التي استهدفت مواقع حساسة في قلب العاصمة السورية دمشق، وعلى رأسها مقر رئاسة الأركان، ووزارة الدفاع، وقرب القصر الجمهوري.
الضربات الإسرائيلية، التي وُصفت بأنها “الأعنف منذ عقود”، جاءت وسط تأكيدات من إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن ما يحدث في سوريا يمكن اعتباره بمثابة “إعلان حرب مصغر”، مع استعداد تل أبيب لـ”أيام قتالية” مفتوحة في العمق السوري.
تل أبيب تعلن: الهجمات المؤلمة بدأت
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لم يُخفِ نوايا التصعيد، وأعلن صراحةً أن “الهجمات المؤلمة على سوريا قد بدأت”، في تصريح يعكس تغيرًا جذريًا في قواعد الاشتباك بين إسرائيل والحكومة السورية التي تقودها حالياً حكومة أحمد الشرع، والتي تحظى بدعم من فصائل إسلامية معارضة تقليديًا لإسرائيل.
مصادر عسكرية إسرائيلية أكدت أن رئيس الأركان أصدر تعليمات بنقل عدد كبير من المقاتلات نحو الجبهة السورية، فيما تحدثت وسائل إعلام عبرية عن قصف أكثر من 160 هدفًا في أنحاء سوريا، مع استمرار الضربات.
قوات إسرائيلية من غزة إلى الجولان
نقل القوات من قطاع غزة إلى هضبة الجولان يشير إلى تحول استراتيجي في أولويات الجيش الإسرائيلي، حيث يبدو أن تركيز القيادة العسكرية لم يعد يقتصر على جنوب فلسطين، بل يشمل الآن الجبهة السورية بكل أبعادها المعقدة، خصوصًا في ظل تنامي الدور الإيراني في الجنوب السوري، ومطالب أبناء الطائفة الدرزية في السويداء بالحماية من قمع النظام.
في هذا السياق، نقل تقارير عن مصادر إسرائيلية تأكيدها قصف مواقع وصفت بـ”الاستراتيجية” في دمشق، أبرزها قصر الرئاسة ومبنى رئاسة الأركان، مشيرًا إلى وقوع انفجار ضخم في ساحة الأمويين وسط العاصمة، خلف دمارًا هائلًا.
إسرائيل تزعم حماية الدروز
في تبرير واضح للهجمات، قال الجيش الإسرائيلي إن الضربات تأتي في سياق “حماية الدروز في سوريا”، في إشارة إلى الاضطرابات المتصاعدة في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، والتي شهدت مؤخرًا تحركات مناوئة لحكومة الشرع، ومحاولات من الأخيرة للسيطرة الأمنية على المنطقة.
وفق مراقبون فإن هذا التصريح يفتح باب التساؤلات حول ما إذا كانت تل أبيب تتجه نحو فرض واقع سياسي جديد في الجنوب السوري، عبر تقديم نفسها كضامن للطائفة الدرزية، وربما دعم استقلالية “المنطقة الآمنة” في السويداء، على غرار ما حدث في الشمال السوري مع الأكراد.
ضربات مكثفة تستهدف “قلب النظام”
الغارات الإسرائيلية استهدفت قلب السلطة العسكرية السورية. فقد أكدت وكالة رويترز، نقلًا عن مصدرين أمنيين، سقوط قتلى وجرحى في قصف استهدف وزارة الدفاع في دمشق.
كما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أمنية أن القصف شمل أيضًا “قصر الرئاسة ومبنى رئاسة الأركان السورية”، في محاولة واضحة لشلّ القيادة العسكرية والسياسية.
يُذكر أن ساحة الأمويين، التي تضم مقر رئاسة الأركان، تعرضت لثلاث غارات متتالية، ما أدى إلى انهيار أجزاء كبيرة من المبنى، وسط حالة من الذعر في صفوف المدنيين.
اجتماع أمني طارئ في إسرائيل
بالتزامن مع التصعيد، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعًا أمنيًا طارئًا مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زمير، لبحث التطورات على الجبهة السورية.
مصادر عبرية أشارت إلى أن الاجتماع ناقش “التهديدات القادمة من الجنوب السوري”، وإمكانية توسيع العمليات العسكرية لتشمل مواقع إيرانية أو تابعة لحزب الله.
هل باتت الحرب الشاملة وشيكة؟
في ظل هذا التصعيد، تبرز تساؤلات خطيرة: هل قررت إسرائيل الدخول في مواجهة شاملة مع الحكومة السورية؟ وهل تشكل حماية دروز السويداء ذريعة حقيقية أم مدخلًا لتفكيك ما تبقى من وحدة الأراضي السورية؟
اقرأ أيضا.. من السويداء إلى دمشق.. هل ترسم إسرائيل حدود سوريا الجديدة عبر بوابة الدروز؟